الأقباط متحدون - المؤتمر الاقتصادي والعاصمة الجديدة
أخر تحديث ١٣:١٤ | الثلاثاء ١٧ مارس ٢٠١٥ | ٨برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٠٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

المؤتمر الاقتصادي والعاصمة الجديدة

المؤتمر الاقتصادي
المؤتمر الاقتصادي
الدكتور حسن فهمي الأستاذ بكلية الهندسة والأب الروحي والعقل المفكر وراء إنشاء فرقة رضا للفنون الشعبية، كنا جلوسا إليه في بداية سبعينات القرن الماضي في أتيليه القاهرة (جماعة الفنانين والكتاب) عندما قال لنا إنه تقدم للحكومة بمشروع إنشاء عاصمة جديدة لمصر. في ذلك الوقت وقبل إنشاء المدن الجديدة بالقرب من القاهرة وإقامة الكباري التي سهلت حركة المرور إلى حد ما، وأفسدت ملامح القاهرة إلى أبعد الحدود، قال: نحن تقريبا عاجزون عن الحركة الآن، ماذا ستكون عليه القاهرة بعد عشرة أعوام..؟ لا بد من عاصمة إدارية جديدة، أما القاهرة فتكون العاصمة الحضارية.. أين..؟

في جنوب مصر، في المنيا.. في صحراء المنيا. عد إلى مصلحة الأرصاد في العشرة أعوام السابقة، ستكتشف أن الطقس فيها أجمل من بقية أنحاء الوادي، بإقامة عاصمة إدارية جديدة في المنيا يتحقق لنا هدفان؛ الأول هو أن تكون العاصمة الجديدة على بعد أربع ساعات من القاهرة، لو أنك أنشأتها قريبة من القاهرة، فسيعود إليها الموظفون ليبيتوا فيها وبذلك تظل القاهرة على حالها، مدينة عجوز تختنق بسكانها.. (هذا هو ما حدث بالفعل بعد إنشاء المدن الجديدة على بعد كيلومترات قليلة من القاهرة). أما الهدف الثاني فهو أنك ستنزل بمركز ثقل الوادي إلى المنتصف تقريبا وبذلك تعيد الحياة إلى الصعيد المصري المحروم من المشاريع والخدمات طول الوقت.. وبالمناسبة هذا المشروع ليس مشروعي وحدي، نحن مجموعة من الأساتذة وضعنا هذا المشروع.
 
ومرت سنوات طويلة على ذلك الحديث الذي كتبت عنه في مرات متفرقة، وأخيرا يظهر إلى الوجود في مؤتمر شرم الشيخ مشروع جديد لإنشاء عاصمة إدارية لمصر.

لا أعرف هل هذا المشروع يستند إلى ما اقترحه الأستاذ حسن فهمي على الحكومة منذ أكثر من أربعين عاما، أم هو مشروع جديد تماما.
هل ستقام العاصمة الجديدة بالقرب من القاهرة؟ في هذه الحالة لن تكون عاصمة بل حيًا من أحياء القاهرة يلقى عليها عبء كبير.

لا بد أن تكون العاصمة الجديدة بعيدة عن القاهرة إلى الدرجة التي تقنع الناس بنسيان السكنى في القاهرة. من الصعب على نفس أي مصري أن يعترف بأن القاهرة لم تعد جميلة مثلما كانت منذ خمسين عاما. ولكن هذه هي الحقيقة المحزنة، جمال القاهرة تحمله بداخلنا الذكريات فقط. هل يتخيل أحد من هذا الجيل أننا كنا نمشي في طريق واحد مستقيم من الزمالك إلى حديقة الأزبكية هل تصدق أنها كانت حديقة فعلا - في الغالب كان ذلك هو أجمل طريق في الدنيا. هل تتخيل أن المشي من العتبة إلى الأزهر كان نزهة ممتعة؟
المهمة الأصعب لن تكون في بناء العاصمة الإدارية بل في تحويل القاهرة إلى عاصمة حضارية.
نقلا عن الشرق الاوسط

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع