الأقباط متحدون - الطريق إلى إيران .. بدأه البنا وأكمله مرسى
أخر تحديث ٢٣:٠٦ | الاربعاء ١ ابريل ٢٠١٥ | ٢٣برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥١٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الطريق إلى إيران .. بدأه "البنا" وأكمله "مرسى"

«نجاد» يستقبل «مرسى» أثناء زيارته لإيران
«نجاد» يستقبل «مرسى» أثناء زيارته لإيران

التقارب مع «الشيعة» بدأ بلقاء مؤسس الجماعة مع «الخمينى» فى الثلاثينات.. وتأسيس دار «التقريب بين المذاهب الإسلامية»
تعود جذور العلاقات التاريخية بين الإخوان والشيعة إلى أيام حسن البنا، مؤسس التنظيم، الذى كان يرى حتمية التقارب بين الإخوان والشيعة، خصوصاً أن كليهما يبحث عن تحقيق حلم الخلافة أو الإمامة، كل بطريقته وأفكاره، وتعكس ذلك إحدى مقولات البنا: «الخلاف الفقهى فى الفروع لا يكون سبباً للتفرقة فى الدين، ولا يؤدى إلى خصومة ولا بغضاء ولكل مجتهد أجره».

ولعل أولى الخطوات التى حاول بها البنا التقرب من الشيعة، عندما التقى، فى الثلاثينات، مع السيد روح الله مصطفى الخمينى، الذى أصبح فيما بعد الإمام آية الله الخمينى، على حسب تصريحات القيادى الإخوانى المنشق، ثروت الخرباوى، وذلك أثناء زيارة الأخير مصر، لبحث التقارب بين السنة والشيعة، كما كان البنا أحد المؤسسين لدار التقريب بين المذاهب الإسلامية، فى القاهرة عام 1947، بهدف التقريب بين السنة والشيعة.

كما كانت للإخوان علاقة قوية وتاريخية مع نواب صفوى، مؤسس الحركة الشيعية الثورية «فدائيان إسلام»، حيث زار مصر بدعوة من الإخوان المسلمين عام 1954، ورافقه خلال تلك الزيارة وفد إخوانى برئاسة المرشد الأسبق، عمر التلمسانى، والتى زار خلالها مراقد أهل البيت فى مصر، بل وصلت العلاقة بين «صفوى» والإخوان، إلى هجوم صفوى، فى أحد لقاءاته الجماهيرية، ضد الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، لاعتقاله لعناصر الإخوان.

ويعتبر صفوى أحد الداعمين الأساسيين للإخوان، فعندما زار سوريا فى عام 1953 والتقى بالدكتور مصطفى السباعى زعيم الإخوان المسلمين هناك أثار معه الأخير مسألة انضمام بعض الشباب الشيعة إلى الحركات العلمانية والقومية، فصعد «نواب» المنبر وقال أمام حشد الشيعة والسنة «من أراد أن يكون جعفرياً حقيقياً فلينضم إلى صفوف الإخوان المسلمين»، وهو ما يفسر انخراط أعداد كبيرة من شيعة العراق فى تنظيم الإخوان هناك ثم أصبح لهم حزب قاده محمد باقر الصدر باسم «حزب الدعوة» يستمد فكره ومنهجه ورؤاه من مدرسة الإخوان المسلمين ورموزها.

وفى عهد الرئيس السادات، حاول مرشد الإخوان آنذاك، عمر التلمسانى، مواصلة مهمة البنا فى التقريب بين الشيعة والسنة، وهو ما دفعه لتأييد الثورة الإيرانية الإسلامية التى اندلعت عام 1979، بقيادة «الخمينى»، خصوصاً أن تلك الثورة أعطت للإخوان الأمل والثقة فى إسقاط النظام فى مصر والوصول إلى سدة الحكم.

بل وصل الأمر إلى إرسال تنظيم الإخوان، على حسب تصريحات القيادى بالتنظيم الدولى يوسف ندا، وفداً إخوانياً لزيارة إيران للتهنئة بالثورة الإسلامية، كخطوة من الإخوان فى مصر فى ذلك الوقت لتفعيل وتوثيق علاقتهم بنظام الحكم فى إيران، إلا أن اغتيال الرئيس السادات على يد عدد من قيادات الجماعة الإسلامية، منهم من بدأ حياته إخوانياً، ثم انشق عنهم، أجهض التقارب ين الطرفين، نتيجة التضييق الذى حدث على الإخوان بعد واقعة الاغتيال.

ولعل طبيعة العلاقة بين الإخوان والشيعة، فى هذه المرحلة، تعكسها المقالة التى كتبها المرشد عمر التلمسانى، فى مجلة «الدعوة» فى ذلك الوقت، التى قال فيها: «إن التقريب بين المذهب السنى، والمذهب الشيعى، يعد الآن مهمة ملحة للفقهاء، وإن الاتصالات بين الإخوة المسلمين ورجال الدين الإيرانيين، لم يكن الهدف منها أن يعتنق الشيعة المذهب السنى، ولكن الهدف الأساسى الالتزام برسالة الإسلام فى توحيد الفرق الإسلامية والتقريب بينها قدر المستطاع».

ولهذا فى الوقت الذى كان فيه الخلاف والعداء واضحاً بين مصر وإيران، لدرجة أن الأخيرة أطلقت اسم خالد الإسلامبولى، الذى اغتال السادات، على أحد الشوارع الإيرانية، كان للإخوان رأى آخر، الذى كان يرى أن التقارب مع إيران أمر حتمى للوصول إلى فكرة الخلافة والإمامة، فى حين كانت إيران تعتبر الإخوان بوابتها إلى الشرق الأوسط. وكانت أفكار المفكر الإخوانى سيد قطب، لها رواج بين الشباب الإيرانيين الشيعة والتى وجدت لها صدى أيضاً بين المفكرين والثوار الإيرانيين ومن ذلك كتب الشهيد، على حسب ويكيبيديا الإخوان المسلمين التابع للإخوان، حيث ترجم «خامنئى» بنفسه، قبل الثورة الإسلامية، بعض مؤلفات «قطب».

وقال على أكبر ولايتى، مستشار المرشد الإيرانى آية الله خامنئى للشئون الدولية، فى مقابلة له مع وكالة أنباء مهر الإيرانية، مطلع 2013: «طبعاً كان لإيران ومصر أثر متبادل، فكما كان للسيد جمال الدين دور فى نشوء الصحوة الإسلامية فى مصر وبروز شخصيات من قبيل المرحوم الشيخ محمد عبده وعبدالرحمن الكواكبى ورشيد رضا، فكذلك ترك الإخوان المسلمون فى وقتهم أثراً على الحركات الإسلامية فى إيران، وسماحة قائد الثورة قام قبل الثورة بترجمة عدد من كتب سيد قطب إلى الفارسية، وبعد الثورة أيضاً تمت ترجمة كتاب ولاية الفقيه للإمام الخمينى إلى العربية، حيث ترك أثراً مهماً فى الصحوة الإسلامية بالعالم العربى، خاصة مصر».

وفى عهد مبارك، استمر الإخوان فى محاولة التقارب مع الشيعة وإيران، ويعكس ذلك تصريحات يوسف ندا، التى قال فيها إن الخلاف بين الشيعة والسنة خلاف فرعى يمكن تجاوزه من أجل المصالح العليا، وإن الخلاف بين الطرفين خلاف سياسى، كما قال مهدى عاكف، المرشد السابق للإخوان، عام 1982، فى تصريحات لوكالة الأنباء الإيرانية، إن الإخوان يؤيدون أفكار ومفاهيم الجمهورية الإسلامية، واستطرد قائلاً: «إن أفكار آية الله الخمينى خصوصاً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية هى امتداد لتوجه الإخوان نحو مكافحة الاحتلال الإسرائيلى»، بشكل أثار غضب نظام مبارك ضد الإخوان.

وتبنى الإخوان العديد من المواقف المؤيدة لإيران وللشيعة عموماً، فقد كانت لهم تصريحات فى الحرب العراقية الإيرانية، وتصريحات فى المواجهات التى تمت بين المملكة العربية السعودية والحوثيين، وتصريحات بخصوص خلية حزب الله التى تم اكتشافها فى مصر، فى وقت سابق.

وفى أعقاب ثورة يناير، التى اعتبرها الإيرانيون، نموذجاً جديداً للثورة الإسلامية، خصوصاً مع تنامى أيديولوجيا الإسلام السياسى، على حساب الهوية الوطنية، ومع صعود الإخوان للحكم، حاول الإيرانيون توثيق علاقتهم مع الإخوان، وخلال حكم الإخوان زار قاسم سليمانى، قائد فيلق القدس فى الحرس الثورى الإيرانى، مصر والتقى بالعديد من القيادات الإخوانية، للتقارب بين الإخوان وإيران.

وسنوات العلاقة بين إيران وجماعات الإسلام السياسى بشكل عام، ومع الإخوان خاصة، أوحت لنظام ولاية الفقية أن ارتقاء المعارضة الإخوانية إلى تسلم الحكم فى تونس وبعد ذلك فى مصر، يشرع الأبواب أمام الفتح الإيرانى العتيد، الذى حال دونه نظام سياسى عربى معادٍ لتوجهات الجمهورية الإسلامية، وعطل من مفاعيله (أيام الجهد التصديرى للثورة الإسلامية) الجانب المذهبى الذى اصطدم آلياً بسنيّة الجمهور العربى فى هذه الدولة أو تلك، وتعارض القاعدة العقائدية لثورة الخمينى مع تاريخ من الثقافة الدينية - السياسية التى تأسس عليها الإسلام السياسى عند العرب. وتأسست العلاقة بين الإخوان وإيران على التصاق مصلحى منفعى أكثر منه على قماشة عقائدية متينة. فصراع النظام المصرى مع النظام الإيرانى، وفر أسباباً للتواصل، وحوّل الإخوان إلى رأس حربة إيرانى يصول ويجول داخل الدائرة السنيّة العصية على ما يرتجيه نظام الولى الفقيه.

وعلى الرغم من زيارة محمد مرسى، الرئيس الإخوانى لطهران، خلال فترة حكمه، استغنى «الإخوان» عن العراب الإيرانى المتراجع النفوذ، وراحوا يقتربون من واشنطن ويستوحون أصول الحكم فى العصر الحديث من نصائح أمريكية، ولم تُخف مباركة إدارة أوباما لتسلّم الإخوان لمقاليد الحكم. ولعل ما أبرز التقارب الأمريكى الإخوانى، ما أدلى به راشد الغنوشى، زعيم حركة النهضة الإخوانية فى تونس، من أفكار فى واشنطن كانت تعتبر محرمة من قبل وصولهم للسلطة.

وفى مقابل دستور إيرانى يتحدث عن سلطة المذهب الجعفرى، كان لمصر فى عهد الإخوان دستور يتحدث عن فقه أهل السنة، واستغنى الإخوان عن خطاب لا مذهبى فى العلاقة مع إيران، وراحوا يتنافسون مع الجماعات السلفية المتحالفين معها فى انتهاج خطاب يرفض التشيع، وقد يقترب من المغالاة فى التعامل مع غير أهل السنّة.

وتراجع الإخوان عن تحالفهم مع إيران لصالح التقدم التركى والتمويل القطرى وامتحان المراقبة الأمريكية لأدائهم، وتوقف الخطاب الإخوانى العدائى ضد إسرائيل، وجرى التأكيد على اتفاقية كامب دايفيد وترتيباتها فى سيناء، وتم طرق باب البنك الدولى، وقُدمت وعود بتأمين مصالح الغرب.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.