الأقباط متحدون - هو يعرف ماذا يريد
أخر تحديث ٠٧:٥٥ | السبت ٢٨ مارس ٢٠١٥ | ١٩برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥١٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

هو يعرف ماذا يريد

الرئيس السادات
الرئيس السادات
مينا ملاك عازر
في زمن ما، وفي مكان ما، هناك شخص ما يحلم بغد أفضل لبلاده، يحلم بصدق، يعرف أنه يلزم عليه ليحقق الحلم أن يدفع الكل للعمل، والإتيان بما لم يكن مقبولاً أو متوقعاً أو مفهوماً للبعض، ولكن له مدروس وواضح ومقبول، كله في سبيل أن ينفذ حلم بلاده، هذا هو ما فعله الرئيس السادات حين قرر السفر لبيتهم الكنيست الإسرائيلي ليقف أمامه خاطباً واحدة من أروع الخطب الرئاسية أمام برلمانات الدول المعادية أو حتى غير المعادية، كان يطمح ويطمع طمعاً مشروعاً أن يصطاد صيداً ثميناً ويحرج حكومة إسرائيلية متطرفة يقودها إرهابي عسر التفاوض، مستحيل الإرضاء في ظل إدارة أمريكية جديدة تحتاج زمن لدخول بؤرة الفهم للموقف المصري الإسرائيلي، فغير السادات الوضع بزيارته وخطبته.
 
الموقف ذاته فعله شخص آخر، حلم بصدق لبلاده أن تتحسن وتتقدم، فاختار أن يكسر حدة الداء ويوقع مع من جعلتهم حماقات سابقيه أعداء اتفاقية إعلان مبادئ في بلد يظنها البعض محايد ولكنها في الحقيقة مناوئة، ثم انتقل لعاصمة البلد الآخر حيث تهمة المعاداة والتهديدات بالحرب التي أطلقها بعض المختلين المحتلين للسلطة في زمن الإخوان، ودخل أيضاً برلمانهم، وألقى واحدة من أروع الخطب الرئاسية أمام برلمانات الدول الموضوعة ومصنفة خطأً في خانة الأعداء بسبب سلوكيات وأفعال شائنة ومشينة من قادة بلادنا السابقين للأسف، فكانت خطبة الرئيس السيسي محطمة الحواجز النفسية التي وضعتها اجتماعات سرية على الهواء مباشرة أعلن فيها حكامنا السابقين للأسف، كيف سينهوا على سد النهضة!!!.
 
وقفة السيسيي أمام البرلمان الأثيوبي تماثل وقفة السادات بالبرلمان الإسرائيلي مع فارق شاسع، أن وقفة السادات كانت في دولة جمعتنا معها حروب طويلة، وعداءات تاريخية، أما وقفة السيسي كانت أمام برلمان دولة جمعتنا معها حضارات جميلة، وعلاقات رائعة سلمية حطمها إهمال مبارك والسادات من قبله، ومرسي بحماقته من بعدهما، وها هو السيسي يستعيدها باستبدال حواجز القلق والريبة بجسور الثقة والطمأنينة.
 
السيسي كسر قلقاً داخلياً بالمصريين أنفسهم قد تولاهم منذ حادثة أديسا بابا حيث استهدف رئيسهم في عمل إرهابي، الحمد لله أنه كان فاشلاً وقتها، ضلعت فيه حكومة الخرطوم، فاختار السيسي توقيع اتفاقية إعلان المبادئ بالخرطوم ثم السفر لأديسا بابا ليمر بنفس طريق سيارة مبارك حيث استهدفت ليقض على

هواجس نفسية وشعورية ضد قيادة مصرية بثقة مفرطة منه في من حوله من حرس، وثقة في حكومة أثيوبيا التي بدت حين العمل الإرهابي شبه متواطئة مع إرهابيين هناك بمحاولاتها المعلن عنها وقتها بمنع الرئيس ركوب سيارته المصفحة، ومصاحبة الحرس الشخصي له، فاستطاع السيسي مشاركة الإثيوبيين بناء سدهم النهضوي، وهدم سدود أخرى كانت أكثر خطورة علينا من سد النهضة في انتظار أن يستكمل السيسي خطواته بتوقيع اتفاق تفصيلي أثق في نجاحه لأنه هو يعرف ماذا يريد.
 
المختصر المفيد أفضل من أن تهدم سدود أن تبن جسور.
 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter