الأقباط متحدون - البرتقال احلي .... يا أمي
أخر تحديث ١١:٠٦ | السبت ٢١ مارس ٢٠١٥ | ١٢برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٠٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

البرتقال احلي .... يا أمي

نبيل المقدس                   

من زمان يا أمي ... ماكنش يفوتك بوسة علي خدي ... بعد ما أغسل رجلي ... واروح علي سريري ... عشان انام بدري .. تفضلي واقفة  تتأملي في وجهي ... وانا مغمض عيني كده وكده  ... فاكرها أنها هتصدق إني نمت بدري ... وهي ماشية تقول لي ماتنساش تصلي ... وبسرعة ادرك   انها كانت عارفة اني لم أنم  واسحب الغطاء بسرعة لأخبيء وجهى. 
 
      أمي ... كنت ألمس تعبك طول اليوم ... كل هذه المتطلبات والتجهيزات الخاصة بالبيت لا يعطلك من نظرات الحب في عيونك الحلوة ... علمتيني حب التعليم ... علمتيني حب الأخر ... علمتيني حب عقيدتي ... علمتيني ازاي أحب بلدي إللي عشت فيه طفولتي وصبايا ... علمتيني أحب وطني الذي كنت راضي بأحواله لكن كاد الفقر ينهش في جسدك وجسدي , تمنيت أن أسافر لبلدة أخري  لعل أريحك ولو لحين ... علمتيني متي أحب ولا أبغض جيراني ... علمتيني يعني إيه الأمن القومي هو خط أحمر ... علمتيني َمُنْ هو حبيبي , ومَنْ هو عدوي ... علمتيني نشيد بلدي الذي لا يخفت أبدا .. علمتيني إزاي أرفع علم بلادي امام كل من يبغضوننا أو مَنْ يحبنا .  
 
     فاكرة يا أمي ... مِنْ 10 سنوات أخذتيني معك لوسط المدينة لكي اختار " سويتر" , وعند اول محل ملابس وقع نظري علي سويتر لونه برتقالي .. شاورت لأمي أنني اريد هذا اللون .. ضحكت أمي وقالت لي : ده لون حريمي يا ابني ..! قلت لها , أنا أعشق اللون ده ... طب ممكن نشوف الوان رجالي زي الرمادي او البني ... لكنه أصر علي إقتنائه  وفعلا إشترت الأم لإبنها الوحيد هذا السويتر البرتقالي .. ولبسه وهو راجع إلي بلدتهم .. متباهبا به أمام اولاد الجيران .. وفجأة ظهرت ابنة عمته , وفوجئت بهذا اللون البرتقالي , وبسرعة قالت له : لو "ما قلعتش " السويتر البرتقالي هتبقي غريب عني  وأوعي تيجي " حدانا "   
 
    عندنا في الصعيد الولد يتجوز قريبته , وانا كنت فعلا أحبها ... هرولت للبيت , وخلعت السويتر ورميته علي الأرض ... ضحكت أمي وقالت لي " بنت عمتك ماريانا جدعة .. خليتك تقلع السويتر " أخذت السويتر من علي الأرض وحفظته في الدولاب الخاص بها. 
 
     إنتهيت من الدراسة الزراعية ونلت شهادة دبلوم زراعة .. وانطلقت الزغاريد والطبل والزمر والرقص .. فقد كان هذا اليوم هو يو زواجي بالإضافة إلي نجاحي في المدرسة . بدأت أعيش لكن المعيشة كادت تكون بالعافية ... طرقت جميع الأبواب لكي أجد عملا مناسبا , ولم أفلح ... ومرة وانا جالس تحت ظل شجرة مطلق عنان فكري إلي الأرض الزراعية التي أمامي وبجوارها الطريق العام الذي يؤدي ‘الي القاهرة .. وتمنيت أن اركب احدي الأوتوباصات لكي أكون في القاهرة , وربما اجد وظيفة تكفيني أنا وزوجتي وابني ووالدتي بعد ما شد عليها امراض الشيخوخة . 
 
    ورجعت للبيت وجدت عادل ابن خالتي منتظرني لكي يعطيني رسالة من أخيه رمزي لي ... فتحته وقرأته ومرة واحدة قمت ارقص وازعق اشكرك يارب ... بيخبرني فيه عن أعمل معاه في ليبيا .. اخذت بعضي ويادوب في يوم وليلة كنت مع رمزي في احدي بلدان ليبيا .. ومن حظي الإسود قامت ثورة ضد القذافي .. إلي آخر الأحداث التي اكيد العالم كله يعرفه . حتي دخلت الجماعات الإرهابية وكانت تأخذ المسيحيين ذبائح .. وانا كنت منهم .
 
    اجبروني البس القميص البرتقالي ... تذكرت السويتر البرتقالي وقد ايه كنت مبسوط به ... لكن يادوب لبسته مرة واحدة وخلعته لأن لونه لوت حريمي ... انا يا أمي لبست الأوفرول البرتقالي نفس درجة لون السويتر ... لكن تتصوري يا أمي انا مبسوط به جدا ... علمني أن اتقرب إلي الرب ... علمني ان أصلي بلجاجة لكي انول الغفران ... اتاري ولأول مرة ان الشخص المؤمن بربه لا يخاف ابدا من الأوفارول البرتقالي لأن هناك رجاء وسعادة . لم يهمني الضرب لكي اظهر مخاوفي ورعبي أمام العالم... لم يستسلموا وحاولوا أن انكر يسوعي , لكن عندما اري اللون البرتقالي أزداد اصرارا علي ان اكون للمسيح. 
 
    بأكتب لكي يا امي واحنا داخلين علي شهر عيد الأم لكي ابلغك أنني سعيد بربي ... عندما أنظر إلي السماء أري ذراعي يسوع محوطاني ... ربما تكون دي أخر سطور اكتبها لكي ولزوجتي ولإبنتي ....و سأعطي لصديق مسلم بلدياتي بالصدفة يأتي الينا كل وحين لكي يوزع لنا القليل من الأكل . بحبكم كلكم ... حتي اعدائي احببتهم لأنني شعرت انهم خائفون في نفوسهم الداخلية .. فلا رجاء لهم ولا امل إلّا بذبح الكفار , كما هو مكتوب في كتبهم المقدسة . أمي ... زوجتي ... إبنتي ... ربما تكون دي أخر كلمة لكم وللعالم .. لا تحزنوا لأنني انا اشعر بسعادة اللقاء بالرب يسوع. 
 
 «يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ» 
 
   القرار  دي إيديك محاوطاني في حضنك وضمانى وعنايه الهيه هى كل ضمانى
 
1- دي حياتي تشهد لك توصف غنى رعايتك بعصاك وعكازك بتعلن لى عنايتك
 
2- ومن قبلها فديتنى ومن موتى أحييتنى وفي وقت مارفضتك جيت انت حبيتني
 
3-    مديون أنا لحبك راح اعيش حسب قلبك واحكى بمعروفك واشكر جزيل كرمك   

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter