الأقباط متحدون - ........... وراكب علي حمار (و)علي جحش إبن أتان !!
أخر تحديث ١٧:٠٦ | الاربعاء ١ ابريل ٢٠١٥ | ٢٣برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥١٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

........... وراكب علي حمار (و)علي جحش إبن أتان !!

نبيل المقدس
     "إبْتَهِجِي جِدًّا يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ، اهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ، وَرَاكِبٌ [عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ.]  سفر زكريا 9 : 9

     أقتبس كُتّابْ العهد الجديد هذه الأية في وصفهم لموكب النصرة لملك الملوك  أثناء دخوله إلي اورشليم , بين جمع من اليهود , وعلي مرأي من الفريسيين والكهنة  ..  وهكذا تحققت كل مخاوفهم ووقفوا ينظرون إلي هذا الموكب المهيب بحقد .. فاقدين كل قدرة علي تحجيم الموقف , وعلي تخميد صياح الجمع , حتي إقتربوا من منحدر جبل الزيتون  أَرْسَلَ يسوع اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ 30قَائِلاً:«اِذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا، وَحِينَ تَدْخُلاَنِهَا تَجِدَانِ جَحْشًا مَرْبُوطًا لَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ قَطُّ. فَحُّلاَهُ وَأْتِيَا بِهِ. 31وَإِنْ سَأَلَكُمَا أَحَدٌ: لِمَاذَا تَحُّلاَنِهِ؟ فَقُولاَ لَهُ هكَذَا: إِنَّ الرَّبَّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ».  لوقا 19 : 30 .. ذاكرا أن يحضرا له جحشا واحدا ليجلس عليه الرب يسوع, وهذا يختلف مع النبوة التي جاءت في سفر زكريا 9 : 9 حيث ذكرت حمارا وجحشا معا. !!

  وإقتبسها أيضا البشير متي في انجيله 21 : 1 – 8 " ..حِينَئِذٍ أَرْسَلَ يَسُوعُ تِلْمِيذَيْنِ 2قَائِلاً لَهُمَا:«اِذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا، فَلِلْوَقْتِ تَجِدَانِ أَتَانًا مَرْبُوطَةً وَجَحْشًا مَعَهَا، فَحُّلاَهُمَا وَأْتِيَاني بِهِمَا. 3وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ شَيْئًا، فَقُولاَ: الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِمَا. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُمَا». 4فَكَانَ هذَا كُلُّهُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِ: 5«قُولُوا لابْنَةِ صِهْيَوْنَ: هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِيكِ وَدِيعًا، رَاكِبًا عَلَى أَتَانٍ وَجَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ». ونجد هنا تطابقا مع النبوة التي جاءت في زكريا 9 : 9 .

   وتحدث إنجيل مرقص الرسول عن هذه الجزئية في 11 : 1 – 6" ..... عِنْدَ جَبَلِ الزَّيْتُونِ، أَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، 2وَقَالَ لَهُمَا:«اذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا، فَلِلْوَقْتِ وَأَنْتُمَا دَاخِلاَنِ إِلَيْهَا تَجِدَانِ جَحْشًا مَرْبُوطًا لَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ. فَحُلاَّهُ وَأْتِيَا بِهِ. 3وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ: لِمَاذَا تَفْعَلاَنِ هذَا؟ فَقُولاَ: الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُ إِلَى هُنَا». اي ان مرقص إلتزم بذكر الجحش فقط متوافقا مع ما ذكره لوقا في 19: 30 .

   أما إنجيل يوحنا الحبيب ذكر هذا الحدث في 12 :  13 – 15 " 13فَأَخَذُوا سُعُوفَ النَّخْلِ وَخَرَجُوا لِلِقَائِهِ، وَكَانُوا يَصْرُخُونَ: «أُوصَنَّا! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! مَلِكُ إِسْرَائِيلَ!» 14وَوَجَدَ يَسُوعُ جَحْشًا فَجَلَسَ عَلَيْهِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: 15«لاَ تَخَافِي يَا ابْنَةَ صَهْيَوْنَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي جَالِسًا عَلَى جَحْشٍ أَتَانٍ».. وهنا نلاحظ ادماج كلمتي جحش وأتان في كلمة واحدة .

  هذه التبياينات بين الأناجيل الأربعة فتحت الكثير من اللبس في حقيقة هذه النبوة القديمة .. لكن نشكر الرب أنه خلق جيل من القديسين والمفسرين من خلال العلم والتقاليد الموروثة وإرشاد الروح القدس .. أمثال متي المسكين حيث فسر هذه الملحوظة كالأتي بالرغم أنه لم يكمل إقصاء هذا اللبس :

  كلمة جحشا تعني " حمارا" أو أتانا باللغة العربية  .. و تعني "حيمور" باللغة الآرامية ..  وجاءت في اللغة اليونانية بمعني " حيوان لحمل الأثقال . ربما  يكون هذا الحيوان حصانا أو بغلا . ومعروف ان في الأدب النبوي اليهودي , وخاصة ما يأتي منه بالأشعار , يأتي بتكرار الكلام لتحسين النغم والوزن لتوضيح المعني .. وهذا يتضح في هذه الأية عملية التكرار حيث تقول الأية ** إبتهجي جدا يا إبنة صهيون .. ثم يكرر المعني  إهتفي يا بنت أورشليم ..... ومثال أخر من نفس الأية حيث يقول الوحي ** وراكب علي حمار .. ثم يكرر المعني و علي جحش إبن أتان . لكن وجود الحرف ( و ) جعلته وكأنه جالس علي حمار وعلي جحش إبن أتان في نفس الوقت .

   وما يؤسفني ظلت هذه الملحوظة عالقة في فكري منذ صباي ولم اقرأ تعليلا لهذا الخطأ ولم اسمع إجابة من رجال الله الخدام.. وخصوصا عندما إعترف القديس متي المسكين  بهذا الخطأ وبررهُ في كتابه الخاص بتفسيره لهذا الجزء, أنه خطأ من النساخ وبعدهم المترجمون . لهذا اتمني لو اي احد لديه خلفية عن هذا الخطأ فليكتبه في تعليقه ... ! 

   يرينا مشهد الدخول الملوكي شجاعة يسوع .. فقد كان يعلم ان أغلب اهل هذه المدينة لا يقبلونه , وخصوصا مِنْ

  قبل رؤساء الكهنة والفريسيين , وهو يعلم أنهم صمموا علي التخلص منه .  كما أن دخوله الإنتصاري هذا  يُظهر  لنا انه جاء لكي لا يطلب ملكا ارضيا , بل كان يريد ان يملك علي القلوب .. لذلك دخل إلي أورشليم وديعا  وجالسا علي أتان . فالجلوس علي الحمير في هذا الوقت هو إعلان عن السلام .. لا بقوة السلاح , لكن بقوة المحبة ..!

وكل سنة وانتم طيبين .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter