بقلم - مينا ملاك عازر
هذا هو حال واحدة من هيئات البلد، بتدعم قرار وتطالب به، ثم تعود وتستأنف حكم محكمة متى حكمت لها، لأول مرة أرى طاعن يطعن على حكم رغب فيه، هي دي أهم إنجازات العصر الحديث أن تكن طاعن ضد نفسك!!!.

هيئة قضايا الدولة تطعن على حكم رمت إليه وسعت له، وهو أن تعتبر المحكمة الإدارية العليا منظمة حماس منظمة إرهابية، وهي كذلك فعلاً، وبعد أن وصلت لمرادها طعنت عليه ورفضته، كيف هذا يا سادة إلا إذا كنا في بلد العجائب مع أليس.

أليس نفسها في بلادها لم تبد هكذا مرهوبة مرعوبة مرتعدة مرتعشة الفرائس أمام تهديد حماس لها حال اعتبارها جماعة إرهابية، للأسف هذا ما يبدو لي الآن، وكأننا حصل لنا الرعب من وعيد حماس لنا، فقررنا اتقاء شرها، وطعنا على ما أردناه أم أننا خضعنا لضغوط خارجية من جهة ما أو رضخنا لمطالب بعض الأحباء الطامحين والعشمانين فينا، فنزلت كلمتنا الأرض المرة دي.

الدولة المصرية تفقد هيبتها هكذا يا سادة، أين كنتم حينما تضامنتم مع الدكتور سمير صبري في دعواه لاعتبار حماس منظمة إرهابية؟ هل كنتم برشدكم ووعيكم أم أنكم كنتم بلا رشد ولا صواب؟ أين رشدكم الآن؟ وأنتم تطعنون على هذا الحكم الذي صدر في مصلحة رغبتكم في البداية، والآن هو على غير رغبتكم، هل هيئة قضايا الدولة منقسمة على ذاتها أم هي منقسمة على البلد وقتذاك؟ ثم عادت لسيطرة الدولة الآن، قولوا لنا وفهمونا مين بيمشي الهيئة؟ والهيئة بتغير مواقفها على أي أساس؟؟؟!!!.

هيئة قضايا الدولة تعبر تماماً ليس عن موقف الدولة ولكن عن حال بلادنا، كل شيء ضد نفسه - كرامر ضد كرامر- الحكومة ذاتها تتخذ قرارات وتسيء لنفسها بها ليس بتعارضها مع مصلحتها ولكن لغموضها ولاحتياجها لتفسير، كقرار رفع سعر السجائر وكقرار تغيير القيمة الضريبية على بعض الشرائح، القرارات مبهمة، والقوانين متعارضة وتظهر غير دستورية بعضها كقانون الانتخابات، فنظهر بمظهر سيئ، ويصبح منظرنا وحش أدام العالم بأفعال لأشخاص غير مسؤولة، غير مدركة لماهية ما يحدث لها ومنها، والضحية مصر، فهل نستفيق وندرك أن قرارات ومواقف متعارضة مع ذاتها لا تسيئ لهيئة قضايا الدولة فقط ولكن لسمعة مصر ولموقفها الإقليمي، هل ندرك أن مواقف غامضة من الحكومة بقرارات مبهمة يسيئ لموقفنا الاستثماري ونحن راغبين في جذب استثمارات عالمية؟ هل نتقي الله في مصر!!!؟.

المختصر المفيد كل مملكة تنقسم على ذاتها تخرب.