مايعرفه الرجال وكل مؤسسي مجتمعنا الذكوري أن من أتت به للعالم أنثى ومن ارضعته وربته وجعلت منه رجل يشخط وينطر ويأمر فيطاع أنثى، ويتعمد كل منهم نسيان هذه الحقيقة بل ويلقوا بها في أقصى أعماق العقل الباطن في منطقة اللا رؤية واللاسمع حتى لاتظهر على الباب أوالخاطر لفمتوثانية أحمد زويل.
المجتمع يصر على ذكوريته لدرجة أن النحس والفقر كل منهما دكرا شديد الذكورة غزسا في المجتمع لدرجة الثمالة وبات اضطهاد الأثنى كاف للفخر بأنهما مذكر جدا.
ورغم أن الصراع بين "هو وهى" أزلي أبدي وكل طرف يعتقد أن علاقتها بالنصف الآخر تعطف وتفضل منه على الآخر، إلا أن المرأة فعليا في مجتمنا مظلومة تعاني الكثير في مجتمع حصر حركتها بين كونها أثنى للمتعة والإنجاب أو أنها من ضلع أعوج ناقصة عقل ودين وخبرة ولا تصلح إلا أن تكون تابعة للرجل وخادمته.
الزوج في شرقنا العظيم يقول عن المرأة انها الحكومة أو السلطة وبعضهم أطلق عليها داعش أعرف عددا من الأصدقاء سجلوا أرقام زوجاتهم على الموبايل باسم الحكومة وواحد منهم اختار لها السلام الوطني نغمة خاصة لها، ويربط كل منهم بين زوجته والخنقة والحصار ومنع الحرية المختزلة أصلا في عقله في السهر على القهوة بصبحة الأصدقاء ولعب الطاولة والدومينو وتدخين الشيشة وهى الأمور التي جدا بعد الزواج فيشعر أن المرأة قيد يحول بينه وبين حريته المزعومة.
والزوجة تتحول إلى أم ومديرة منزل ومربية ومدرسة وطباخة وخادمة وسكريترة وكل شىء والرجل مجرد "ATM" لتوريد المال فقط لايشارك في اي شىء المنزل أكثر من توريد المال – وان كان هناك أسرا كثيرة تعيلها نساء وبل وتشتري لرجلها السجائر وربما الكيف أيضا – أجيال متتالية تتوارث نفس الفكر الأم تشارك في هذه الكارثة تربي بناتها بنفس منطق العورة و"ضل الرجل أحسن من ضل الحيط" تحولها مع الوقت لنسخة مكررة منها تحمل نفس السلبيات ونفس الضعف والاستسلام والخنوع والخضوع، وتكمل الدائرة الخانقة حول نفسها وحول المجتمع بأكمله بتربية أولادها الذكور على انهم خلقوا لكي تقوم المرأة بخدمتهم وأن الكون في فلك الذكر ورضاه التام عن المرأة.
عزيزيتي حواء قد تكون العقود الأخيرة اتردت بالعقل الجمعي لمصر وأصبحت بعض الأمور مستعصية وأن الإصلاح يبدو للعين المجردة مستحيلا لكنك ياسيدتي ساهمتي بنسبة 50% في الوضع الحالي بكل كئابته وسواده الكالح والإصلاح لن يأتي إلا بمبادرة وربما ثورة من كل بنات حواء على كل الثوابت الخادعة ، رفض الواقع الحل الوحيد لكل مشاكل الوطن ، نصف الشعب يجب أن يبدأ بدفع الوطن للأمام ، كما خرج الشعب كله من رحم أنثى، الرقي والتقدم والنجاح يجب أن يخرج من رحم وعقل أنثى.
علمي أولادك أن التساوي بين الولد والبنت أمر طبيعي خلقه الله وأنه لايوجد أعمال مخصصة للنساء وأخرى للرجال علميهم أن الفارق الوحيد بين أي إنسان وآخر تحدده المهارة والكفاءة والقدرة على انجازه وان النجاح ليس ذكرا، وعلينا جميعا أن البشرية شهدت لقرون عديدة في مرحلة ماقبل الأديان أن كل الالهة كن من الإناث.