الأقباط متحدون - انصهار التطرف في بوتقة الإقتصاد
أخر تحديث ١١:٠٥ | السبت ٢١ مارس ٢٠١٥ | ١٢برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٠٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

انصهار التطرف في بوتقة الإقتصاد

مبارك
مبارك
 بقلم: إيليا عدلي
 حتى الأسبوع الماضي ، لم يستطع أحد على أرض مصر الإدعاء بأن لديه صورة كاملة واضحة لما حدث ويحدث وسيحدث بمصر بعد أن تنحى الرئيس المخلوع مبارك بثورة شعبية عظيمة ، الكل سعى لتلمس بعض الفهم وازالة الغموض ، بدءاً من تصرفات المجلس العسكري ، مروراً بفترة حكم الإخوان

ووصولاً لبداية عصر تحرير مصر من خوفها وتجديد الأمل. أعترف بأنني ولأول مرة منذ 11 فبراير 2011 أرى صورة غير ضبابية عن مصر ، واستمتع بنسمة أمل سرت داخلي اسعدتني ، كانت هذه النسمة العبيرية يوم الخامس عشر من مارس الجاري حين انتهى "المؤتمر الإقتصادي" بنجاح باهر أدهشني ،

وأنا دائماً لا أؤمن بالأمور من ظاهرها ، ولكن بعد أن أنصت الى احاديث وتحليلات المؤيدين من خبراء ، وايضاً اوليت أهمية كبرى لآراء النقاد فيما حدث ووجدتها "هزيلة" ، وايضاً حرصت على متابعة نقد الاخوان الهاربين وجدتها "هزلية"..توقعت أن يتمخض المؤتمر عن مجاملات عربية عربية ومساندة أخوية لمصر ، لأفاجأ بمساندة واحترام دولي باهر لدور مصر وأهميتها في المنطقة.
 
       تأتي أهمية هذا المؤتمر العبقري من الناحية السياسية أكثر بكثير من الجانب الإقتصادي ، فقد عزف على أهم وتر من أوتار النفسية المصرية ، فمنذ أن خرج المتطرفون من جحورهم بعد حكم السادات ، وامتلكوا الأموال والسطوة الإعلامية ايام المخلوع ، زرعوا في نفسية الشاب المصري أن "الفقر" هو اهم

سبب يجعله ينضمون لهم ولأفكارهم ، وزرعوا اليأس والإحباط وعدم الثقة في كل خطوة من خطوات النظام ، ولذلك جاءت ثمار المؤتمر الإقتصادي صادمة للمتطرفين ومزلزلة للمتعاطفين معهم ، حتى أننا جميعاً لاحظنا هذا التغير في هؤلاء داخل المصالح الحكومية والشارع والمقاهي..نبرتهم تغيرت وتحولت من اليقين المزيف إلى محاولة التفكير وتجديد الأمل..وياليتهم يفعلون ويكونون كالفتيلة المدخنة التي تنير في آخر أمل بعد أن تخالها انطفأت.
 
        المصريون شعب ذكي مكافح ، لا يريد مصباح علاء الدين ، كل ما يريده المصريون قيادة يثقون في صدقها واخلاصها..يحتاجون عربون ودليل ، وها قد منحهم إياه الرئيس السيسي بالمؤتمر الإقتصادي وما قاله الرئيس بشفافية وبساطة وصدق يخرج من أعماقه ، ليضرب أخيراً على حديد الفكر

المتطرف البائس اليائس بمطرقة الأمل ، بل نشعر الآن أن القيادة المصرية تضع فولاز التطرف المزمن في بوتقة الأمل بإقتصاد متنامي قوي لينصهر الإرهاب وينقشع بوجهه البغيض عن مصر..الأمل هو المضاد الحيوي لفيروس الإرهاب والتطرف ، لذلك احترس ممن ينتقد دائماً بطريقة تسرب إليك اليأس.. من لا يرى دوماً إلا السلبيات ،ولا يعطي بدائل حلول ، لا يرتقي لمرتبة المعارضة الوطنية.
 
 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter