الأقباط متحدون - أم الغلابة.. عندما تفوح رائحة المسيح في الإنسان
أخر تحديث ٠٣:٥٣ | الخميس ٢٦ مارس ٢٠١٥ | ١٧برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥١٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

"أم الغلابة".. عندما تفوح رائحة المسيح في الإنسان

أم الغلابة
أم الغلابة

خاص – الأقباط متحدون
ولدت "أردينا مليكة يوسف" –أم عبدالسيد- عام 1910 في قرية الشيخ علام التابعة لمركز الكوامل في محافظة سوهاج، من أسرة غنية وتوفت والدتها بعد ميلادها بـ40 يوما، وتولت أختها رعايتها أما والدها فكان له هواية رديئة في استحضار الجان والشياطين والسحر والتعامل معه، وعندما كانت تذهب في سن السابعة لكنيسة بعيدة لتصلي، وكانت أيضا تصوم كان والدها يفتح فمها بالقوة ويضع بداخله شوربة اللحم حتى يكسر صومها فتفطر، فكانت تعود للصوم مرة أخرى في قوة وإصرار على التنسك والزهد، فكان ينطبق عليها قول الآباء بأن رائحة المسيح تفوح من سيرتها.

روت أم عبد السيد، أو "أم الغلابة" كما يطلقون عليها، أنها مرت في طفولتها باختبارات رحية عجيبة فقد كان الشيطان يأتيها علنا ليزعجها ويخيفها فكان الرب يسوع بنفسه يظهر لها بمجده النوراني ليحوطها بذراعيه وكان يقول لها: "لا تخافي، هل تخافي وأنا معك؟"

عشقت الحياة الرهبانية منذ طفولتها ففي سن الـ12 فأقنعها أهلها إن الراهبات لا يأخذون إلا إن كانت واحدة مكسحة أو كفيفة، فذهبت من ورائهم وأخذت من تراب الفرن وكبست به أعينها حتى تفقد البصر وتقبل في الدير، لكن اللـه شفى عينيها وعندما قام والدها بتزويجها في سن الرابعة عشر رغم أنفها، من رجل أساء معاملتها احتملت لأنها تيقنت أنه "بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت اللـه ".

كان زوجها يعاملها معاملة قاسية جدا حيث كان يفتح فمها ويبصق فيه أو يضرب رأسها بخشبة مملؤة بالمسامير، ويضربها بجريدة نخل تكتظ بالأشواك المسننة، فكانت فتعطيه الجريدة مرة أخرى ليواصل تعذيبه لها، وتقول له "مش مهم عندي آلامي وجراحي فكل اللي يهمني خلاص نفسك"،وفي نهاية حياته مرض زوجها وأنهكت قواه ولما سمعت زوجته الوفية بذلك لم تفكر فيما صنعه معها بل أتت به وخدمته بكل تفانى وصارت تداويه.حتى استجاب الرب لطلبتها وتاب زوجها.

وعندما توفي ابنها الأكبر "سعيد" تقبلت الأمر بفرح وقامت بوعظ المعزيين الذين جاءوا يشاركونها فكانت تقول لهم : "أنى فرحانة مش حزينة علشان سعيد راح عند حبيبى يسوع ".

بدأت أم عبدالسيد خدمتها في صعيد مصر عندما ظهر لها رب المجد ودعاها في احد النجوع الصغيرة، ثم انتقلت إلى القاهرة في حي شبرا مصر فنقلت خدمتها إلى أهل هذا الحي، وكانت تخدم الفقراء والمساكين ليلا ونهارا وكانت خدمة أخوات الرب هي كل مشتهاها وكل لذات حياتها وشغلها الشاغل كما كانت تعمل في مجال السجاد اليدوي ( البلدى ) فكانت كل ما تعمل به تعطيه للفقراء والمحتاجين دون حساب.

وحسب موقع مثلث الرحمات الأنبا مينا، مطران جرجا، فقد خدمت "أم الغلابة" الجميع صغيرا أو كبيرا، مريضا أو سليما وفي نهاية حياتها كشف لها الرب عن موعد وتنيحت في يوم 27 - 12 – 1992.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter