في ذكراه الثالثة نتذكر الغائب الحاضر مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث، وبعضًا من مواقفه الإنسانية الزاخرة في فترة اعتلائه كرسي مارمرقس التي حفلت بأحداث اضطهاد عدة تجاه المواطنين المصريين المسيحيين، ولم نرى البابا يبكي يومًا لموقف أو ألم شخصي، بل كانت دموعه تغلبه فقط فيما يحدث لأبنائه..
أحداث نجع حمادي وبكاء البابا شنوده
إثر وقوع أحداث نجع حمادي في مطلع عام 2010 والتي راح ضحيتها عدد من الشباب القبطي إثر إطلاق النيران عليهم في ليلة عيد الميلاد عقب خروجهم من قداس العيد، ظهر البابا شنوده في عظته الإسبوعية وهو متأثر بالحدث، وقد غلبته دموعه أثناء إلقاء العظة، التي تحدث فيها قائلاً: في ذهني كلامًا كثيرًا، وفي قلبي كلامًا أكثر.. ولكن فضلت أن أضمت لكي يتكلم الله، فالله يسمع هذا الصمت ويدرك كل معانيه وكل ما نعانيه".
وأستطرد: "نحن في كل ما يحيطنا من متاعب إنما نطرح المشكلة أمام الله، ونتركها في يديه ونقول له لتكن مشيئتك".
وبكى البابا وهو يقول إن أردت أن تعبر المشكلة لتكن مشيئتك وأن أردت أن نأخذ بركة صليب نحمله لتكن مشيئتك.
البابا يحذر من غضب الله بعد أحداث ماسبيرو
وفي فاجعة ماسبيرو التي راح ضحيتها حوالي 27 شاب قبطي دهسًا بالمدرعات، قال البابا منفعلاً: أن العدد من القتلى والمصابين لم يحدث من قبل، واصفًا إياهم بـ الشهداء، وأنهم أبرياء عزل لم يحملوا أي سلاح حسب تعاليم دينهم.
وتحدث البابا شنوده الثالث في عظته آنذاك عن طول أناة الله على الخطاة، وأنها إنما تقود إلى التوبة، مشددًا: أولادنا الشهداء محبوبون لنا ودمهم ليس رخيص علينا.
أحداث العمرانية والبابا يطالب بدم الذين قتلوا
عقب أحداث العمرانية التي قامت فيها قوات الأمن بالاشتباك منع أقباط العمرانية على خلفية بناء كنيسة، وقامت بقتل البعض واعتقال البعض الآخر، علق البابا شنوده في عظته الاسبوعية قائلاً: سنطالب بدم الذين قتلوا في أحداث حي العمرانية، مشددًا أن دم الأقباط ليس رخيصًا، مضيفًا: سنحاول بذل كل جهدنا في هذه القضية، وسنطالب بدم الذين قتلوا.
البابا عقب تفجير القديسين: دمائهم المسفوكة كأنها سفكت من قلوبنا
أعرب البابا شنوده الثالث عن حزنه البالغ إثر حدوث تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية في مطلع عام 2011، قائلاً: أشعر بآلام أولادي في الإسكندرية، حيث عشرات القتلى وأكثر من 80 مصاب لم يتركبوا أي ذنب حتى يلاحقهم كل هذا التعب والألم.
وأضاف: ربنا يعزيكوا وإحنا مش هنسيبكوا وهنعمل كل اللي هنقدر عليه، ودماء الضحايا التي سفكت كأنها سفكت من دمائنا نحن.
وتابع: هم شهداء عند الله ووصلوا إلى الفردوس يقينًا.
البابا في إحدى اللقاءات يبكي من المشكلات
وفي إحدى اللقاءات التلفزيونية مع مثلث الرحمات البابا شنوده، قال أنه واجه العديد من المشاكل من داخل الكنيسة وخارجها، وغالبته دموعه قائلاً: لدرجة أني وصلت في وقت من الأوقات إلى مرحلة "ما ابتسامي إلا لونًا من دموعي".
مشددًا: أنتوا متعرفوش الوظيفة دي مشاكلها إيه، حيث مشاكل المسؤوليات الكبيرة هي أيضًا كبيرة.
البابا يبكي أثناء صلاة جناز القمص بيشوي ديمتري
أثناء تشييع جثمان القمص بيشوي ديمتري بأمريكا، بكى البابا وهو يردد صلوات الجناز "هذه النفس افتح لها يارب باب الفردوس، كما تفتحه لكل الأبرار، افتح لها يارب باب الملكوت لتشارك جميع القديسين".
وفي رحيله يوم 17 مارس لعام 2012 بكاه ملايين الأقباط والمصريين، بكوا رحيل الأب ورأس الكنيسة الذي لم يبكي في حياته إلا لأجل ألمهم.