الأقباط متحدون | أطفال الشوارع..براءة ذبحتها يد الوحشية وقلة الضمير
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٥:٤٣ | السبت ٢٦ يونيو ٢٠١٠ | ١٩ بؤونة ١٧٢٦ ش | العدد ٢٠٦٥ السنة الخامسة
الأرشيف
شريط الأخبار

أطفال الشوارع..براءة ذبحتها يد الوحشية وقلة الضمير

السبت ٢٦ يونيو ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

تحقيق: ميرفت عياد - خاص الأقباط متحدون
تفتحت عينى فى الحياة على أمى الفقيرة التى تبيع الحلوى على أرصفة الشوارع، وبسبب مرضها طلبت منى، وأنا لم أبلغ عامى الحادى عشر بعد، أن أخرج إلى الشارع وحدى لأبيع علب المناديل فى إشارات المرور، فوافقتها مرغمة...هكذا قالت "فتحية"، احدى أطفال الشوارع التى قابلتها تتسول بملابسها الرثة القذرة وجسدها النحيل، وعلى الرغم من إنها طفلة، حيث إنها لم تبلغ عامها الثالث عشر بعد، الإ أن ملامح الطفولة البريئة والجميلة، انزوت خلف معاناة عاشتها وتعيشها كل يوم، وعن هذه المعاناة طلبت منها أن تحدثني.

قالت "فتحية"، ونظرات الأسى تملأ عينيها: إنها ذهبت بالفعل وحدها، والخوف يملأ قلبها، ووقفت فى احدى إشارات المرور لتبيع المناديل، وبعد عدة ساعات، وجدت شاب يعترض طريقها، ويقول لها:  إن الوقوف هنا بأمره، وإنه سيسمح لها بهذا فى مقابل بضعة جنيهات سياخذها منى أخر كل يوم، فوافقت مرغمة، خائفة من قسوته وبطشه بها، وبعد عدة أسابيع، وجدت هذا الشاب يحنو عليها، ويرأف لحالها، ويطلب منها أن تأتى بالليل إلى خرابة وصف لها موقعها لتأكل معه العديد من اصناف اللحوم والفراخ التى منت عليه بها احدى المحسنات.

وفجأة، ارتجفت "فتحية" وهى تتذكر ذلك اليوم المشئوم، قائلة: إنها ذهبت بالفعل إلى تلك الخرابة منهكة جائعة، فكانت هى  الذبيحة، وكان اللحم الذى سيؤكل هو لحمها وعرضها، حيث وجدت فى ذلك المكان أربعة من الأولاد تناوبوا على اغتصابها، حتى فقدت وعيها من شدة النزيف، ولم تدر بشئ لعدة ساعات، وإنها حين استيقظت، وجدت بجانبها فتاة تكبرها تضحك فى سخرية وشماتة وهى تقول: "كان غيرك أشطر..كلنا وقعنا فى الفخ قبلك..وإذا لم تأتى كل يوم ليستمتعوا بك..سيقذفون على وجهك الجميل هذا ماء نار ليشوهوه..ولا تعودى ترى النور مرة أخرى".

انهارت "فتحية" فى البكاء وهى تقول: ذهبت إلى أمى لاعنة إياها لأنها هى السبب فى ماحدث لى، وعندما سألتنى عن سبب تأخرى قلت لها حقيقة ما حدث إنتقامًا منها، فلم يحتمل قلبها المريض تلك الصدمة فماتت فى الحال، تاركةً لى اليتم، والإحساس بالعار، وتأنيب الضمير؛ لأننى كنت السبب فى موتها، وهذا جعلنى لا أحتمل البقاء فى تلك الحجرة، وذهبت إلى تلك الخرابة خوفًا من بطش هذا الشاب بى، وأصبحت أمنح نفسى لكل من يريد فى سبيل بقائى آمنة فى ذلك المكان.

 وهكذا عاشت "فتحية" طفلة محرومة من كل شئ، تمارس الرذيلة لسنين طويلة، حملت فيها مرة واحدة وسقط الطفل، وكادت أن تموت.    
الإنتقام دفع به إلى ظلمات الشوارع

وعندما كنت أسير فى احدى الشوارع، وجدت طفل لم يتجاوز عمره التاسعة بعد، يشحذ ويطلب منى حسنة، كان منظره مثير للشفقة، فقد كان وجهه فى منتهى القذارة، وملابسه الرثة تدل على إنها على جسده الذى لم يعرف معنى الإستحمام لسنوات طويلة، نظر إلىّ بعينين غائرتين ووجه ممقوت يستجدينى أن أعطيه مما أعطانى الله، والحقيقة إننى أعطيته وأنا اربت على كتفه، فنظر إلى متعجبًا واستجاب لعطفى ورجائى بأن يشرح لى سبب تسوله فى الشوارع.
فقال "وليد": كنت أعيش مع والدي فى أمان إلى أن ماتت والدتى وأنا لم أتجاوز عامى السادس، فتزوج والدى مرة أخرى وأنجب أربعة أولاد، ولان والدى ضعيف الشخصية، سيطرت عليه زوجته، وأرغمته على أن أترك المدرسة لأساعده فى مصاريف البيت، وبالفعل تم هذا، وعملت صبى فى احدى ورش النجارة، وهناك تعلمت شرب السجائر، وفى يوم من الأيام اكتشفت أمرى زوجة أبي فإنهالت علىّ بالضرب حتى كسر ذراعى.

واستطرد "وليد"، وعينيه تنظران إلى بعيد كانها تستطلع المجهول الذى يخباة له الزمن، قائلاً: لم يقم أبى بالدفاع عنى، بل رضخ لأمرها بأن أذهب للعمل بيدى المكسورة، ولم يكن صاحب الورشة أقل قسوة منهم، فأخذ يطلب منى ما لا طاقة لى بعمله بيدى المكسورة، فكانت تنتابنى آلام لا أستطيع احتمالها، إلى أن اقترح على أحد زملائى بأن أشم "كولة" حتى لا أشعر بالألم، وبالفعل قل الألم والتحم كسر يدى، ولكن بطريقة خاطئة فجعلها مشوهة.

واخذت ملامح وليد تتغير، وتزداد شراسة ووحشية وهو يقول: أحسست بنقمة رهيبة على زوجة أبى، وأردت أن انتقم منها، فذهبت إلى البيت، ووجدت ابنها فى الحجرة بمفرده، ودون أن أدرى انهلت عليه بعدة طعنات بالسكين التى كنت أحملها، فأتت زوجة أبى على صراخه، وأمسكت بى،  وأخذت فى ضربى وتهديدى بأن تضعنى فى السجن، ولكنها انتبهت على تاوهات ابنها، فتركتنى وأخذته، وجرت به على المستشفى، وهنا قررت أن أترك البيت، وذهبت إلى الشارع تتقاذفنى الأرصفة، إلى أن وجدنى رجل كبير عطف على وأخذنى للعيش معه، وعلمنى التسول مستغلاً عاهتى، وهو يأخذ حصيلة اليوم فى مقابل النوم والأكل الذى لا يسد جوعي، وهكذا يعيش "وليد" متسولاً طول النهار، محرومًا من العطف والحنان طيلة الليل. 
 
ممارسة "الدعارة" تحت مسمى "الزواج"
وتركت "وليد" فى عذابه، وأخذت أسير فى الشوارع، حزينة على تلك البراءة المهدرة على أرصفة الشوارع، إلى أن وجدت فجأة فتاة تبلغ من العمر حوالى (16) عامًا، تجلس على احدى الأرصفة ترتدى فستان قذر مُقطّع، يظهر منها قدماها الرثتين، ولكن شكلها العام ينبض بالأنوثة.. فأقتربت إليها بحذر وهى تنفث دخان سيجارتها، وسألتها عن اسمها فقالت بشراسة: "عايزة إيه ياست انتى؟" فحاولت أن أهدئ من روعها، وأربت على كتفها، ومدحت جمالها فهدأت، وبدأت الحديث معى عن مأساتها كمن يريد أن يزيح حجرًا رابضًا فوق صدره.

قالت: أنا اسمى "سعاد"، وكنت أعيش مع أبى وأمى، ولكن ضاقت أمى من الحياة مع أبى السكير الذى يضربها ليل نهار لأخذ الجنيهات القليلة التى معها ليسكر بها، وهربت دون أن يدرى أحد عنها شيئاً، وتركتنى أنا وأختى التى لم تبلغ عاماها الثالث، وكنت أنا أبلغ من العمر أربعة عشر عامًا، وفى يوم من الأيام نظر إلىّ أبى، وقال لى- وهو يربت على معالم أنوثتى- أنتِ الكنز الذى سيفتح لى، ولكنى لم أفهم ماذا يقصد.
الأب يبيع ابنته

وفجأة، انسابت الدموع من عينيها، وهى تروى عن يوم دخلتها على المعلم "حسنين"، الذى يكبرها فى العمر بحوالى خمسة وثلاثين عامًا، قائلةً: كانت ليلة عرسى هى ليلة اغتصابى من قبل هذا الرجل الذين إدعوا لى إنه زوجى، ومنذ أول يوم بدأ فى ممارسات شاذة معى، وعندما رفضت انهال على بالضرب، وأتى بإحدى صبيانه ليمسكنى ليفعل بى ما يريد، ولم يكتف بهذا بل وجدته فى يوم من الأيام يدفعنى إلى حجرة النوم مع رجل غريب ويقفل الباب، ولم أصدق هول ما يحدث لى، واخيرًا عرفت بمحض الصدفة، أن المأذون الذى كتب الكتاب كان أحد صبيانه، وإن المعلم "حسنين" قام بهذه التمثيلية بالترتيب مع أبى فى سبيل الحصول على المال الوفير.

وارتجفت "سعاد" وهى تقول: عندما أدركت أن والدى هو الذى باعنى بثمن رخيص، قررت أن أحرمه من البيضة التى تبيض له ذهبًا، وفررت من المنزل، وخرجت إلى الشارع، وبدأت رحلتى التعيسة مع كل الجرائم والموبيقات، ولكن ما يشغل بالى هو أختى الصغيرة التى لا أعرف لها مصير بعد أن طُرد والدى من الحجرة التى كان يسكن بها لعدم استطاعته دفع الإيجار، وتتساءلت "سعاد"-والخوف يملأ قلبها- هل سيبيع والدى أختى وتلقى نفس هذا المصير؟!!!

المخدرات تقبع وراء زنا المحارم
رأيتها جالسة تحت احدى الكبارى، تحك فى أنفها بشراسة، وتُعرّى جسدها فى إثارة؛ لعلها تجد لها صيدًا، فأقتربت منها متسائلة: هل فى استطاعتى مساعدتك؟ فشوّحت بيدها فى وجهى وقالت: "لو معاكى شمة هاتيها"، فقلت لها: أستطيع أن أفعل لك هذا اذا تحدثت معى عن السبب الذى دفعك إلى تعاطى المخدرات.

 وبالفعل أخرجت مسكن قوى من حقيبتى، وأعطتها إياه، واهمة لها إنه نوع جديد من المخدر وتأثيره قوي، وبالفعل بدأ المسكن ينزع بعض الشئ من آلامها، وبدأت الحديث معى قائلةً:
أنا اسمى "حمدية"، يتيمة الأب والأم، ولا أملك من حطام الدنيا غير أخ مجرم شرير، يتاجر فى المخدرات، ويطلب منى أن أساعده فى توزيعها فرضيت مجبرة، وكم عانيت من كبسات البوليس وعدم احساسنا بالأمان وهروبنا المستمر.
الدافع للهروب من المنزل

وهنا تذكرت "حمدية" مأساتها، ورفضت أن تكمل حديثها، وتحت إصرارى وإغرائى لها بشريط المخدر أكملت، والحزن يملأ جبينها: رضيت بكل هذا إلى أن جاء يوم جلس فيه أخى مع أعوانه فى جلسة حشيش، وكنت أخدمهم، وفجأة أمسك بى أحدهم وأخذ يداعبنى، فاستغثت بأخى، ولكن الحشيش والبانجو ذهبوا بعقله، فإجتمعوا حولى وتم ذبحى، وكان أخى من بينهم، فإنهارت قوتى ولم أصدق ماحدث لى، ولم أصدق أن أخى الذى كان لى كل حياتى، يشارك معهم فى مثل هذا الأمر الشنيع، فقررت الهروب، وفى لحظة التنفيذ أمسك بى أخى واعتدى على للمرة الثانية.

وأكملت "حمدية" روايتها، وهى تنظر إلىّ بعيون مائتة ونفس ضائعة: وحاولت عدة مرات، وفى كل مرة كان يكتشفها أخى أو أحد رجاله، ويقومون بضربى والإعتداء علىّ، ولكى يضمن أخى عدم هروبى، جعلنى أتعاطى المخدرات بالقوة إلى أن أدمنتها، ولكن هذا لم يمنعنى من اله=D




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :