القمص أثناسيوس جورج
الصليب علامة المصلوب، ولا صليب من دون المصلوب، وبعلامة الصليب نغلب. نوره عظيم... شعاعه غلب شعاع الشمس ÙˆØجبها... خشبته العتيدة تقدست وتشرÙت بتعليق جسد المخلص عليها. علامة الصليب عالية ÙÙŠ جَلَد السماء، وهي علامة الغلبة والخلاص، وقد صÙلب عليه مخلصنا كي يخلص جبلتنا... لذلك نطو٠معانقين الصليب ÙÙŠ زÙّة عيد الصليب المجيد مرنمين باللØÙ† الشعانيني لأن Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ù…Ù„ÙƒÙ†Ø§ Ù…ÙŽÙ„ÙŽÙƒÙŽ على الخشبة المقدسة غير المائتة. Ù†Øمل الصليب الØامل الØياة ونطو٠واثقين بالخلاص الذﻱ نلناه... Ù†Øمله كعرش Ù…Ùلك Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø§Ù„Ø°ï»± عَرَقَ عليه Ùأبطل عرق آدم، وشÙانا Ø¨Ù†ÙŽØ¶Ù’Ø Ø¹ÙŽØ±ÙŽÙ‚Ù‡ الخلاصي. سال دمه عليه ليÙتدﻱ الخليقة كلها ويقتنيها إليه.
مخاطبين الصليب كأنه شخص قائلين "السلام لك أيها الصليب" علامة الخلاص، ÙØ±Ø Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØيين، الغالب ضد المعاند، عزاء المؤمنين، ثبات الشهداء... Ø³Ù„Ø§Ø Ø§Ù„ØºÙ„Ø¨Ø© ÙˆØ³ÙŠÙ Ø§Ù„Ø±ÙˆØ ÙˆÙŠÙنبوع النÙعَم وكنز الخيرات إلى كمال الدهور. Ù†Øمله على أكتاÙنا لكي نهرب من وجه القوس وننجو من كل شدة، وبه نطÙئ لهيب النار ونسد Ø£Ùواه الأسود... ونقول "أغلقوا أبواب البرابي، أغلقوا بيوت الشيطان، واÙتØوا أبواب الكنيسة بيت الله... مبارك الآتي باسم رب القوات".
إنه اØتÙال بتدبير إلهنا الذﻱ أسسه بالنعمة من أجل مغÙرة خطايانا السالÙØ© بإمهال الله... والذﻱ بصليبه صار خلاصنا وتبريرنا ومصالØتنا وثباتنا... Ù†ØتÙÙ„ بإنتÙاء طغيان الخطية وبإنهدام قلعة الشيطان وتجريده من تسلطه، وبانقطاع Ø£Øبال الموت وانÙØªØ§Ø Ø£Ø¨ÙˆØ§Ø¨ السماء وزوال اللعنة وإلغاء الØكم السابق الصادر ضدنا... نتØد به ÙÙ†ÙØ´ÙÙ‰ÙŽ ونتØرر من الجØيم، ونصير شركاء الابن الوØيد وشركاء الميراث ÙÙŠ جسده، وشركاء السر المكتوم منذ الدهور، والذﻱ صار لنا به عودة وسلام ومصالØØ© وتقديسًا وبرًا ÙˆÙداءًا أبديًا.
ÙÙŠ زÙØ© عيد الصليب نزين الصليب بالورود والرياØين ونطو٠به Ù…Ùتخرين، راÙعين علامته المجيدة والمكرمة التي ليسوع Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø¥Ù„Ù‡Ù†Ø§ الØقيقي، مخلصنا الذﻱ صÙلب عليه Øتى خلص جنسنا... ندور به ÙÙŠ أرجاء البيعة لأنه سلاØنا ورجاؤنا وثباتنا ÙÙŠ الضيقات والشدائد. Ùبالصليب صرنا أبناء ولم نعÙد بعد عبيدًا للخطية... ذقنا أبÙوَّة المصلوب لما بسط يديه على العود الطاهر وضمنا إلى قطيعه، وبØركة الضم هذه رÙعنا إليه... نزÙّه بالورود والشموع لأننا به Ù†Ùعطىَ ÙرØًا، ولأن الذﻱ سÙمّÙر عليه جعل Ù…ÙØÙبّيه لا يبقوا مسمَّرين ÙÙŠ خطاياهم، بل دعاهم أبناء وورثة وأØرارًا وشركاء.
ÙˆÙÙŠ موكب دورة المصلوب يرتÙع الصليب، لأنه لم يعÙد أداة عار بل انتصار ÙˆÙخار... لم يعÙد أداة عقوبة بل مصالØØ© واسترداد. إنه موكب المÙديين الذين ÙŠØملون صليبهم بالورود والشموع لأنهم ÙŠØملون النّÙير بÙØ±Ø ÙˆØ§Ø®ØªÙŠØ§Ø±ØŒ وعدوهم المشتكي عليهم قد دÙينَ وطÙØ±Ø Ø®Ø§Ø±Ø¬Ù‹Ø§ØŒ مدØورًا ساقطا مثل البرق.
ونضع على الصليب ثلاث شموع لأن خلاصنا هو أمر مقرر ÙÙŠ الثالوث القدوس منذ إنشاء العالم... من Øيث أن تدبير الخلاص Ø£Ùعطي لنا من الآب بالابن ÙÙŠ Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³... نضع على الصليب ثلاث شمعات موقدة، ونرÙعه طالبين الرØمة وغÙران الخطايا، المعطاة لنا بالصليب علامة الظÙر، نتقوىَ من Ù‚Ùبَلها، لانها شجرة الÙردوس التي تÙØيي كل Ø£Øد بأغصانها العطرية، تÙزهر وتÙÙرÙØ® وتÙثمر، وتجعل المياة المرة Øلوة، Ùقد بسط Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø¹Ù„ÙŠÙ‡Ø§ يديه ليجذبنا ويقودنا بقضيب خشبة اللوز الذﻱ قطر عليه دمه الذكي الكريم.
Ù†Øمل الصليب على أعناقنا لكي لا نبقى ÙÙŠ خطايانا وجهالاتنا غير Ù…Ùبالين، ولكي Ù†Ùصلَب للعالم ويÙصلَب العالم لنا.. Ùصليبنا هو Ø§Ù„Ù…Ø°Ø¨Ø Ø§Ù„Ø£ÙˆÙ„ الذﻱ رÙÙعت عليه ذبيØØ© الخلاص، لذلك هو ثبات كنيستنا وزينة شعبنا، وبه نطير إلى العلو مستورين تØت جناØيه، لأنه آية وختم خلاصنا وبهجتنا، تتقدس به أرجاء الأرض، وتتهلل الآنام، مرتلين بالألØان لصليبنا الذﻱ به انØÙ„ ّجنسنا من اللعنة وانمØÙ‰ÙŽ صَكّ خطايانا.
مسبØين ألØان الÙØ±Ø Ù„Ù„Ø¹Ùود الإلهي الذﻱ أظهر الØياة، والذﻱ منه تستدلّ الكنيسة على مصدر وجودها... ننظر إليه Ùننال الشÙاء من لدغة الØية المميتة، لأنه "الØية النØاسية الØقيقية"ØŒ وبه ننجو لأنه "خشبة الÙÙلك الØقيقي"ØŒ وبه نتقوىَ لأنه "عصا موسى وعصا هارون الØقيقية"ØŒ نطو٠به ÙÙŠ دورة كنسية؛ معلنين ÙرØØ© الانتصار والعودة إلى الÙردوس "من Ù‚Ùبَل صليبه وقيامته المقدسة رَدّ الإنسان مرة أخرى إلى الÙردوس".
لكن الاØتÙال بعيد الصليب لا يعني أنها مجرد ذكرىَ، لأن الصليب Øياة، والذين لا ÙŠØملون الصليب يهلكون.. ومسيØنا صÙلب ليدين الخطية ويمØوها، وليعتقنا بالكامل من سلطانها، ودعانا لنØمل صليبه كل يوم، ولنسلك بØسب الدعوة التي دÙعينا إليها... Ùالصليب هو دعوتنا وعيدنا الدائم ليØيا Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ùينا وبه نغلب، ÙˆÙÙŠ كل عيد صليب تجدد الكنيسة دعوتنا Ù„Øمل الصليب ولتبعية المصلوب بÙهم ووعي ومواظبة، Ùنذوق بركة الصليب شجرة الØياة، التي بها أتى الÙØ±Ø Ø¥Ù„Ù‰ العالم واÙستÙرÙدّت كل طبيعة آدم الساقطة. عارÙضتÙÙ‡ العامودية تشير إلى الكلمة الذﻱ نزل ونصب خيمته ÙÙŠ وسطنا ÙˆØÙŽÙ„ بيننا، وعارÙضته الأÙقية جمعت الكل Ùيه ووØّدت السمائيين مع الأرضيين، والنÙس مع الجسد، والشعب مع الشعوب، عندما ردنا من التدبير الشمالي إلى التدبير اليميني.
من Ù‚Ùبَل خشبة صليبك المقدسة غير المائتة يا سيدنا صارت لنا الØياة، وبها نقهر عماليق، وبها نغلب، Ùهي ختمنا ووسامنا وعÙزّنا وقد عزمنا أن لا نعر٠شيئًا إلا يسوع Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ ÙˆØ¥ÙŠØ§Ù‡ مصلوبا .