الوطن | الأحد ٢٩ مارس ٢٠١٥ -
٢٩:
١٠ ص +02:00 EET
حمد بن خليفة
يواصل الخبير البريطانى فى شئون الشرق الأوسط، «كريستيان كوتس أورليخسن»، فى كتابه الذى صدر حديثاً عن دار النشر التابعة لجامعة «أوكسفورد»، بعنوان «قطر والربيع العربى»، تحليله لانهيار الدور القطرى فى الشرق الأوسط بعد أن كانت الدوحة هى «النجم الصاعد» فى سماء المنطقة بعد 2011.
ويقول: «لقد كان نجاح التدخلات القطرية فى الدول التى شهدت الربيع العربى، سبباً فى تشجيع زعمائها على مزيد من التدخل الخارجى، وهو ما انقلب فيما بعد فى غير صالح قطر، ليس بشكل صريح، ولكن لأن هذا التدخل الزائد فى شئون الدول الأخرى، قد كشف عن مدى هشاشة وضعف الأدوات والأسس التى تقوم عليها السياسة الخارجية القطرية عند تحركها خارج حدودها. ولا يوجد ما يظهر هذا الضعف أكثر من حالة ليبيا: تلك الدولة التى حقق فيها التدخل القطرى نجاحاً على المدى القصير، تجلى فى نجاح الإطاحة بالديكتاتور الليبى معمر القذافى وتغيير نظامه فى طرابلس، حتى إن بعض المصادر الخليجية المقربة من العائلة المالكة القطرية، قالت بعد سقوط ومصرع «القذافى»، إن الأمير السابق «حمد» هو الذى خطط بنفسه للتدخل القطرى المباشر والصريح فى ليبيا، على العكس من السياسة الأكثر حذراً التى نصح بها كما يقال، رئيس وزرائه وقتها، حمد بن جاسم.
ولا أحد يمكنه أن ينكر أن قادة قطر نظروا إلى الربيع العربى على أنه فرصة لقطر لكى تضع اللمسة النهائية على صورتها كقوة إقليمية تحدد مسار تطورات المنطقة، خاصة أنه قد جاء بعد فترة وجيزة من نجاح قطر فى الحصول على تنظيم كأس العالم 2022، ووضع الإمارة الصغيرة فى دائرة الاهتمام العالمى، لقد كان نجاح قطر «الوجيز» فى تغيير النظام فى ليبيا، سبباً فى فتح شهيتها على مزيد من تغيير الأنظمة فى سوريا على وجه التحديد، ما ظهر واضحاً فى بعض تعليقات الأمير السابق، ثم رئيس وزرائه بعدها، التى تظهر قطر على أنها صاحبة أكبر قدرة على الحشد والتأثير الإقليمى أمام دول العالم».
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.