خاص – الأقباط متحدون
"محمد علي باشا المسعود بن إبراهيم آغا القوللي"، أو كما يطلق عليه المصريون الذين عاشوا في عصره "عزيز مصر"، وهو أحد الألقاب الكثيرة التي حملها "باني مصر الحديثة"، صاحب الأصول "الألبانية"، الذي أحب مصر وبناها ويرجع له الفضل في بناء "مصر الحديثة".
وصل محمد علي إلى مصر على رأس قوة ألبانية لتساعد الإنجليز الذين هزموا في موقعة "أبي قير البحرية" أمام المستعمر الفرنسي، إلا أن الإنجليز والفرنسيين رحلوا وبقى محمد علي.
أصدر القائد الألباني أوامره إلى جنوده بعدم سرقة المصريين والإشتراك مع المماليك والعثمانيين في ذلك، بل وصل الأمر إلى اشتراك جنوده في الثورة على أحد الولاة وهو "خسرو باشا" الذين عينهم السلطان العثماني على مصر، وذلك بعد أن سادت الفوضى في مصر عقب رحيل الاحتلال الفرنسي حيث تعاقب على مصر عدة ولاه كان أخرهم "البرديسي" الذي تنازل له محمد علي على بعض الامتيازات، وكان يعلم جيدا أن المصريين لن يطيقوه.
وبالفعل لم يمر سوى عام واحد، حتى ارتفعت الأسعار، ونهبت القوافل من قبل البدو وسادت الفوضي وازداد الجوع والفقر والظلم، وأصبح البقاء للأقوى، وحانت لحظة الخلاص من البرديسي، وقام محمد على بنشر جنوده الألبان في الشوارع، لمنع المماليك من نهب المصريين وترويعهم، ويفقد البرديسي السيطرة على زمام الأمور فيفر هاربًا إلى الصحراء، وأصبح محمد على في المقدمة بحب الشعب المصري.
تسلم محمد علي الدولة المصرية، منقسمة إلى جزئين أولهما المماليك الذين انفردوا بالشعب وفرضوتا سطوتهم عليه، والثاني الوالي العثماني الذي يعرف حجمه جيدًا، فكان لا بد له أن يترك مساحة للمماليك ويتغاضى عن تجاوزاتهم حتى يستمر في الحكم، بينما دفع الشعب الثمن، بالإضافة إلى حالة الفوضى والفقر والجهل التي تفشت في المجتمع.
استطاع أن يعتلي عرش مصر عام 1805 بعد أن بايعه أعيان البلاد ليكون واليًا عليها، بعد أن ثار الشعب على سلفه خورشيد باشا، وخاض حربا داخلية ضد المماليك الذين اصطادهم في "مذبحة القلعة" والإنجليز إلى أن خضعت له مصر بالكليّة، ثم خاض حروبًا خارجية في جزيرة العرب ضد الوهابيين وضد الثوار اليونانيين الثائرين على الحكم العثماني في المورة، كما وسع دولته جنوبًا بضمه للسودان. وبعد ذلك تحول لمهاجمة الدولة العثمانية
حيث حارب جيوشها في الشام والأناضول، وكاد يسقط الدولة العثمانية، لولا تعارض ذلك مع مصالح الدول الغربية التي أوقفت محمد علي وأرغمته على التنازل عن معظم الأراضي التي ضمها، وذلك بعد أن تمكن من النهوض بمصر عسكريًا وتعليميًا وصناعيًا وزراعيًا وتجاريًا، مما جعل من مصر دولة ذات ثقل في تلك الفترة.