كتب: ميخائيل حليم
المواصلات فى "مصر"، مشكلة يشعر بها كل مواطن مصري فى ذهابه وإيابه، يتحدث عنها الجميع، وبشكل مستمر، ولكن دون جدوى، والحال كما هو ...
فحالة الزحام الشديدة التى بلغتها المواصلات، قد دفعتنى للتواصل مع المواطنين الذين تستلزم طبيعة عملهم، أو امكاناتهم المادية استخدام هذا النوع من المواصلات. وغالبًا ما تكون بشكل يومي، وحقيقةً قد أفزعتنى ردود الأفعال المتباينة للناس، وسردهم للمواقف التى تبدو مضحكة، ولكنها ليست الإ الهم الذى يضحك.
وقد وجدت نفسى أمام حالة عامة من اليأس والإستسلام، ليس فقط تجاه هذه الظاهرة المريبة، بل تمتد إلى شتى مناحى الحياة، وكأن هذه المشكلة لا تمثل الإ رقعة فى ثوب قديم مهلهل لا يمكن اصلاحه، وقد فرض علينا ارتداؤة إلى أن يشاء الله بأخر بديله.
تعرضت لحادث سرقة وخشيت أن أتكلم
حدثنى "وسيم سامى"- مدرس لغة فرنسية-( 34 سنة) قائلاً: قد تعرضت لحادث سرقة فى أحد الأتوبيسات المزدحمة، وقد وجدت شخصًا خلفى، ويدفعنى بقوة بكل جسمه ليشغلنى ويأخذ محفظتى، ولكن لحسن الحظ، قد أحسست به ويده على المحفظة، واكتفيت بوضع يدى أنا أيضًا على المحفظة حتى يتركنى ويرحل. ولم أتكلم خشيةً من أن يؤذينى، وبالفعل تركنى، ولكنه سرق شخص آخر، ثم نزل.
لازم سيارة ملاكى علشان متبهدلش
الآنسة (ج.م)- 26 سنة- تعمل سكرتيرة، تقول: إن أكبر مشكلة تقابلها فى شغلها هى المواصلات، وإنها "بتتبهدل" تتعرض لمضايقات بشتى الأنواع، التى لا تستطيع أن تحكى تفاصيلها- بخلاف الألفاظ التى تخدش الحياء التى يتلفظ بها بعض الركاب أثناء "الخناق"؛ فنتيجة الزحام الشديد "مفيش حد بيبقى مستحمل حد"، بالإضافة إلى التحرشات التى تتعرض لها السيدات والفتيات. مضيفةً "مبيبقاش فى مكان الواحد يحط رجليه، حتى المترو بقى زحمة، أنا شايفة الحل الوحيد إنى أحوش وأشترى سيارة علشان أخلص من البهدلة دى"
وقعت أنا وزوجتى وابنى واحنا بنركب الأتوبيس
ومن ناحيته قال: "مكرم هابيل"- مدرس رياضيات- ( 38 سنة) وهو يحكى متأثرًا: إنه وقع على الأرض هو وزوجته وابنه وهم يركبون الأتوبيس، بعدما ما وضعوا أرجلنا على أعتاب السلم الخلفى، وإنه بسبب شدة الزحام ودفع الركاب لم يتمكنوا من الإستقرار بالأتوبيس جيدًا مما أسفر عن وقوعهم جميعًا أرضًا، وإنهم قد تعرضوا لبعض الإصابات التى قد أخذت وقتًا لعلاجها، و"الحمد لله إنها جت على قد كده"
عدد السكان بيزيد...والزحمة فى كل مكان
ويرى "محمود جابر"- موظف- (50 سنة) أن الدولة غير قادرة على حل المشاكل الناتجة عن الزيادة السكانية، وإنها كثيرًا ما حذرت من نتائج هذه الزيادة، وضعت برامج تنظيم الأسرة، وإنه يكفى ان يكون لكل أسرة طفل أو اثنين.
مش عايزين يحلوا المشكلة
وقال قال (م0ع)- مهنس- (30 سنة: إنهم يستطيعون حل هذه المشكلة بسهولة، عن طريق حسن التنظيم، وقدرة الإدارة على اسثمار الوقت، وتكثيف عدد المركبات وقت الذروة حسب التقديرات الإحصائية، وإن استلزم الأمر تقوم بشراء عدد إضافى من تلك المركبات، وتستغنى عن جزء من أرباح هذه الشركات، مؤكدًا: "هما مش عايزين يحلوا أى مشكلة علشان منطالبش بحل مشاكل غيرها، وكل ما تكون الناس تعبانه ومشغولة ده أحسن ليهم!!"
والسؤال الآن إلى متى سوف يستمر هذا الزحام؟
الجميع يشعر بالمشكلة، والمشكلة تزداد من حولنا، فما الحل؟ |