*كمال زاخر للنشطاء: أرجوكم توقفوا عن التدخل في هذا الشأن وأتركوا الكنيسة تدير الأزمة ولا تسكبوا البنزين على النار.
*زاخر: على البابا أن ينحي أي لجان عن المشهد ويتولى هو بشخصه التواصل مع رهبان هذا الدير.
*سليمان شفيق للرهبان: عليكم العودة إلى القلالي والصلاة، لأن الأمر غير مسبوق في تاريخ الرهبنة والكنيسة.
* الإعلام وخاصة الإعلام القبطي ساهم في تصعيد الأزمة وتعميقها.
كتبت – أماني موسى
قال كمال زاخر، الكاتب والباحث ومؤسس التيار العلماني: أن أزمة دير وادي الريان بمثابة اللغم العائم فوق سطح الماء، وأن الجزء الظاهر منه أصغر كثيرًا من الجزء المختفي، مشددًا بقوله أن الأزمة أعمق من اختلاف حول الدير أو مكانه أو إنشاء طريق، بل هي فقط علامات في الأزمة.
وأضاف زاخر في تصريح خاص لـ الأقباط متحدون: أن هذه الأزمة كشفت عن أن منظومة الرهبنة باتت تحتاج لإعادة هيكلة بما يتسق مع الضوابط الكنسية والمعايير الرهبانية والنذور الرهبانية التي يقطعها الراهب على نفسه مثل الفقر الاختياري، العفة، الطاعة، هجرة العالم، مشددًا على فكرة الطاعة وأنها بحسب المفهوم الرهباني تختلف تمامًا عن مفهومها خارج الدير، وأن الراهب هو شخص مات عن العالم وقطع كل رباطاته به، بما يشير إلى أن الأزمة تديرها أطراف خارج المشهد.
وتابع: أن غياب المعلومات سبب تفاقم المشكلة، مع وجود الانحيازات العاطفية التي عمقت المشكلة، وخاصة بعد دخول الإعلام كطرف في هذا الأمر.
وطالب زاخر الدولة بإعادة النظر في الطريق، خاصة في ظل وجود بدائل مقترحة حتى لا يتم التعدي على الآثار المتواجدة بالمنطقة والتي تعد ملكًا للعالم كله وثروة ملكًا للإنسانية والأجيال القادمة، وطالب بالكشف عن التقرير الصادر عن وزارة الاثار والكشف عن حقيقة ما يتم ترديده في هذا الشأن.
كما طالب بتشكيل لجنة تضم ممثل للدير والكنيسة والقوات المسلحة، ووزارة الآثار والدولة لدراسة هذا الأمر وتقديم للرأي العام فيما أنتهوا إليه.
لافتًا إلى أن الوضع كان يحتاج إلى تدخل الكنيسة في وقت سابق، بشأن ملكية الدير وتقنين وضعية الرهبان المتواجدين بداخله.
وشدد زاخر أن هناك صراع دائر بين بعض الأساقفة حول تبعية هذا الدير، لأسباب أخرى ليست دينية أو روحية، ورحيل البابا شنوده رفع الغطاء عن هذا الصراع، فبات كل طرف يستقطب مجموعة من هذه المجموعات المتناثرة داخل الدير، مما ساهم في تعميق الأزمة، وبعض التقارير التي يتم رفعها للبابا تواضروس غير بعيدة عن هذا الصراع، ومن ثم فأن الأمر يحتاج لأن ينحي البابا أي وساطات أو لجان –مع كامل تقديري لهم- عن المشهد ويتولى هو بشخصه التواصل مع رهبان هذا الدير، باعتباره الرئيس الأعلى للرهبنة، وأن الحوار هو أقصر الطرق للوصول إلى حلول، والبابا يملك السلطة ويملك من الحكمة ويملك من القبول من كافة الأطراف ما يجعل التدخل المباشر منه حلاً للأزمة.
وأختتم بتوجيه رسالة للنشطاء: أرجوكم توقفوا عن التدخل في هذا الشأن وأتركوا الكنيسة تدير الأزمة وفق المعطيات التي تملكها، وأن هذا الأمر لا يمكن التعامل معه كأي شأن سياسي، إذ أن التعامل السياسي في أزمة كنسية بهذا الحجم سيكون بمثابة سكب البنزين على النار.
من جانبه عّول سليمان شفيق، الكاتب والباحث، على الإعلام وخاصة الإعلام القبطي في تصعيد الأزمة وتعميقها، مطالبًا إياه بالتراجع قليلاً، خاصة في ظل غياب المعلومات، مشددًا أن هناك أطرافًا خارج الصراع باتت تدير المشهد بما يخدم مصالحها.
لافتًا إلى أن المواقع التابعة للجماعة الإرهابية هي المستفيدة ممما ينشر في هذا الشأن.
وشدد بقوله: دعوا الكنيسة تحل مشكلاتها مع أبنائها بالشكل الذي تراه، خاصة أني من خلال عملي أربعون عامًا بالإعلام أستطيع أن أجزم أن جميع القضايا التي يتم علاجها عن طريق الإعلام غالبًا ما تفشل.
وأختتم موجهًا رسالة لمن يدعون الرهبنة داخل دير وادي الريان قائلاً: عليكم العودة إلى القلالي والصلاة، لأن الأمر غير مسبوق في تاريخ الرهبنة والكنيسة، ومن لا يجد في نفسه القدرة على المحبة والطاعة والخضوع فلينسحب فورًا.