نبيل المقدس
النغمة السائدة بين شيوخ الجامعات الأزهرية وغير الأزهرية , وبعض ما يسمون أنفسهم بالنشطاء فى مصر , تحمل فى طياتها دائما إلقاء اللوم على شباب الطلاب وحدهم فيما وصل إليه حال الخطابة الدينية فى مصر، الكل منهم يتحدث عن قلة خبرة الشيوخ الجدد وعدم رغبتهم فى التعلم أو حتى اللحاق بركب التطور والأفكار البحثية الجديدة. لم يلتفت أساتذة الجامعات الأزهرية إلى أنهم فى الأصل المكون الرئيسى لشخصية هذا الطالب أو "الدكتور المستقبلى .. إلخ .. أو أي مهنة أخري" فكيف يُطلب من أصغر مكون فى العملية البحثية وهم شباب الباحثين القيام بمهام وواجبات يعجز عنها أغلب الأساتذة أنفسهم كالنشرالدولي والإبتكار والتجديد ..
قرأت في إحدي المواقع بأن هناك عمليات مراجعة لهؤلاء الذين تم القبض عليهم وإلقاء تهمة إنتمائهم لهذه المحموعات الإرهابية والتي تستغل الدين مدخلا لسكب سمومهم التي نهلوها من اساتذة هم في الأصل من ارهابي هذه الحماعات الإرهابية الذين كتبت عنهم في مقدمة المقال .. انا ضد هذا العمل (المراجعات)... فقد تم نفس عمل المراجعة من سنين سابقة وربما نجحوا في تثبيت بعض الأفراد أن يراجعوا افكارهم ويأتون إلي الحق من خلال الطريق السليم ... لكن ما أدهشني أن اقرأ في صدر العنوان لجريدة ما وفي بعض المواقع الإلكترونية أن شيوخ الغبرة إياهم أصحاب الفتاوي علي القهاوي , هم الذين يقومون بهذا العمل ... ولا ننسي ان هؤلاء الشيوخ يندس فيهم نوعيات مختلفة ومنهم الذين يعتقدون هذا الفكر الإرهابي , إن لم يكن هم يعتنقون هذا الفكر الإرهابي .!
هل نسيت الأحزاب الدينية ومنهم حزب النور ما فعلوه في الأقباط من أحداث ضارة سوف لا اذكرها لكثرتها متضامين مع الجماعة والأحزاب الإرهابية الأخري في هذا الضرر ؟؟ .. هل نسيت هذه الجماعات التي تتمثل الأن بالورع والتدين , ما فعلوه من أضرار تضامنا لاولاد عمومهم في ميداني رابعة والنهضة . هل نسيت هذه الجماعات السلفية أنهم لا يقبلون وجه المرأة ويعتبرون السفور من أعمال الشيطان ؟؟ .. هل نسيت هذه الجماعات السلفية أعمالهم القذرة , وأفعالهم النجسة والحشد أمام الكاتدرائية ومحاولة الإندفاع فيها بغرض الحرق بحجة أن هناك سيدة يُقال عنها أسلمت ؟؟ .. وشر البلية ما يضحك حيث نتفاجيء في برامج التليفزيون مشهدا مضحكا ,يحوي واحد سلفي "هارب الأن" يتحادث مع مقدمة البرنامج من وراء حاجز ؟؟؟ ..
أسمعت أيها السلفي انت وإبن عمك الإخوانجي عن حكاية المؤتمر الإقتصادي .؟؟ وهل ادركتموه وفهمتوه ؟؟ هل عندكم القدرة والقوة والشرف لكي تواجهوا هذا العمل العملاق , وكيفية إدارته , وإقامته وتستثمر حوالي 60 مليار دولار بطريقة مباشرة لكي تعيد مصر , و رونقها , وجمالها , وإقتصادها بطرق جميلة وسهلة , بالإضافة أنها جعلت من البلدان التي كانت ضد مصر بسبب ثورة 30 يونيو , وبعد حضورهم المؤتمر وشاهدوا ترحاب رؤساء العالم ومقابلتهم مع رئيس مصر تبدل الحال , وأصبحت مصر اول وأعظم دولة إستطاعت أن تقف امام الإرهاب بشعبها وجيشها ورجال أمنها.
أيها السلفي ... هل لك القدرة أن تشارك مع عظماء مصر في حل مشكلة الإقتصاد المتدني بعد طرد الجماعات السوداء , الذين أرادوا أن يأخذوا مصر لكي تكون إحدي سبايا اردوخان ؟؟!. أيها السلفي ... هل لك خطة واضحة لتقويم الإقتصاد المصري الذي نقضه أولاد عمومكم في سنة , وانتم كنتم أول المساهمين معهم في هذه المجزرة الإقتصادية. ؟؟! .. لا تنسي يا سلفي أنك كنت موافقا ببيع الشريط الحدودي بين مصر واسرائيل . أيها السلفي .. . هل لديك الإحساس أن مصر هي وطنك , حيث تحترم علمها والسلام الجمهوري لها .؟؟! .. لا أظن . ..! هل تقبلون ذوي الأديان الأخري أن يصيروا شركاء في المؤسسة الحكومية والشعبية ... ؟؟! لآأظن !! وإن كنت يا سلفي تفقد مقومات الحكم الرشيد فسوف لا تستطيع أن تعطيهم شيئا ..لأن فاقد الشيء لا يعطيه !
أيها السلفي ... أكيد شاهدت ما دار من أحداث في اول يوم وثان وثالث يوم للمؤتمر الإقتصادي .. وكنت منتظر أن أحبابكم في الخارج لديهم خطة في فشل هذا المؤتمر ,, وأكيد فقد قمتم بتوزيع الأدوار في حالة فشل المؤتمر ... لكن ما يؤسفني بمحبة ربنا لمصر وبحمايته لشعبها ولرئيسا ولجيشا ولأمننا وتحويطهم بكل قطرة دم حول هذا المؤتمر , كان زمانه فشل , ورجعنا إلي المربع الزيرو مرة أخري.
نعم .. والف نعم .. واقول هذا لكم ولأولاد اعمامكم في الخارج , أن هذا المؤتمر نجح وهو بمثابة اللبنة الأولي في بناء الإقتصاد المصري .... محاولات دخولكم إلي مجلس النواب سوف لا يتحقق .. فقد ثبت أنكم بلا خطة أو أسلوب معين ... كل ما تريدونها من مصر مع مَنْ في الخارج هو كسر شوكة مصر التي حولها ارادة الشعب المصري هذه الشوكة أن تنغرس في قلوبكم , مما يزيد شعوركم بالفشل ,, وفعلا بنهاية هذا المؤتمر هو إعلان رسمي أن الجماعات الإرهابية قد فشلت ......!
نصيحة للسلفي من أخ عزيز عليكم .. أن تلموا وتجمعوا اوراقكم واقلامكم وتلقوها في بحر النسيان .. وحاولوا أن تدرسوا مَنْ هو المصري وما هي مواصفاته وخصائصه .. قبل أن تنتقل إلي فنادق طرة وابو زعبل ... شمروا سواعدكم وتعالوا معنا نبتي مصر الغالية ... بشرط أن تضع كتابك الديني في قلبك , وأترك جسدك وعقلك في بناء مصر ..!
مشروع المصالحة أو المراجعات لهؤلاء الذين إشتركوا فعلا في الفوضي والقتل يجب أن تستمر حتي إستكمال قضاياهم ... وقد قرأت خبرا أن بعض السلفيين الموجودين حاليا خارج السجون , إما بإنتهاء المدة أو رجوعهم وتوبتهم طلبوا المبادرة بالقيام بعملية المراجعات لإخوتهم الذين ما يزالوا في السجن تحت المحاكمة ... لكنهم لم نجدهم يحلون مشكلة وقف بناء كنبسة سمالوط والحكومة تقف تتفرج علي ما يحدث وتسمع هذا الصراخ الصادر من مسيحيي القرية ..! أين دولة القانون كان بالأحري الذهاب إلي سمالوط لحل المشكلة مع السلفيين الموجودين هناك ؟؟ .. فقد تعلمنا أن القانون هو القامة الأولي لبناء دولة مستقلة حـــرة ... لكن واضح أن فاقد الشيء لا يعطيه ...!!! زيحوا هؤلاء السلفيين الذين دخلوا في ترشيحات مجلس النواب , طبقا للدستور لكي نتجنب أي خطأ مخالف ربما يردنا مرة أخري إلي المربع الأول ... ونعيد إنتخابات المجلس.