الأقباط متحدون - حكايات إعلامية خايبة !!!
أخر تحديث ٠٠:٤٣ | الأحد ٨ مارس ٢٠١٥ | ٢٩أمشير ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٩٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

حكايات إعلامية خايبة !!!

مدحت بشاي
medhatbe@gmail.com

تعودت أن أعرض على صفحتي الفسبوكية بعض الآراء لأهل الفكر والقلم التي أرى أنها كاشفة إلى حد ما واقع التناقضات التي نحياها ونحيا بها ، والغريب أن معظمنا لا يستشعر حرجاً عند تبني الفكر ونقيضه ( مع أنهما دونت ميكس على رأي المعزول ) مردداً " لكل حدث مقال " ..وأعرض الرأي دون تقديم أو تعقيب حتى لا أصادر على الأصدقاء حقهم في التعبير بحرية .. وكان من تلك الآراء ما كتبته " نوال السعداوي " حول الرجل وحقوق المرأة .. قالت : يتشدقون بالدفاع عن النساء المقهورات ، يكتبون عن حق المرأة ، يتنافسون على إقامة علاقات مع المرأة الحرة المستقلة .. بشرط  ألا تكون زوجة لأحدهم..

وما هالني ـ  رغم حدوث تكراره ـ أنه لم يكن هناك تعليق واحد يناقش مقولة الكاتبة بالذم أو المدح إنما هي مجموعة تعليقات على طريقة أهل التشدد والتكفير عند محاورتهم ، لا يعملون العقل ، ولديهم الأحكام المسبقة الدائمة الغير قابلة للتغيير أو التطوير  على مخالفيهم للرأي ..

ولعل ما حدث مع المرشحة للبرلمان القادم " سما المصري " من هجوم مماثل وصل إلى حد إطلاق عبارات وصفات يحاسب على إشاعتها على الهواء قانون أي بلد تدعي سلطاتها أنها ساعية إلى إقامة حياة ديمقراطية سليمة عبر توفير مناخ حرية التعبير .. ووصل الأمر إلى حد هجوم مذيع على إحدى القنوات الخاصة على زميله وائل الإبراشي عقب الحلقة التي استضاف فيها الفنانة ، ولم يخجل أو يراجع نفسه ولو للحظة وهو الذي استضاف على طاولته الشهيرة زعامات سلفية وإخوانية بالغة التشدد ورموز " مصر القوية "

ولا يخجل كونه المذيع الوحيد الذي استضاف " طارق الزمر " المتورط العتيد في جرائم قتل وتحريض بشكل ثابت في العديد من الحلقات وللأسف الشديد ورط معه رموز ناصرية وفكرية وحزبية رائعة لمشاركتهم في تلك الحلقات .. وحتى بعد أحداث رابعة العدوية ونحن نتابع سلسلة الكوارث والأفعال الإجرامية التي قام بها الإخوان ، يستضيف المذيع الغريب صحفي إخواني جاء ليعلن من برنامجه رفضه لثورة 30 يونيو والتي أسماها بالانقلاب العسكري مردداً مظلوميات الإخوان الكاذبة ومتجاهلاً كل مذابحهم

ولكن هذه المرة يفطن للكارثة ضيفه السياسي الحزبي الوطني " باسل عادل " إلى مدى بشاعة الهدف من الحلقة ، وينسحب الرجل بكل أدب وتواضع وأخلاق نبيلة بعد كشف وتعرية الهدف من الحلقة وبشاعة الضيف ، وقام  مغادراً طاولة كثيراً ما فاح على سطحها رائحة الدم العالقة بأصابع ضيوف البرنامج من القتلة والسفاحين .. ويا مذيع الحلقات الكوارث في تاريخ الإعلام الناطق بالمصرية للأسف والأكثر بشاعة مما تقدمه قناة " الجزيرة " ، ألا ترى الخشبة التي في عينك قبل أن تتحدث عن القشة التي في عين غيرك دون وعي ؟!

وفي إطار الهجوم على الست " سما " ــ التي قد نختلف على دورها وشخصها ــ يقول صحفي مخضرم بعنوان " برلمان سما " تصوروا معي يا سادة حال البرلمان إذا المدعوة " سما المصري " نجحت وشوفوا الجلسات ها تولع إزاي .. أخشى ما أخشاه أن ينسى بعض النواب أنفسهم ويقوموا ينقطوا الست الرقاصة .. الحقيقة مثل هذه السخرية الرذيلة رد عليها متصل بأحد البرامج بسخرية من نوع آخر فقال " أنا عن نفسي ها انتخب سما المصري دي يا جماعة ها تعالج مشكلة غياب النواب ، والأهم نوم بعضهم وصوت شخيرهم أو صوت قزقزة لب اللي صاحيين ، والكل ها ييجي لابس اللي على الحبل و أكيد حجز المقاعد ها يبقى بأسبقية الحضور ... " ..قد أكون من بين من لم يرشحوا "سما المصري" ولكنني مع الدفاع عن حقها وفقاً للدستور وحقوق المواطنة

والحقيقة يا سادة أنه بيننا وبين صناعة المواطن الحر الديمقراطي الصالح للتمثيل الحقيقي للشعب المصري مسافات قد تُقاس بالسنين الضوئية ، رغم ـ للأسف ـ قدم وجود الحياة النيابية ، أذكر البعض فقط بأعضاء ذلك المجلس الذي صفق وقوفاً للرئيس السادات عند إعلانه قرار إبعاد قداسة البابا عن موقعه متجاوزاً عقائد الآخر وكل حدود اللياقة وإصدار أحكام بدون تحقيق وفي تجاهل قميئ لمشاعر كل المصريين اللي التفوا حول وطنية البابا ، ثم هو هو البرلمان يصفق بحرارة للرئيس مبارك عندما قرر عودة قداسته إلى كرسيه في البطريركية بعد 4 سنين من حكم مبارك تاركاً إياه بدون أي مبرر في استمرار قيد حريته ، ورغم استقباله لكل من حبسهم السادات بمجرد دخوله قصر الرئاسة لأول مرة حاكماً لمصر مقرراً الإفراج عنهم !!

عيب قوي اللي بيحصل يا حبايب البرلمان ، وأين كنتم عند وضع الدستور وإقصاء الفلاحين والعمال لماذا لم تضيفوا الرقاصات ؟! فعلاً هم يبكي وهم يضحك .. وعندما يسأل " القرموطي " عضو اتحاد الكرة عن مأساة صفقة المدرب الأجنبي الجديد لا يجد رداً سوى " خلينا في أولويات المرحلة احنا قدام برلمان جاي ومعاه كوارث ، احنا بنقبل ترشيح رقاصات يا أستاذ قرموطي " !!

أكرر تحياتي وتقديري للإعلامي المهندس " باسل عادل " الذي لقن ذلك المذيع درساً في الإعلام ، وشكراً للقناة التي اختارته مقدماً لبرنامج هام فهو يمتلك خبرة السياسي الممارس ، وصاحب تجربة دخول دواوين العمل الحكومي في منصب مرموق ، وهو الحزبي الشريف الذي غادر حزبه وهو نجمه المبرز عندما وجد أن هناك ما يعرقل أحلامه في العمل السياسي ..ويا بعض دعاة الفضيلة ، الفضيلة بالفعل تنتحب من أقوالكم وأفعالكم وانفلاتاتكم ونفاقكم .. دقيقة سكوت لله !!
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter