كتب – نعيم يوسف
تذوق نظير جيد روفائيل –الاسم المدني لمثلث الرحمات البابا شنودة الثالث- مرارة الإحساس بـ"اليتم" وفقدان الوالدين، مع أول يوم من ميلاده، حيث توفيت والدته عقب ولادته مباشرة بحمى النفاث في 3 أغسطس، عام 1923، في قرية سلام بمحافظة أسيوط.
وكما قال في أحد قصائده، "غريبا عشت في الدنيا نزيلا مثل أبائي" هكذا أمضى حياته، منتقلا بين المحافظات حيث نشأ "نظير" وسط أسرة متوسطة الحال، حيث أتم دراسة "التمهيدي" في عام واحد ثم أمضى عاماً آخر في المرحلة الابتدائية، مع إخوته في الإسكندرية، ولكنه قضى السنة النهائية وهي الرابعة الابتدائية في أسيوط، والتحق بجامعة فؤاد الأول، في قسم التاريخ، وبدأ بدراسة التاريخ الفرعوني والإسلامي والتاريخ الحديث، وحصل على الليسانس بتقدير (ممتاز) عام 1947. وفي السنة النهائية بكلية الآداب التحق بالكلية الإكليركية. وبعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات تخرج من الكلية الإكليركية عمل مدرساً للتاريخ. حضر فصولا مسائية في كلية اللاهوت القبطي وكان تلميذاً وأستاذا في نفس الكلية في نفس الوقت.
الشاب "نظير جيد" كانت حياته مليئة بالمتناقضات فقد جمع بين رومانسية الشعر، وثورية المظاهرات، وانضباط العسكرية، حيث كان يحب الكتابة وخاصة كتابة القصائد الشعرية ولقد كان ولعدة سنوات محررا ثم رئيسا للتحرير في مجلة مدارس الأحد وفي الوقت نفسه، خرج في عدد من المظاهرات التي كان يخرج بها طلبة الجامعة في هذه الفترة، كما تطوع في الجيش ليعمل ضابطا برتبة ملازم.
عاود الشاب "نظير" لاختيار حياة "الغربة" تطوعا مرة أخرى، عندما قرر الانضمام لحياة الرهبنة وسيم راهبًا في دير السريان باسم (انطونيوس السرياني) في يوم السبت 18 يوليو 1954، حيث يقول عن هذه الفترة أنه "وجد في الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء"، وبعد سنة من رهبنته تمت سيامته قسًا، وعاش "متوحدا" في مغارة تبعد عن الدير سبعة أميال منذ عام 1956 إلى عام 1962، مكرسا فيها كل وقته للتأمل و الصلاة، كما أمضى 10 سنوات في الدير دون أن يغادره.
إداريا: عمل "أنطونيوس السرياني" سكرتيرًا خاصًا لمثلث الرحمات البابا كيرلس السادس في عام 1959، وسيم أسقفا للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي وعميد الكلية الإكليريكية، في يوم الأحد 30 سبتمبر 1962، بيد البابا كيرلس السادس، مع الأنبا صموئيل أسقف الخدمات.
أصبح، نظير جيد الـ"يتيم" بطريركا أو "بابا" للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، عندما تنيح البابا كيرلس السادسفي الثلاثاء 9 مارس 1971 حيث أجريت انتخابات البابا الجديد في الأربعاء 13 أكتوبر، وبعدها أقيم حفل تتويجه ، باسم "البابا شنودة الثالث" البطريرك رقم 117 في سلسلة بابوات الإسكندرية، في 14 نوفمبر 1971 بالكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية.
كنسيا: قام البابا شنودة برسامة أكثر من 100 أسقف على الإيبارشيات وأسقف عام؛ ورسم أول أسقف للشباب، وأكثر من 400 كاهن وعدد ضخم جدا من الشمامسة في القاهرة والإسكندرية وكنائس المهجر، واهتم بكنائس المهجر، وقام بعمل الميرون المقدس والغاليلاون في عهده سبعة مرات: في عام (1981 - 1987 - 1993 - 1995 - 2004 - 2005 – 2008)، وأعلن المجمع المقدس، في بيان له يوم السبت 17 مارس 2012 (الساعة الخامسة والربع بعد الظهر)، عن رحيل "بابا الكنيسة والمصريين" عمر يناهز 89 عامًا.