الوطن | الثلاثاء ١٠ مارس ٢٠١٥ -
٣٦:
٠٨ م +02:00 EET
سهر
في منزل متواضع داخل قرية أشمون في محافظة المنوفية، يخيِّم الحزن على أسرة متوسطة الحال، فمنذ ما يقرب من عامين، مرضت الطفلة سهر، حمى عادية، هكذا ظنَّ الأب، في بداية الأمر، إلا أن القصة كانت أكبر من مجرد حمى.
نظرات الحسرة تنبعث من عيون لم تجف دموعها منذ يوم الحادث، فبعد أن تخطى أحمد بازيد، العقد الثلاثين من عمره، رزقه الله، بطفلة كما كان يتمنى، منذ أن تزوَّج، وسماها سهر، لتأخذ من اسمها نصيبًا، وتسبب لأهلها سهرًا طويلًا، وقلة راحة، وذلك بعدما أصيبت منتصف عام 2012، بحمى شويكة، ثم أصبحت بعد ذلك ضمورًا في المخ، ليس له علاج.
بداية القصة كما يروي "بازيد"، لـ"الوطن"، عندما عاد من عمله، ليلًا، ليجد ابنته الوحيدة "سهر" أصابتها حالة من التشنج، فأسرع إلى أقرب مستشفى، ليُصاب بخيبة أمل عندما تخبره إدارة المستشفى.. "لازم تروح ببنتك شبين الكوم دلوقتي، هنا ملهاش علاج"، يهرول الأب وهو يحمل بنته في منتصف الليل، إلى مستشفى شبين الكوم، لتكون بداية لرحلة معاناته التي ربما تستمر لعدة سنوات.
دخلت بنته "سهر"، غرفة العمليات واستمرت فيها 55 يومًا كاملين، من أصل 63 يومًا أمضتها في المستشفى، ليتم تشخيص حالتها بعد ذلك، بأنها ضمور في المخ، وبعد خروج "سهر" من المستشفى بدأت رحلة البحث عن دكتور مخ وأعصاب في مصر، يستطيع أن يعالج ابنته، لكنه لم يدرك أن هذه الرحلة طويلة ومستمرة، لينتهي به الحال أمام وزارة الدفاع في القاهرة، والتي حولته بدورها إلى وزارة الصحة، وهناك التقى بالدكتورة هناء سرور، وكيل وزارة الصحة في المنوفية.
"معندناش علاج لبنتك".. هكذا تلقى "بازيد" الصدمة التي تمثَّلت في جملة قالتها وكيل وزارة الصحة، والتي أضافت له: "كل اللي نقدر نعمله لبنتك علاج طبيعي بس"، فعاد إلى بيته خائب الأمل، ينتظر من ربه قضاءه، ولطفه به، يحمل على كتفه ابنته التي لا تكف عن الصراخ، يستنجد بمن حوله، لم يصبه اليأس بعد، فهو ما زال يبحث عن طبيب يستطيع أن يعالج ابنته، ويردها إليه سالمة.
يعمل "بازيد" نقاشًا باليومية، وله من الأطفال اثنان، "سهر"، ذات الثلاثة أعوام، وطفل آخر، لم يتجاوز العام والنصف بعد، استنفذ كل المحاولات لإنقاذ بنته، فهرع إلى موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ليخاطب المواطنين والإعلام من خلاله، في فيديو مدته ثلاث دقائق، شاهده في أيام أكثر من نصف مليون مستخدم، ويضيف بازيد لـ"الوطن": "الإعلام والناس صعب عليها الكلاب اللي بتموت في الشوارع، ومحدش صعبان عليه بنتي اللي مش لاقيلها علاج، اعتبروها كلب زي ماكس اللي مات والإعلام اتقلب عليه".
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.