ركز معايا بقى يا حمادة، بماذا يوصيك أحباؤك والأسطى صاحب الدكان؟.. قالولك أن تراعى دائما قبل أن تنتقد لابد أن تمدح.. والسيد الوالد منبِه عليك ومحفظك إنك ما تزعلش حد منك، وحبيبك مش عايزك تتكلم فى السياسة، طب نعمل إيه؟!.. إذن نبدأ بالمديح ونتحدث عن هذا التغيير الوزارى السريع المتأخر جدا.. كان مثل الضربة الجوية التى شندلت داعش.. أحب أنا الحمشنة يا حمادة وأحب جدا الواد اللعيب..
تغيير سريع بدون هيصة ولا تكهنات وهكذا كان يجب أن تسير الأمور من البداية.. أخيرا رحل وزير الداخلية بعد أن بوسنا إيديهم ورجليهم على مدى عام كى يرحل، ولا يضير أحد تعيينه نائبا لرئيس الوزراء فنحن كنا نبغى عزله ولا نبحث عن إهانته.. أعجبنى جدا استحداث وزارة للتعليم الفنى، لكن إذا كانت ستعمل بنفس الفكر الروتينى المتجمد السائد فى وزارة التربية والتعليم فوالنبى المشرحة مش ناقصة قتلة.. لابد أن نستفيد من انفتاحنا على روسيا والصين واليابان لنستنسخ من تجاربهم فى المدارس والمعاهد الفنية والتكنولوجية.. هل يكفى المديح لهذا الحد يا حمادة؟.. بيتهيألى وحشتك الشتيمة، أليس كذلك؟.. طب خذ جنب بقى واستخبى ورا أى حاجة.. عندما سمعت بالتعديل الوزارى ظننت أن أسوأ ما فيه هو الطريقة التى تم بها عزل بعض الوزراء الذين كانوا خارج البلاد وتم استدعاؤهم منها.. مشاورات التغيير حسبما علمنا كانت تجرى على مدى أسبوعين قبل الإعلان عنه فلماذا إذن رئيس الوزراء سمح لهؤلاء الوزراء بالسفر؟.. لقد ظللنا نتحايل عليكم على مدى عام أن تقيلوا وزير الداخلية وعلى مدى أربعة أشهر أن تقيلوا وزير السياحة وإنتم مطنشين، فهل اتزنقنا فى عزلهم وهم فى مهام خارج البلد؟.. ما هذا التغيير الذى عليه بيضة؟!.. ما ينفعش نتطلق وإحنا أصدقاء؟..
لازم نهينهم ونكسر نفسهم ونصغر أنفسنا أمام الأجانب؟!.. كنت أظن أن خطايا التعديل الوزارى اقتصرت على هذا فقط حتى فوجئت بهوية وزير الثقافة الجديد!.. قولى ولا تخبيش يا زين ما هو القصد من الإتيان بوزير سلفى ليتولى وزارة الثقافة؟.. واضح أننا أمام حكومة مش عايزة وش ووجع دماغ لو أتت بوزير متحضر.. يا أهلا وسهلا بحكومة المقاتلين!!.. وهل هى مصادفة أن يتم هذا الاختيار فى نفس التوقيت الذى يتم فيه التصريح بالعودة للمنابر لأقطاب السلفيين الذين عانينا من فتاواهم الشاذة؟!.. لا مؤاخذة فى السؤال يا حكومة، إنتوا واخدين البلد على فين؟!.. ما الذى يحدث بالضبط؟.. الصفقة واضحة لكل كفيف بيقول عشانا عليك يا رب!.. فى غمرة ما نرى الأستاذ إبراهيم عيسى يناضل بمفرده على مدى عدة أشهر من أجل تطهير الأزهر من الإخوان نفاجأ بمسؤولين رفيعين يطعنونه فى ظهره بإعلانهم فى محافل شتى رفضهم لأى هجوم على الأزهر!!..
أضف إلى ذلك هذا الطناش الفج عن تفعيل الدستور فى منع الأحزاب الدينية من ممارسة السياسة حتى أصبح حزب النور السلفى المتطرف صاحب أكبر عدد من المرشحين للبرلمان!.. إيه اللى بيحصل فيكى يا بلد؟!.. أعلم أن الدكتور عصفور كان يدلى بتصريحات مستفزة، وأنه لم يكن حكيما فى الإلقاء بليبراليته فى وجوهنا مثل المولوتوف بشكل جعلها أقرب للتطرف الليبرالى الذى أرفضه تماما مثلما أرفض التطرف الدينى، لكن أن يتم استبداله بوزير أزهرى فهذا أمر يثير قلقى وخوفى من تلك الحكومة التى يتأكد لى يوما بعد يوم أن هواها سلفى!..
إنتوا واخدين البلد على فين؟.. كيف نسينا أن السلفيين أعلنوا أن الغرض من مشاركتهم فى لجنة الدستور هو الحفاظ على الهوية الدينية؟.. كيف نسينا صراعهم من أجل الإبقاء على المادة الثانية فى الدستور؟.. لقد كنت أتعجب وأنا أراهم مبكرا جدا يتحدثون عن مشاركتهم فى البرلمان القادم وكنت أظن ويبدو أن ظنى هذا كان إثما، كنت أظن أن النظام سيقول كلمته فى النهاية وسيضع حدا لهذا التهريج فى الوقت المناسب، لكن ما أراه الآن أن هناك اتفاقيات وصفقات ومؤامرة كبيرة على الشعب تمارسها الحكومة مع السلفيين.. فكيف نتوقع أن تصبح مصر أم الدنيا وإنتوا عايزينها بذقن ونقاب؟!
نقلا عن المصرى اليوم