الجامعة فشلت في الاتفاق في معظم الأزمات التي تعرضت لها
دعمت التدخل العسكري في اليمن وليبيا وفشلت في الاتفاق حول "الكويت"
كتب – نعيم يوسف
غطاء أممي ودولي
تعتبر جامعة الدول العربية هي الغطاء الأممي والدولي للدول العربية سياسيا، وهي "منظمة تضم دولاً في آسيا وأفريقيا ويعتبر أعضاؤها دولاً عربية، ينص ميثاقها على التنسيق بين الدول الأعضاء في الشؤون الاقتصادية، ومن ضمنها العلاقات التجارية، الاتصالات، العلاقات الثقافية، الجنسيات ووثائق وأذونات السفر والعلاقات الاجتماعية والصحة"، ومقرها الدائم في القاهرة، ويترأسها خلال الدورة الحالية الدكتور نبيل العربي.
حائط الصد المنهار
يفترض للجامعة العربية أن تكون حائط صد في القضايا العربية الهامة التي تواجه الدول الأعضاء، إلا أنها لا تتفق أبدا على قرار موحد في أي أزمة تواجهها وصدق من قال: "اتفق العرب على ألا يتفقوا".
تأييد ضرب اليمن عسكريا
أعلنت الجامعة العربية، اليوم، الخميس، عن دعمها الكامل لعملية "عاصفة الحزم" العسكرية التي تقودها المملكة العربية السعودية، بمشاركة عدة دول منها الإمارات ومصر والكويت، والمغرب، وذلك لوقف تقدم الحوثيين وانقلابهم على الرئيس اليمني عبد ربه هادي، وذلك على الرغم من اتخاذ قرار الحرب قبل عقدة القمة العربية في شرم الشيخ بيومين فقط.
حرب اليمن 1994.. وفشل الجامعة
لم تكن أزمة اليمن وتدخل الجامعة العربية اليوم، هي المرة الأولي فقد سبق لليمن أن دخل في حرب أهلية عام 1962 وعام 1994 وفي الأزمة الأخيرة أعلنت الجامعة عن اجتماعا طارئا –كالعادة- على مستوى المندوبين الدائمين لبحث سبل احتواء الأزمة والنظر في اقتراح مصري بإرسال قوات عربية لوقف المعارك وفك الاشتباك بين القوات اليمنية المتحاربة، كما تم الاتفاق على إرسال وفد على مستوى عال من الجامعة ولكن قصف مطار صنعاء حال دون وصول الوفد.
القضية الفلسطينية.. فشل عربي متواصل
القضية الفلسطينية من أبرز القضايا التي أبرزت ضعف الجامعة العربية وسياساتها فعلى مدار 50 عاما وأكثر أثبتت فشلها في إدارة القضية، وذلك على الرغم من إدراج فلسطين ضمن الجامعة منذ تأسيسها وعينت مندوبا لدولة فلسطين، إلى حين استقلالها التام، وساعدت في عام 1964 لإنشاء منظمةٍ تُمثل الشعب الفلسطيني، وهي منظمة التحرير الفلسطينية، إلا أنها فشلت –وكانت أخر محاولة منذ شهور- في استصدار مشروع قانون لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، أو حتى إجبار العالم على الاعتراف بـ"دولة فلسطين".
مصر واتفاقية كامب ديفيد
عام 1979 قامت الجامعة العربية بتعليق عضوية مصر بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، مع إسرائيل وهو الأمر الذي ترتب عليه نقل مقر الجامعة العربية إلى تونس بدلا من القاهرة إلا إن الدول العربية أعادت العلاقات الدبلوماسية مع مصر في عام 1987 وسمح لمصر بالعودة إلى الجامعة في عام 1989، وأعيد مقر الجامعة إلى القاهرة مرة أخرى.
حرب الخليج الثانية
في حرب الكويت أو ما يعرف باسم "حرب الخليج الثانية"، وهي حرب شنتها قوات التحالف المكونة من 34 دولة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ضد العراق بعد أخذ الإذن من الأمم المتحدة لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي، تباينت مواقف دول الجامعة العربية من الحرب.
من جانبه أعلن الأردن رسميا تأييده للعراق واعتبر الحرب عدوانا على الأمة العربية ومثلها فعلت اليمن، وتحفظت عدة دول أخرى وهي الجزائر وتونس ومنظمة التحرير الفلسطينية وموريتانيا والسودان وليبيا، أما الدول التي ساندت الكويت وقامت بالمساعدة كانت: السعودية والأمارات والبحرين وقطر وعمان ومصر وسوريا والمغرب، وبعدها قام أمين الجامعة العربية، السيد الدكتور الشاذلي القليبي، وهو تونسي، بإعلان استقالته ساعة بدئ الحشد للحرب على العراق.
الجامعة.. والتدخل العسكري في ليبيا
على الرغم أن الجامعة التي عقدت قممها الأخيرة قبل الثورات العربية في ليبيا عام 2010 ، إلا أنها عندما أندلعت الأحداث في ليبيا، وقرر حلف "الناتو" التدخل العسكري دعمت العمل العسكري للإطاحة بنظام "القذافي".
المنظمة والثورات العربية
قامت الجامعة العربية في عام 2011 بتعليق عضوية ليبيا ومن ثم سوريا بسبب رفض النظامين في البلدين التعامل بجدية مع المبادرات العربية، التي جاءت لإنهاء حالة القمع التي تعرض لها المتظاهرين المطالبين بالإصلاح وإسقاط النظام في البلدين.