علاقة صداقة قوية جمعت بين الفنانة شادية، والعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، نتج عنها أن اصبحت شادية الصوت النسائي الوحيد الذي غنى معه العندليب أكثر من دويتو، بالإضافة إلى كونها صاحبة النصيب الأكبر من أفلام العندليب، حيث شاركته في ''لحن الوفاء''، ''دليلة''، و''معبودة الجماهير''.
وفي حوار إذاعي نادر يعود تاريخ تسجيله لعام 1983، أي بعد رحيل حليم بست سنوات، تحدثت شادية عن علاقتها معه، وعن بداية معرفتها به قائلة ''سمعت صوته في الراديو، ووجدت صوت عجيب جميل، ولون لم اسمعه من قبل، مختلف جدا ويتماشى مع أيامنا وحياتنا وسننا، في ذلك الوقت، فسألت عنه وتخيلته رجل طويل عريض وشاب ضخم، وبالصدفة سألت عنه كمال الطويل الذي كان يُلحن لي أغنية، ووعدني بأنه سيدعوه في البروفة المُقبلة لاتعرف عليه''.
وأضافت شادية، أنها رأت حليم للمرة الأولى في معهد الموسيقى، وكانت تقف لجوار كمال الطويل، الذي قال لها ''اللي انتي معجبة بيه أهو جاي قدامك''، ونظرت شادية لتجد شاب نحيف، على عكس الصورة التي رسمتها له، متابعة ''فوجئت واستغربت ان الجسم الصغير ده يطلع الصوت ده، صُدمت''، كما وصفت شخصيته بأنها أضخم من صوته.
وعن رأيها فيه كممثل، أكدت شادية أنها تعتبر عبدالحليم فنان عظيم وممثل حساس، ولم ينظر للتمثيل على أنه مجرد صنعة يؤديها، مضيفة '' كنت برتاح في التمثيل امامه، واحساسه كان يساعدني على الاندماج في الشخصية''.
صوت عبدالحليم وشكل الأغاني التي حرص على تقديمها، كان مختلف عن غيره من المطربين وقت ظهوره، ووصفته شادية بأن صوته مصري أصيل، وبه لمحة حزن نابعة من حياته أضفت جمال لصوته، بحسب تعبيرها.