الاثنين ١٦ مارس ٢٠١٥ -
١٥:
١١ ص +02:00 EET
بقلم المحامي نوري إيشوع
نتيجة الظروف الحالكة و الفظائع الرهيبة التي أقشعرت و تقشعر لها الأبدان وتشيب رؤوس الولدان، إبادات مرت علينا منذ عهد المسيحية الأولى وفي ألأمس القريب وحتى قيام الساعة، ضَعفنا وضَعُف إيماننا! كفرنا وأنكرنا مخلصنا، بكينا كالأطفال ظناً منا بان ربنا أدارَ لنا ظهره وتركنا نتخبط نتيجة ضربات الشر الموجعة! كسرنا مجاديفنا بإيدينا لاننا لا نملك ذرةً واحدة من الإيمان! رفعنا إيدينا مستسلمين لاننا أحببنا هذا العالم الفاني متناسين بإنه لكلٍ منا نهايته العاجلة أو الآجلة. موتنا محتم اليوم أو غداً أو بعد غدٍ فالموت مصيرنا وهو النبع الذي لا بدّ أن يشربَ منه كل البشر! فموتوا بإيمانِ أو عيشوا بذلٍ و مهانة.
هل هناك أعظم من هذا الإنتصار؟ إبليس خلعَ ثياب الحملان ولبسَ ثياب حقيقته البالية، بعد إختفائه وتواريه عن الإنظار لقرون طويلة تزيد عن 14 أربعةَ عشرة قرناً! جدٌ يزني بحفيدته, أبٌ يبيع زوجته و أبنته تحت مسميات زواج النكاح، فيتناوب عليهن أتباع إبليس حتى الموت، ولدٌ يرجم أمه و شقيقته بحكم الشرع و الشريعة، أب يوقع على صك قطع رأس فلذات أكباده تحت مسمى أيات سماوية! أطفال تمارس هوياتها الطفولية بقطع الرؤوس و التفنن بالقتل. كلاباً بشرية تأكل أكباد و قلوب بشرية، ثعالب تتخفى تحت النقاب تحرق وثذبح وتغتصب بعدا تلاوة أدلتها و براهينا الإلهية السمحة.
أفواجاً من العذارى القصر! يتركن بيوت الوالدين و يلتحقن بأوكار عبدة الجنس لتنتهك أعراضهن بأرادتهن!
هل هناك أعظم من هذا الإنتصار، يغزون القرى الآمنة كالكلاب الشاردة تحت صرخات النباح، يقتلون حراسها و يخطفون رجالها و أطفالها و يأسرون نسائها و عذاراها تحت مسميات سبايا بأمرٍ شيطاني يدعون بانه أمرٌ منزلٌ من اللاهي!
هل هناك أعظم من هذا الإنتصار! يقطعون الرؤوس أمام مرآى العالم أجمع و يحرقون الحضارة و المدنية و يطمسون التاريخ بدعمٍ دوليٍ مشرعن.
هل هناك أعظم من هذا الإنتصار! السيوف على رقابنا و لا ننكر ربنا وإلهنا راضين بالموت أحرى من أن نقبل الخطيئة، خطيئة إبليس اللعين و عقيدته التي تدعو الى القتل و النهب و السلب و قطع رقاب الأبرياء و فرض شرائعه و عقائده بالقوة و بحدِ السيف لإنه إله ضعيف يهاب النور و أولاد النور.
هل هناك أعظم من هذا الإنتصار، قررنا أننا لسنا من هذا العالم الشيطاني و لا نتبع ربه المخادع، الجبار و المكار الجبان، بل مملكتنا هي مملكة روحية، طاهرة كطهارة ربنا وإلهنا رب المجد والمحبة والسلام، نحن كما نحن، نشع بنورنا على العالم كالسراج، لأننا لا نخشى الظلمة لا بل على العكس لنا كل الثقة بان الظلمة تختفي عندما نظهر و أولاد الظلمة تقشعر أبدانهم كلما سطعت شمس إيماننا و تمسكنا بربنا و إلهنا دون خوف أو تردد. الهدوء قادم والعاصفة سوف تتكسر أجنحتها في الغد على صخرة ثقتنا بفادينا الذي وعدنا بالخلاص و هو صادق بوعوده.
""""فقال لهم: «ما بالكم خائفين يا قليلي الايمان؟» ثم قام وانتهر الرياح والبحر فصار هدوء عظيم. مت:8-26""""