الأقباط متحدون - الصمت الإيرانى المريب
أخر تحديث ٠٠:٢٦ | الاربعاء ١ ابريل ٢٠١٥ | ٢٣برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥١٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الصمت الإيرانى المريب

محمود خليل
محمود خليل

حتى الآن لم تُبد إيران رد فعل واضحاً نحو العمليات العسكرية التى تقوم بها قوات التحالف العربى تحت اسم «عاصفة الحزم» لمواجهة الحوثيين فى اليمن. كل ما تم رصده خلال الأيام الماضية لم يزد على تصريح صحفى جاء على لسان وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف، حذر فيه من خطورة الحرب، وأنها ستؤدى إلى مزيد من القتلى، ومزيد من التوتر فى المنطقة. وفارق كبير بين التحذير من مخاطر الحرب، وبين توجيه تحذيرات إلى الدول التى تخوض أو تقود الحرب. الصمت الإيرانى يمكن أن يفسر بعدة أسباب، أولها انشغال صانع القرار بإيران خلال الأسابيع الماضية فى المفاوضات المتعلقة بالملف النووى مع الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب، وثانيها أن إيران تخشى من التورط فى حرب مع العرب، خصوصاً أن العملية العسكرية التى تتم ضد الحوثيين تنهض بها 10 دول عربية، كما اكتسبت مظلة شرعية عربية من خلال إعلان شرم الشيخ الذى نص على إنشاء قوة عربية مشتركة، هناك من يردد أن المملكة العربية السعودية هى التى تقودها، وثالثها أن إيران تحاول الترتيب بشكل هادئ للرد على عاصفة الحزم.

استجابة الحوثيين لنداء العقل يعنى استبعاد السبب الثالث وترجيح السببين الأول والثانى، وتواصل العناد سيرجح باستمرار احتمال أن إيران ترتب لرد فعل، ولكن بشكل هادئ، وهو احتمال يقف خلفه العديد من المبررات. يأتى على رأسها عدم سهولة تصور أن إيران ستتعامل بأريحية مع فكرة تصفية «الجيب الشيعى الحوثى» الذى أنشأته فى اليمن وأنفقت عليه الكثير. المبرر الثانى يتعلق بطبيعة الأداء الإيرانى الذى يعتمد على النفس الطويل، وقد ظهر ذلك جلياً فى إدارة تدخلها فى كل من سوريا والعراق، وعلينا أيضاً ألا ننسى فى هذا السياق حرب السنوات الثمانى التى خاضتها مع العراق أيام «صدام حسين». والناظر إلى تحركات إيران فى المنطقة سوف يلاحظ أنها اتخذت خطوات تعود لسنوات مضت للتمهيد لمعركة، يصح أن تكون طويلة الأمد، لعل من أبرزها خطوة إنشاء قاعدة عسكرية فى أريتريا منذ ما يقرب من ست سنوات، ولعلك تعلم قرب دولة أريتريا من باب المندب، وقد شكلت أريتريا طيلة السنوات الماضية أرضاً خصبة لتدريب الحوثيين، وغيرهم من العناصر التى تحركها إيران.

وهناك سيناريوهان يمكن أن يحكما التدخل الإيرانى فى هذه الحرب، أولهما السيناريو المباشر للتدخل، وهو غير وارد بنسبة كبيرة، على الأقل فى المرحلة الحالية، لأن له أبعاداً عديدة، وتحول دونه عدة معوقات، لا سبيل إلى تفصيلها فى هذا السياق. السيناريو الثانى هو سيناريو التدخل غير المباشر من خلال تحريك بعض عناصرها لإدارة بعض المواجهات على أرض اليمن، بالإضافة إلى الاستعانة بأذرعها المختلفة فى المنطقة تبعاً لتطورات الصراع. وفى كل الأحوال فإن هذا الأمر لن يتم ما بين يوم وليلة، لأن عملية «عاصفة الحزم» نقطة فى خط إذا تكاملت بقية نقاطه فسوف تجد المنطقة العربية نفسها أمام حرب يصح أن نطلق عليها «حرب استنزاف»، من الوارد أن تتواصل لمدة زمنية طويلة، وهى حرب لن يكون فيها غالب ومغلوب، فالكل فيها خاسر!

نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع