الأقباط متحدون - لعبة البشري مع السعودية!
أخر تحديث ٠٧:٠٨ | الاثنين ٢ مارس ٢٠١٥ | ٢٣أمشير ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٨٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

لعبة البشري مع السعودية!

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

عبد القادر شهيب
الأهم من مبادرة الصلح الجديدة مع الإخوان التي خرج بها علينا مؤخرا المستشار طارق البشري، هو موقف قادة الإخوان منها.. فحتى الآن ورغم مرور بضعة أيام على إعلان البشري مبادرته، التزم الإخوان الصمت ولم يصدر عنها ما يفيد بموافقتهم أو رفضهم لهذه المبادرة أو حتى تحفظهم عليها!

وبالطبع لا يصح هنا الاكتفاء بإعمال القاعدة المعروفة التي تقول السكوت علامة الرضا، كما لا يصح أيضا القول إن الجماعة تتفادى الإحراج إذا ما تحدثت وأيدت موقفا تجاه هذه المبادرة.

لكن الصحيح الذي يمكن استنتاجه هنا هو أن الجماعة تستفيد أكثر بسكوتها هذا وعدم تعليقها على مبادرة المستشار البشري الذي تحتفظ له بقدر من التقدير دفعها - من باب المجاملة - أن تعرض عليه ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة في مصر عام ٢٠١٢، حينما كانت الجماعة تتحدث وقتها عن مرشح توافقي لتخفي به نيتها التقدم بمرشح لها كما فعلت بعدها.

فالجماعة تريد أن تثير شكوك الرأي العام في مستقبل العلاقة بين مصر والسعودية، ولعل ذلك تحديدا هو أحد الأهداف الأساسية لمبادرة البشري إن لم يكن هدفها الوحيد.. فهذه المبادرة تختلف عما سبقها من مبادرات تقدم بها آخرون كان أبرزهم د. كمال أبو المجد، في أنها تطلب من السعودية أن تقوم بدور الوساطة بين الدولة في مصر والإخوان؛ لإتمام مصالحة تفتح للإخوان العودة لممارسة دور في الساحة السياسية المصرية بالطبع بعد إخراج قياداتهم من السجون.. أي أن البشري يبقي من خلال مبادرته أن يحول السعودية عن دور الداعم والمساند لمصر مضاد للإخوان إلى تجرد دور الوسيط لها مع الإخوان!.. وشتان بالبعض ما بين الدورين!

وهنا تحديدا ما طرحه القطريون قبل المستشار البشري على السعودية، وما حاولت بعض الصحف الغربية أن تلمح إليه بنشر أخبار حول التقاء الملك سلمان بعدد من الشخصيات القريبة من الإخوان في الرياض.

لكن الذي يغفله البشري وغيره من أصحاب هذه المبادرات المفخخة، أن السعودية تدرك أن أمر ومستقبل الإخوان ليس بيد الرئيس السيسي كما قال هو شخصيا أكثر من مرة، كان آخرها يوم السبت الماضي لصحيفة الشرق الأوسط، وإنما هو في يد الشعب المصري الذي صار يحمل للإخوان بسبب ما قاموا ويقومون به من عنف وقتل وتخريب وتدمير وكراهية كبيرة.. كما أن السعودية لا تجامل السيسي بدعمها لمصر وإنما هي تحمي نفسها وتصون مصالحها.
نقلآ عن فيتو


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter