القمص أثناسيوس چورچ.
كان Øوار Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ù…Ø¹ السامرية اختبارًا لأØضان الله المÙتوØØ© مع كل إنسان؛ اختبار للقاء مع كل Ø£Øد مهما كان أصله وجنسه وسيرته؛ اختبار البØØ« عن الخرو٠الضال والدرهم المÙقود.. ÙÙŠ لقاء يتخطىَ القيود والØدود والموانع والأجناس.
Ùقد جاء السيد ليلقي بذرة الإيمان الØÙŠ ÙÙŠ تربة السامرة التي تقبلت الكلمة بالإيمان لا بالمعجزات؛ خلال لقائه معالسامرية؛ إذ كان لا بÙد له أن يجتاز السامرة عطشانًا إلى مائها؛ كعطشه على الصليب من أجل خلاص العالم كله.
أتى Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø¨Ù†Ùسه متجسدًا متخليًا عن مجده الإلهي؛ ليقيم موتى الذنوب والخطايا
وليخلص العالم كله؛ وقد تعب من السÙر والمشي من أجل التÙتيش على كل Ù†Ùس. واليوم سعى من أجل Ù†Ùس المرأة السامرية؛ وهو ÙÙŠ تدبيره Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø ÙŠÙعد لنا ولكل ضال ولكل سامرية ولكل مخلع ولكل مولود أعمى أجمل الاختبارات والبركات والتعزيات. سعى إلى كل من تركوه من أجل شهوات العالم... سعى ÙÙŠ طلب الضال وتعب كأب Øقيقي مع كل ساقط؛ ليربطه بالأدوية المؤدية إلى الØياة.. تعب وهو Ù…Ø±ÙŠØ Ø§Ù„ØªØ¹Ø§Ø¨Ù‰ÙŽ. وعطش وهو ÙŠÙنبوع الماء الØÙŠ. وجلس عند البئر وهو نهر الØياة الوØيد.. ترك خدمة أورشليم Øيث الهيكل والمجد وكراسي التعليم؛ ليذهب ويÙتش ويتعب بØثًا عن النÙس البعيدة. وكما أنه Ø§Ø³ØªØ±Ø§Ø Ø¹Ù„Ù‰ الصليب ÙÙŠ وقت الظهيرة ÙˆØمل أتعابنا وآثامنا وأعلن عطشه لكل Ù†Ùس بشرية واجتاز المعصرة ÙˆØده.. هكذا مشى وتعب اليوم من أجل Ù†Ùس واØدة.
ÙرØلته وتعبه وجلوسه هو الجسد الذي أخذه من أجلنا ومن أجل خلاصنا، وطعامه الØقيقي ÙÙŠ أن يتمم مشيئة الآب ÙÙŠ خلاص النÙوس.. Ùبينما السامرة Ùرغ ماؤها؛ Ùرغت قانا من الخمر.. Ùالأولى أعوزها سر الÙرØØ› والثانية أعوزها سر الØياة، ولا ÙØ±Ø ÙˆÙ„Ø§ Øياة من دون خلاصه الثمين.
لم يكن مجيء السامرية عند البئر مجرد مصادÙØ©Ø› بل هو تدبير إلهي من أجل خلاص Ù†Ùسها
إنه تدبير مَنْ يصنع الأمور المقضي بها على الأرض، وقد اشتمل هذا التدبير الإلهي تدبير الزمن ÙÙŠ وقت الساعة السادسة ليكون وقتًا مقبولاً ووقت خلاص، ÙˆÙÙŠ تدبير المكان ليكون عند البئر Øيث ماء ÙŠÙنبوع الØياة والتقديس والتجديد بالمعمودية.. Ùلم يكن تدبير الرب لخلاص السامرية سوى صورة لتدبيره الإلهي لخلاص البشرية؛ لأنه ÙÙŠ ملء الزمان جاء ابن الإنسان وأخلى Ù†Ùسه وظهر لنا بالظهور المÙØيي.
جاء إلى الخطاة وقرع بابهم وصرخ على الصليب أنا عطشان (أعطني لأشرب)Ø› إذ أن عطشه لا إلى ماء بل إلى خلاص النÙوس. أتى كمØتاج يمد ذراعه طول النهار؛ ليدعونا إلى ملكوت Ù…Øبته؛ بينما Ù†ØÙ† لا نعلم عطيته لنا؛ وأنه ليس ماءًا يروي ظمأ الجسد؛ بل ماءًا Øيًّا Ù„Øياة أبدية... عطيته لنا ذبيØØ© ومائدة رتبها لنا المنّان أمام مضايقينا. عطيته لنا كلمته الØية ÙÙŠ بشارة الخلاص المÙرØØ©. عطيته لنا أن نكون أبناء وورثة ورعية مع القديسين. عطيته صارت لنا به لنتخطى كل الصعاب؛ Ùلا دلو ولا أعماق ولا قصور ÙÙŠ الإمكانيات ولا مقاييس تØÙول دون بلوغنا تطهير ضميرنا من الأعمال الميتة.
لقد بدأ Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Øديثه مع السامرية (واق٠على الباب أقرع) رؤ Ù¢Ù :٣؛ طالبًا إليها أن تعطيه ليشرب (أعطني لأشرب = يا ابني أعطني قلبك ولتلاØظ عيناك طرقي) (أم ٢٣ : ٢٦).. Ùإذ بالØديث يتØول بأن تطلب هي إليه أن يعطيها لتشرب. Ùمسكين هو من يعتقد ÙÙŠ جهله أن الرب هو المØتاج إليه.. ومسكين هو من يتعلل بالدلو والبئر ويصنع الØواجز بينه وبين Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ (لم تكن أنت المØتاج إلى عبوديتي بل أنا المØتاج إلى ربوبيتك). مسكين هو من يظن أن الرب Ù…Øتاج إلى خدمته أو إلى دوره أو إلى عشوره وتقدماته.. إنه ملء الملء لا يزيد ولن ينقص.. Ù†ØÙ† المØتاجون إلى ماء الØياة لنØيا ولا نعطش. Ùإن كانت ماديات العالم وأموره تروي ظمأ الإنسان إلى Øين؛ إلا أنها لا تروي عطشه العميق إلى الأبد... الله ÙˆØده هو الذي يملأ كيان الإنسان؛ Ùبه Ù†Øيا ونوجد ونتØرك؛ ÙˆØتى ولو عملنا كل البر من أجل اسمه؛ ÙÙ†ØÙ† عبيد بطَّالون.
لقد ÙƒØ´Ù Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ù„Ù„Ø³Ø§Ù…Ø±ÙŠØ© عن Ù†Ùسه كي تذهب وتدعو زوجها؛ لأنه قبل أن يعطينا ماء الØياة؛ لا بد أن Ù†Ùقرّ بخطايانا معترÙين بها تائبين عنها؛ وعندئذ نرتوي بماء الØياة.. لقد رأى Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø§Ù„Ø³Ø§Ù…Ø±ÙŠØ© أمامه ميّÙتة كلعازر الميت الذي أنتن ÙÙŠ القبر؛ وكان لا بÙد له أن يقيمها من خطاياها ويمنØها ماء الØياة؛ وهو العالÙÙ… بكل أسرارها الخÙية؛ لكنه لم ينهرها ولم يشهّر بها؛ بل Ù…Ø¯Ø Ø§Ù„Øسن الذي Ùيها لأنها Øسنًا قالت الصدق...
إنه ÙŠÙخرج من الآكل Ø£Ùكلاً ومن الجاÙÙŠ Øلاوة؛ لم ÙŠÙØ¶Ø Ø´Ø±Ù‡Ø§ وزناها؛ لكنه بارك قولاً واØدًا اعتبره صدقًا.. إنه طبيب الرØمة والتØنن الذي لا ÙŠÙخرجنا خارجًا؛ بل يتأنى على كل Ùتيلة مدخنة وقصبة مرضوضة.
إن قولك يا رب Ù…Øسوب Øسابه؛ Ùقد كلمت السامرية سبع كلمات بميزان العد والتصنيÙØ› بلا زيادة ولا نقصان؛ وكلماتك Ù…Øسوبة ومقننة ÙÙŠ سÙباعيات: سبع تطويبات ÙÙŠ العظة على الجبل، وسبعة توسلات ÙÙŠ الصلاة الربانية، وسبع كلمات على الصليب، وسبع رسائل يقولها Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ù„Ù„ÙƒÙ†Ø§Ø¦Ø³Ø› إنها سهام سباعياتك المØكمة الوزن والعد؛ ÙØ¥Ø³Ù…Ø Ø£Ù† نسمع وننصت بØكمة لندرك ما أدركتنا لأجله ونشرب ماء تقديسك الØÙŠ الذي للØياة الأبدية؛ ماؤك الجاري كاليÙنبوع؛ تمنØÙ‡ لنا بسخاء أكثر مما نطلب أو Ù†Ùتكر؛ لأنه Ùوق كل شيء وأنت الذي تسند المÙعيَ بكلمة؛ وتمنØنا ماء التنقية والتطهير والÙهم والراØØ©Ø› وتسقينا من ماء الدسم والنعمة ÙˆÙطنة الØكمة؛ وتصيّÙر الساقية نهرًا؛ والنهر بØرًا وغمرًا.
Ùما السامرية إلا أنا وأنت؛ وقد سعيتَ إلينا يا مسيØنا... تعبت وعطشت Ù†ØÙˆ الساعة السادسة من النهار لأجلنا. Ùهل نعلم الآن ما هي عطيتك لنا؟! وهل تيقنّا عن مَنْ هو الذي يكلمنا ويتØدث إلينا؟! وهل عرÙنا الذي استعلن Ù†Ùسه لنا كمخلص ÙˆÙادÙØ› ÙˆÙØªØ Ø¹ÙŠÙˆÙ†Ù†Ø§ لنرى اØتياجنا الØتمي له؛ لا كسيد ولا كنبي؛ بل كرئيس خلاصنا؟؟!! هل شربنا ماءه الÙياض الØÙŠ المجاني والمÙروي؟؟!!
إنه اليوم قد صار لنا ÙŠÙنبوعًا نشرب منه Ùلا نعطش إلى الأبد؛ وهو يوردنا إليه لكي تجري من بطوننا أنهار ماء ØÙŠØ› Ùتملأ الأواني والينابيع وتÙيض بجداول النعم الØسنة؛ Øيث ينابيع الخلاص والنهر الصاÙÙŠ ومياه الÙرØØ› Ù…Øسوبين مع الساجدين الØقيقيين لآلامه Ø¨Ø§Ù„Ø±ÙˆØ ÙˆØ§Ù„ØÙ‚Ø› لأن الذي يكلمنا هو... وقد قال لنا كل ما Ùعلنا.. Ùلنذهب إذن لنبشر به ونخبر بÙكَمْ صنع بنا ورØمنا.
http://frathanasiusgeorge.wordpress.com/