أكدت مصادر أمنية مسئولة أن قوات الجيش والشرطة وضعت خطة مشددة ورفعت حالة الطوارئ القصوى من أجل تأمين المؤتمر الاقتصادى، المقرر عقده فى الفترة من 13 إلى 15 مارس الحالى، بأكثر من 50 ألف ضابط ومجند من الجيشين الثانى والثالث الميدانيين، وقوات العمليات الخاصة والصاعقة والحرس الجمهورى، علاوة على قوات الأمن المركزى، حيث سيجرى نشر مدرعات وآليات ثقيلة على الطرق والمحاور الرئيسية ومداخل ومخارج مدينة شرم الشيخ، من أجل التأكد من تحقيق التأمين الكامل للوفود المشاركة، ومواجهة أى محاولات من شأنها إفساد هذا الحدث.
وأشارت المصادر إلى أن قوات الحرس الجمهورى ستتسلم المواقع المنعقد فيها المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ قبل انعقاده بيومين كاملين، للتأكد من صلاحية إجراءات التأمين ومخارج الطوارئ وإمكانية تطبيق الخطط البديلة، ووضع الموانع الفنية والهندسية المناسبة فى محيط الفندق المقام به المؤتمر، وكيفية التحرك والسيطرة على الموقف الأمنى حال حدوث أى مواقف طارئة، وتوفير فنادق ومقرات إقامة بديلة، فى إطار السيناريوهات الخاصة بتوفير أعلى درجات التأمين والحماية للمؤتمر الاقتصادى. وقالت المصادر، لـ«الوطن»، إنه سيتم نشر أجهزة حديثة للكشف عن المفرقعات والألغام والمواد الخطرة فى محيط مقرات إقامة الوفود المشاركة من عشرات الدول فى المؤتمر الاقتصادى، وكذلك سيارات الإعاقة لمنع عمليات التفجير عن بعد والتشويش على محاولات استهداف مواكب الوفود المشاركة، وتكثيف عناصر التأمين على المجموعات المشاركة من الدولة الأجنبية.
وأكدت أنه سيكون هناك تنسيق دائم ومتكامل بين مختلف أجهزة التحرى وجمع المعلومات والاستخبارات، للوقوف على مدى الجاهزية والاستعداد للمؤتمر الاقتصادى العالمى، الذى تنظمه مصر، وكذلك العمل على تأمين خطوط ساخنة، لتلقى البلاغات المباشرة والاتصال مع مختلف وحدات التأمين داخل الأجهزة الأمنية، لمتابعة الموقف الأمنى بشكل مباشر. وأضافت أنه سيتم تخصيص غرف عمليات لوحدات الجيش والشرطة فى مناطق سيناء ومدن القناة، لمتابعة الحالة الأمنية أولاً بأول، علاوة على الدفع بدوريات من الشرطة العسكرية ونشر عشرات الأكمنة الثابتة والمتحركة فى كل المناطق والطرق المؤدية لشرم الشيخ، إضافة إلى الدفع بطلعات جوية مستمرة من أجل رصد أى تحركات غير عادية، وتمركز العديد من القوات فى محيط مناطق إقامة الوفود علاوة على المناطق السياحية وغيرها، كما ستقوم قوات العمليات الخاصة والصاعقة بتولى مسئولية تأمين مطار شرم الشيخ الدولى.
من جهته، قال اللواء حمدى بخيت، الخبير الاستراتيجى ومستشار رئيس أكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن الجيش سيتولى تأمين المؤتمر الاقتصادى فى شرم الشيخ، وسيشدد من إجراءات تأمين جميع أنحاء الجمهورية فى الوقت نفسه، مؤكداً أن تهديدات الإخوان العالمية لن تؤثر على المؤتمر، لأن القوات المسلحة قوية والأجهزة الأمنية قرأت حجم التهديدات ونوعيتها ومصادرها مسبقاً، وهذا ما يسهل عملية التأمين والسيطرة على المشهد، وسينجح الجيش بكل تأكيد فى تأمين المؤتمر مثلما نجح فى تأمين عدة استحقاقات من قبل. فيما قال اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بجهاز المخابرات الحربية، إن المؤتمر الاقتصادى سيكون مؤمّناً تماماً، موضحاً أنه بالنظر إلى شبه جزيرة سيناء يتبين أن منطقة الإرهاب فى شمال سيناء على المحور الساحلى، جنوب رفح والشيخ زيد والعريش، وهذه المسافة تبتعد عن شرم الشيخ بأكثر من 500 كيلومتر.