الأقباط متحدون - أزمة دير وادي الريان.. حد يزود؟؟!
أخر تحديث ٠٠:٠٨ | الجمعة ١٣ مارس ٢٠١٥ | ٤برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٠٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

أزمة دير وادي الريان.. حد يزود؟؟!

دير وادي الريان
دير وادي الريان

 نعيم يوسف

مشهد متكرر في الكثير من الأفلام العربية القديمة وهو مشهد المزاد، حيث يظهر الموظف المختص يحمل جرسا صغيرا ويقول: "الادورا.. الاتري.. حد يزود؟؟".. وبغض النظر عن هذه الكلمات غير المفهومة إلا أن هذا المشهد ينطبق تماما على أزمة دير الأنبا مكاريوس في منطقة وادي الريان.. ولكن دون الموظف وجرسه!! 
 
الأزمة باختصار هي أن الدولة تعتزم إنشاء طريق.. ولا تجد بديلا -يا حرام- إلا في وسط الدير الموجود أصلا في منطقة شبه صحراوية!! ومع ذلك لا يوجد طريق أخر سوى شق الدير!!
 
وزارة الأثار -والحمد لله- اكتشفت وجود أثار في المنطقة المزمع إنشاء الطريق بها بعد إثارة الرأي العام، ولكنها تداركت خطأها سريعا وقررت وضع هذه المنطقة ضمن المناطق الآثرية، بل ونسقت مع هيئة الطرق والكباري على تفادي هذه المناطق في إنشاء الطريق!
 
الكنيسة على ما يبدو أنها وقعت في حرج مع الدولة، فقررت اختيار علاقتها مع الدولة على حساب التضحية بالدير ورهبانه، واعلنت في بيان رسمي أن الدير ليس ديرا والرهبان ليسوا رهبانا وتبرأت من "الليلة كلها" بل واعلنت دعمها لكافة إجراءات الدولة!!
 
النشطاء ومنظمات المجتمع المدني وجدوها فرصة ذهبية للمزايدة على الكنيسة، والانتقام منها جراء قمعها لهم الفترة الماضية -أو على الأقل رضاها عنه والمساهمة فيه- بل إنها فرصة جيدة لسحب البساط من تحت قدميها شعبيا وسياسيا! وبدؤا في صراخهم وندبهم وعويلهم وتصريحاتهم المعتادة عن الدولة والكنيسة ومهاجمتهما!! 
 
رهبان الدير وجدوا أنفسهم فجأة مطالبين بتطبيق المبدأ الرهباني الطبيعي وهو عدم التمسك بالأشياء العالمية و"الموت عن العالم".. ولكن كيف ذلك؟؟ وإشمعنا هم؟؟ فمن المعروف أن الراهب بالفعل يترك العالم ولكن العالم هو من يأتي إليه في الرهبنة الحديثة بل وأصبح بعض الرهبان موجودين بصورة شبه مستمرة على مواقع "التواصل الاجتماعي" كما أن هواتفهم المحمولة مشغولة دائما!! فلماذا هؤلاء الرهبان هم من يطبقون المذهب الرهباني.. وعجبي!! 
 
كان يجب على الكنيسة أن تصدر بيانا تعلن فيه أنها توافق على تقديم جزءا من أراضي الدير لمشروع الدولة الذي يخدم الجميع وأنها كمؤسسة وطنية على استعداد لخدمة الوطن وأبناؤه مهما كانت التضحيات بدلا من أن تصدر بيانا تتبرأ فيه من الدير وسكانه وتترك مساحة لكل "من هب ودب" للدخول في مزاد على وطنيتها أو حفاظها على المقدسات.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter