بقلم رامى جلال | الأحد ٨ مارس ٢٠١٥ -
١٨:
١٢ م +02:00 EET
بعد الصيام الطويل عن إعلان حركة المحافظين، انتظرناً أن نفطر على خروف (بالمعنى الشهى وليس بالمدلول الإخوانى) ولكننا فطرنا على بصلة محافظين نحاول الدخول بينها وبين قشرتها متحملين العواقب.
محافظ الإسكندرية يجرى ويرفع الأثقال على الكورنيش بمحيط حديقة بيرم التونسى، وهذا جعلنا نعرف مستوى لياقته البدنية، نحتاج فقط للاطمئنان لحالة لياقته الذهنية. والواقع أن «بيرم التونسى» صاحب الحديقة هو أيضاً صاحب المقال الشهير «لعنة الله على المحافظ».
وبشكل شخصى لا أجد معنى لمعارضة وزير أو التحدث عن محافظ، أفهم فقط أن أتوجه لرئيس الدولة لأنه هو المسؤول وراسم السياسة. وأسجل الآن ست نقاط عن قصة المحافظ:
١- المحافظ هو رئيس جمهورية الإقليم، فكيف يكون مزدوج الجنسية؟ فإن كان القانون مجنوناً فالمنفذ عاقل. بالمناسبة قسم الحصول على الجنسية الأمريكية يُقال فيه: «أقسم أننى أنبذ وأتخلى عن الولاء لكل أمير أو ملك أو دولة أو السيادة التى تأتى منها المواطنة».
٢- ما صحة أن المحافظ أقال رئيسة جهاز حماية أملاك الدولة بسبب رفضها التوقيع بالموافقة على منح قطعة أرض، بجانب مبنى المخابرات لصالح القنصلية الأمريكية؟ (اللواء طارق المهدى رفض تخصيصها منذ فترة). وهل صحيح أن الرئيسة الجديدة للجهاز كانت موقوفة عن العمل لثلاث سنوات. (لأنها من موقعها السابق لم تأخذ شكاوى الأهالى محمل الجد قبل انهيار عقار الموت بمنطقة لوران منذ سنوات «راح ضحيته ٣٦ إنسانا»).
٣- أولويات المحافظ مقلوبة، وإن كان يُقلد الرئيس بالنشاط الرياضى، فالرسالة الأمنية التى أراد السيسى بثها فى بداية عهده على المستوى القومى ليست من متطلبات محافظة الإسكندرية الآن، ومن لا يعى ذلك هو عاجز عن قراءة المشهد، تماماً مثلما فعل الإخوانى «حسن البرنس»، نائب المحافظ الأسبق، حين ركب الدراجة مع أتباعه وطاف الإسكندرية.
٤- المحافظ قال إن من أمثلته العليا كمحافظ: السيد «عبد السلام المحجوب» (الذى كان محافظاً لكورنيش الإسكندرية فقط، وأطلق يد الجميع فى تعليات المبانى التى انهارت على الناس، وحصل على زخم إعلامى يساوى عشرة أضعاف إنجازاته، بدليل أنه ترشح بعد ذلك على قوائم الحزب الوطنى بالإسكندرية فى آخر انتخابات لهم، واحتاج لتزوير فاضح لينجح). وأيضاً السيد عادل لبيب (الذى لا نعرف له إنجازاً غير تكسير الإسكندرية كلها مرة واحدة وكنا نتندر دوماً عليه بأنه يبحث عن كنز ما فى باطنها!).
٥- هل يسمع المحافظ، أو ينوى أن يسمع، عن مناطق سكندرية مثل أبيس والزوايدة ونادى الصيد وحمام الورشة وكوبرى الناموس وجبل ناعسة والعامرية وغيرها؟ وهل يستطيع أن يقوم ليوم واحد بدور مواطن بسيط يعيش فى شارع الحنفية بالعجمى.
٦- حين تنشر زوجة المحافظ صورتها وهى جالسة على «حجره» رداً على من أُعجبن بوسامة زوجها، فكان لابد للقيادة السياسية بتر الأمر من هنا لأن به عدم انضباط واضح. وحين تطور الأمر لحضورها اجتماعات رسمية متعددة (وهذا قُتل بحثاً)، جاء رد سيادة المحافظ على الأمر بتليفزيون الإسكندرية ليدل أن تعيينه هو ضياع وقت فى عمر الوطن.
نقلان عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع