بقلم: ليديا يؤانس
أجساد رقيقة مثل براعم الزهور قبل تفتُحها ولكنها ذبُلت وماتت قبل أن تُزهر، ماتت الضحكة البريئة، القلوب النقية الرهيفة ترتجف من الرعب والخوف، الدموع ملأت العيون فحجبت الرؤية عن الحاضر والمستقبل، الأرجل شاخت إرتعشت لا تستطيع حمل أجسادهُم التي قتلتها الوحوش الآدمية.
أتحدث عن أطفال دول العالم الثالث.
أتحدث عن أطفال مصر الذين يمثلون حوالي 39% من تعداد السكان.
أتحدث عن أطفال ماتوا وهُمْ أحياء بسبب ثقافات مُتخلفة، فقر وجهل وتشرد، عنف وإرهاب، قتل فعلي، موت نفسي وإن كان الجسد مازال موجوداً، وأيضاً حكومات مُتخاذلة غير قادرة علي رعاية وحماية الطفولة والأطفال.
أتحدث عن أطفال ماتوا أو أصبحوا كجثث ميته بسبب وحوش بشرية رقصوا علي أجسادهم الرقيقة الضعيفة رقصات مُميتة!
ماذا تقول عن وحوش بشرية يقتلون أطفال أو يعذبونهم بوحشية، إمرأة تقتل طفلها بالإتفاق مع عشيقها بالأسكندرية، وأخري تقتل طفليها بمعاونة عشيقها، وعشيق تسبب في وفاة ابن عشيقته ذات الأربع سنوات بحجة أنه يتبول علي نفسه فضربه وعذبه وحرقه في أجزاء متفرقة من جسده.
يوجد في المجتمعات المتخلفة نوعيات كثيرة مثل هؤلاء الوحوش مُجردين من المشاعر الإنسانية والأبوية، الشهوات والرغبات المُحرمة نزعت عاطفة الأمومة والأبوة والآدمية من قلوبهم فجعلتهم يتراقصون علي جثث هؤلاء الورود الرقيقة الضعيفة.
ماذا تقول عن عقول مُغيبة أو مغسولة بفتاوي تستند علي أُسسْ عقائدية دينية، يطبقونها وهم معصوبي الأعيُن وبعقول مُتخلفة تقلد السابقين وتعتبرهم نبراساً للحياة والحق.
ماذا تقول عن عائلات تتباري في تزويج بناتهن القاصرات من ثيران هائجة، يعتبرون أنفسهم ذكور بالإنقضاض علي إفتراس بنات صغيرات لإشباع غرائزهم الشاذة، وليس لبناء أسرة أو الإقتران بزوجات يتناسبن معهُم فكرياً وجسدياً وأجتماعياً.
شاهدنا علي الميديا من فترة فيديو لحفل زفاف جماعي لعدد لا بأس به من العرسان والعروسات بأحدي الدول العربية، وكل فحل من هؤلاء الذكور نافش ريشه ومُنشكح وماسك في يده طفلة (عروسته) التي لا يتجاوز طولها ركبته!
لا نعلم ماذا حدث للصغيرات، هل كل بغل وضع طفلته (عروسته) علي ركبتيه يلاعبها ويجيب لها بنبون وشيكولاته ومصاصه، ولا كان بيلعب معاها لعبة عريس وعروسة؟ هل مازلن هؤلاء الصغيرات أحياء أم توفاهن الله؟ هل أصبحن جثث توارت تحت التراب أم جثث مقتولة نفسياً تتنفس المرار وتلعن اليوم الذى ولدن فيه؟
قرأنا منذ أيام عن طفلة من اليمن عمرها 8 سنوات، زوجوها لوحش آدمي في الأربعينات، ماتت في ليلة زفافها متأثرة بجراحها، وتتكرر مآسي الصغيرات اللآتي لا يجدن من يرحمهُن من أسر مُتخلفة تتشبه بالسلف الصالح وتقتل بناتهُن، أنهم يرقصون علي جثث هؤلاء الصغيرات رقصات الفرح المُميت.
ماذا تقول عن المرضي بالشذوذ الجنسي الذين يغتصبون الأطفال ويتركونهم إما جثث ميتة ذهبت المقابر أو جثث ماتت نفسياً ومات معهم المستقبل والحاضر، مُسن عند 68 سنه يغتصب طفل يبلغ من العمر 10 سنوات مصاب بالتوحد في دورة مياه أحد المساجد بسفاجا، ذئب بشري يهتك عرض طفلة 3 سنوات داخل حضانة في طنطا.
نعم يوجد بالمجتمع العديد من هذه النوعيات من الوحوش البشرية الشاذة الذين يرقُصون علي جُثث أطفال ليس عندهم القدرة للدفاع عن أنفسهم، وحتي إذا صرخوا ليس هناك من منقذ.
ماذا تقول عن الأطفال الذين يشاهدون الميديا و يعيشون وسط العنف والإرهاب، يشاهدون ما يحدث لأطفال مثلهُم، إلقاء الأطفال من أعلى عقار بالأسكنرية، ذبح داعش لأطفال صغار، وضع أطفال صغار في أقفاص وحرقهم، الهجوم الإرهابي في كل مكان والقتل والدماء التي تخضب الأرض والأجساد.
هل تعتقدون أن هؤلاء الأطفال يعيشون طفولة سليمة؟ هل سيكونون أسوياء؟ هل سيكونون جيلاً قادراً علي بناء الأوطان في المستقبل؟ هل هؤلاء الأطفال سيستطيعون في المستقبل تكوين أسر سليمة ترفع من شأن الأوطان؟
بالتأكيد الأطفال هُمْ الرسائل الحية التي نبعث بها للمستقبل، ولذا طريقة تعامُل المجتمع مع الأطفال هي أدق وسيلة للكشف عن روح هذا المجتمع، ولكي يصِح المجتمع يجب أن يصِح الأطفال ... كيف؟
بالتأكيد الفقر والحرمان يؤدي إلي حرمان الطفل من طفولته، فقد تضطر الأسر الفقيرة إلي دفع صغارها للعمل في أعمال لا تتناسب مع أجسادهم الرقيقة .. إذن لابد من وضع القوانين التي تضع سناً قانونياً لتشغيل الصغار.
الأطفال محتاجين للتعليم، محتاجين برامج ثقافية للتوعية والتنوير ومعرفة حقوقهم، ولمن يلجأون، وكيف يستنجدون في حالة تعرضهم للخطر حتي ولو كان الخطر من الأسرة أو الأقرباء.
الأطفال محتاجين برامج للتربية الجنسية، تًعلمهم كيف يتجنبون من يتحرش بهم، وكيف يلجأون إلي من ينقذهم من هؤلاء الشواذ.
يجب علي الحكومة وضع سن قانوني للزواج وخاصة الفتيات، ويجب تشديد العقوبة علي من يخالف هذه القوانين، وهنا يجب علي المؤسسات الدينية مُساندة الحكومة في تنفيذ هذه القوانين وإصدار الفتاوي التي تؤيد هذه القوانين.
يجب وضع عقاب رادع للشواذ والمرضي والمُستهترين والمغسولة عقولهم بالفتاوي وما شابه ذلك، لأن هؤلاء الوحوش يقتلون نفوساً بريئة صغيرة لا حول لهم ولا قوة، فلابد من العقوبه الصارمة لكي يكونون عبرة لغيرهم، والمثل يقول إضرب المربوط يخاف السايب.
مطلوب من المنظمات الحقوقية ودور الهيئات الخاصة بحماية ورعاية الأطفال في كل بلدان العالم وخاصة دول العالم الثالث، بذل المزيد من الجهد لبحث مشاكل الأطفال وبحث طرق جديدة لحل هذه المشاكل.
في النهاية أتمني من الحكومات وخاصة حكومة مصر، العمل علي إنشاء وزارة خاصة للأطفال أسوة مثلاًً بوزارة الشباب.
وزارة للأطفال بكامل طاقتها البشرية والمادية والعلمية، تدرس وضع الأطفال ومشاكلهم وما يتعرضون له من إنتهاكات مُميتة قاتلة، وتقوم بالتخطيط ووضع البرامج الملائمة لإنقاذ الأطفال والطفولة من الفقر والجهل والمرض والإغتصاب والتشوية والقتل، لكي يصح المجتمع وتسمو روحه، فيُصبح مُجتمعاً خلاقاً يسعد بهم ويُسعدهم.