الوطن | السبت ٢٨ فبراير ٢٠١٥ -
٠٧:
٠٥ م +02:00 EET
صورة أرشفية
يجلس على مكتبه، بين أجولة مليئة بالعطارة والأعشاب، يرتدي عباءته العتيقة التي ورثها عن أجداده مثلما ورث مهنة لا يفقه فيها شيئًا، ينتظر زبونًا ساذجًا ليمارس عليه حيله، لإيهامه أن تركيبة صنعها بنفسه من القرفة والزنجبيل قادرة على إعطاءه قدرة خارقة، أو أن زيت الزيتون الذي يبيعه قاهر الأمراض، أو حتى أن الفلفل الأسود الذي يبيعه له قدرة على طرد الجن.
وفي الوقت الذي يُمارس فيه دجالين العطارة في مصر صناعة الخلطات السحرية؛ للتخلص من المشاكل المستعصية، يشتق العلماء في الخارج عقارات تُحارب الأمراض، التي عجزت التركبيات الكيميائية عن مُحاربتها.
وكان آخر هذه الاكتشافات، اشتقاق عقار الـ"تتراندرين" من جذور عُشب طبي صيني يعرف بـ"ستيفانيا تتراندرا"، للعمل على محاصرة فيروس "إيبولا" داخل خلايا المُصاب، عازلًا الضرر المعروف عن هذا المرض الفتاك.
في الوصفة السحرية العربية، يُمكنك فك السحر والمس والعين والعقم والسرطان وكثير جدًا من الأمراض، بـ"كيلو ملح مطحون + كيلو سدر مطحون + كيلو شب أبيض مطحون" بحسب ما نُشر في أحد المواقع المروجة للدجالين بالأعشاب.
وفي الوصفة العلمية الأجنبية، فإن جُرعات من مركب "التتراندرين"، تمنع حدوث أي عدوى لكرات الدم البيضاء البشرية، وبحسب موقع "فوكس نيوز" الأمريكي، فإن التجارب المعملية الأولية أثبتت وقف نشاط هذا الفيروس لدي فئران التجارب.
وريث مهنة العطارة، يصف لمريضه ما توارثه من أجيال ولّت، في الوقت الذي يرى فيه الباحثون، أنه يلزم إجراء مزيد من التجارب قبل أن يُطرح العقار المركب للمستخدمين، وبعد أن تُجرى دراسات على القرود قبل المراحل التجريبية في البشر.
ويقول العطّار صاحب الخلطات السحرية، أنه ورث وصفة علمّها له جدّه لها، القدرة على الشفاء من السرطان، فيُقسم أن الشفاء مكتوب على يده.
ويقول عالم الفيروسات بمعهد بحوث الطب الحيوي في "سان أنطونيو" الأمريكي روبرت ديفي: "تشير تقديراتي إلى احتمال استخدام هذا المركب في علاج البشر من عامين إلى 5 أعوام، ففي خلال هذه الفترة يُمكن اكتشاف نقاط ضعف في دفاعات فيروس إيبولا، ولكن يجب إجراء الاختبارات أولًا وانتظار النتيجة".
حاليًا لا يوجد أي عقار مُقاوم لفيروس إيبولا، ولأمراض فيروسية كثيرة أخرى، لكن عند العطار، لا شيء يقوي على مقاومة خلطاته السرية التي تجلب الشفاء وتزيح كُل داء.
English
