مينا ملاك عازر
رغم أن العالم كله انتقل من عصر استخدام اليد في المهن والحرف إلى عصر الميكنة، فيما عُرِف بعصر الثورة الصناعية، يعني انتهى عصر الترزية مثلاً وبات الموضوع يتم بمصانع كبرى

ولكن في مصر نحتاج أن نعود لأيام الترزية، حيث كان القانون من ده يطلع متفصل على أحسن بروفة من غير غلطة على مقاس صاحبه، هؤلاء الترزية رغم أنهم أساءوا للحياة السياسية والحزبية والقانونية والدستورية في بلادنا لكن كان لهم فوائد هامة، لم تتعطل الأمور كثيراً في المحاكم، لم تبطل الكثير من قوانينهم على أيدي المحكمة الدستورية مع أنهم لم يكونوا هم واضعي الدستور، ولم يكن موضوع في عصرهم، لكن كانوا بيأيفوا القانون صح على أد الدستور وعلى أد المطلوب.

لكن بتوع الأيام دي، من يعملون بالمكنة، تلاقي الدستور معمول طاظة وفي عصرهم، ولكنهم يعملون القانون مبهوء، وترجعه المحكمة الدستورية وتبهدله ويبقى موقفهم بايخ تماماً، وحالتهم عيضة، منظرهم يكسف، وكأنهم مجموعة من الهواة، ترزية زمان رغم أنهم كانوا سيئين ومسيئين لكل شيء، إلا أنه لا خلاف على موهبتهم، وجدوا من يستغلهم، وقبلوا هم باستغلالهم، لعل ذلك حباً في السلطة أو لأنه لم يكونوا قادرين على أن يقولوا لا، أو انتفعوا، لكننا إن أعطيناهم الفرصة اليوم ولمصلحة البلد لعلهم يقدمون لنا ما يكفروا به عن جرائمهم السالفة في حق الوطن.

ترزية زمان، كانوا بيشتغلوا صح، لإن أهم من الشغل تظبيط الشغل، أما الآن مع انعدام الكفاءة فنشاهد قوانين كثيرة مرفوضة من المحكمة الدستورية قوانين عار على أي أحد أن يكتبها، والكارثة أن من كتبوا الجريمة تعاد لهم ليعدلوها، وكأننا نصرخ بأعلى صوت ونبصم بالعشرة إننا ما عندناش حد على مستوى وكفؤ في كتابة القوانين، مصر نضبت وشهاب واقف لهم بيطلع لسانه.

الدكتور مفيد شهاب الدين الذي كان واحداً ممن أعادو طابا لنا، واستغله مبارك كوزير للشئون القانونية، ووزير للشئون البرلمانية وإلخ ومن على شاكلته، لماذا لا نستفيد به لمصلحة الوطن، نتركه يستعيد أمجاده القانونية أيام استعادة طابا

ويكفر عن سيئات لا يوجد قانون يعاقبه عليها، فلنعاقبه أن يعمل بالمجان لمصر، ولصالح مصر، ويسن قوانين في مصلحة البلد، ما دام بالسلطة لا مصلحة له في أي شيء إلا رفعة البلاد، فلا فرصة لاستغلال مفيد شهاب مرة أخرى بصورة سيئة، فلنعاقبه بعقاب الفرنج بأن يقوم بخدمة عامة للوطن هو  ومن كانوا معه، ويسنوا قوانين على مستوى تخرج بنا من أزمتنا تلك.

فلنتحالف مع الشيطان كما تحالف تشرشل لإنقاذ بلاده والعالم من خطر النازية، والدكتور شهاب ليس شيطاناً ولكنه عفريت قوانين، يعجبك ترزي بيشتغل بإيده ودماغه، مش بتوع الأيام دي، كروت وكلفت وعليه العوض في البلد.
المختصر المفيد مصر فوق الجميع، وتحتاج الجميع ما دام غير فاسد ومنه فايدة.