الأقباط متحدون - حرب التفجيرات.. مَنْ أعطى إشارة البدء؟
أخر تحديث ٠١:٤٣ | الثلاثاء ١٠ مارس ٢٠١٥ | ١برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٩٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

حرب التفجيرات.. مَنْ أعطى إشارة البدء؟

د. مصطفى النجار
د. مصطفى النجار

حالة جنون دموية شهدتها مصر خلال الساعات القليلة الماضية، حيث تصاعدت حدة التفجيرات والعبوات الناسفة التى يتم زرعها فى أماكن جديدة مكتظة بالمواطنين وتؤدى لإصابات وضحايا تفوق كل التفجيرات السابقة، من المحلة إلى الإسكندرية إلى القاهرة، تتوالى الانفجارات التى يبدو أنه يتم تركيزها بشكل مكثف لهدف ما.

أغلب الآراء تشير إلى محاولات إفشال المؤتمر الاقتصادى المزمع عقده منتصف الشهر الحالى، ومحاولة توصيل رسالة للعالم الخارجى بأنه لا يوجد أمان فى مصر يسمح بجذب استثمارات كبرى تنتشل مصر من عثرتها الاقتصادية، وقد يكون هذا صحيحاً بالفعل، لكن يجب أيضاً النظر للتزامن مع تغيير وزير الداخلية السابق وتعيين وزير جديد قد يكون ما يحدث محاولة لإحراجه وتحميله مسؤولية الإخفاق الأمنى رغم مرور عدة أيام فقط على تعيينه.

التفاعلات الإقليمية الأخيرة أيضاً لا يمكن إغفالها، فالأمور تتجه لبناء محور سُنى جديد على رأسه السعودية ومصر وتركيا لمواجهة خطر التمدد الإيرانى بالإقليم وإيقاف الزحف الداعشى الذى صار يهدد استقرار جميع دول المنطقة، وهذا يجعل أصابع الاتهام تشير إلى أكثر من جهة داخلية وخارجية لها مصلحة مباشرة فى استنزاف الجانب المصرى وإشغاله بالمعارك الداخلية ومقاومة محاولات صناعة الفوضى.

من السهل جداً اتهام الإخوان بأنهم وراء كل هذه التفجيرات، وقد يكون هذا هو الحل الأسهل لتحميل المسؤولية لطرف قد يكون ما يحدث من تفجيرات متطورة أكبر من قدراته بكثير، خاصة فى ظل المطاردة والحصار الأمنى لتنظيم الإخوان خلال الفترة الماضية، فبالتالى لا يمكن أن يتعرض التنظيم الإخوانى لكل هذه الضربات الموجعة، ثم يستطيع نقل المواجهة بينه وبين السلطة لهذا المربع الدامى الذى يحتاج لإمكانيات عالية وتقنيات فنية قد تكون وراءها جهات محترفة تعرف ما تفعل وتختار له السيناريو الأنسب.

المقولات المستمرة بأن السلطة هى من تقف وراء هذه التفجيرات لا يمكن قبولها هذه المرة، فالخاسر الأول من حالة الذعر الذى انتاب الشارع المصرى هو السلطة، التى يعنى استمرار هذه التفجيرات عجزها عن تحقيق الأمن وحماية الناس من خطر الإرهاب، لذلك لا يتصور عاقل أنها ستقتل نفسها بيديها.

نحن إزاء حالة سُعار إرهابى حقيقى لم يعد يميز بين خصومه، فقد استباح دماء الجميع، ومن اختار مناطق مثل شارع شكرى القوتلى بالمحلة وكارفور بالإسكندرية ليُحدث فيها تفجيراته، وهى مناطق شديدة الزحام، يعنى أنه أعلن الحرب على جميع المصريين أياً كان موقفهم من السلطة، هذا السُّعار يوجب تعاملاً مختلفاً لمواجهة هذا الخطر.

إزالة الاحتقان الداخلى وتجفيف منابع الإرهاب عبر إيقاف سياسات العقاب الجماعى وتحقيق العدالة التى يعطى غيابها المبرر للكثيرين ليقرروا الانتقام من الجميع، مع اليقظة التامة للدور الخارجى الذى قد يكون صهيونياً أو إقليمياً ممن يعملون لإفشال الحلف الجديد، لن نغرق فى أوهام نظرية المؤمراة، ولكن علينا الانتباه إلى أننا نواجه حرباً جديدة نوعية تأخذ طابعاً دموياً وعشوائياً لا يعلم أحد إلى أى مدى يمكن أن يتطور ولا يمكن مواجهتها بأبواق إعلامية لا تتحرى الدقة وتتسبب فى إفلات المجرم الحقيقى، رحم الله الشهداء ووحد المصريين على الحق والعدل والإنصاف، ولعنة الله على القتلة.

نقلا عن المصرى اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع