السبت ٢٨ فبراير ٢٠١٥ -
٠٠:
١٢ ص +03:00 EEST
استشهاد واحد وعشرين مصري في ليبيا
مينا ملاك عازر
إن كنا قد ثرنا، وحزنا لاستشهاد واحد وعشرين مصري في ليبيا، وثأرنا بضربة جوية قد تكون الأولى، وقد تكون الأولى والأخيرة، ويتم التنسيق مع ملوك ورؤساء عرب لتكوين قوات عربية مشتركة للتدخل في ليبيا، وهو ما يحتاج منا تعليق دقيق، يحتاج مقال آخر، شعرنا حينها براحة تابعنا خسائر داعش ليبيا وانتظرنا المزيد فلا أقل من أن نرنو الآن للقصاص لدماء جنود مصر منذ شهداء رفح الأولى وحتى دماء الجندي المصاب على الحدود المصرية الغزاوية.
سقط الجندي مصاباً إصابة بالغة في صدره، وهو يخدم وطنه، والمسلحون الذين أطلقوا عليه النار مجهولون، ولم يتحدث أحد رغم أن الدماء سالت، والحياة هُدِدَت، وقد تكون زُهِقَت -لا قدر الله- فهل من قصاص من أولائك المسلحين المجهولين؟ هل من باتر لتلك اليد التي ترفع على مصريين؟ أم يبقى المجهولون الشرقيون في مأمن بأفعالهم؟ يأوون قاتلين ويمدونهم بالسلاح والمتفجرات، ولا يستطع أحد أن يمسهم.
هل يستمرون مستغلين قضيتهم؟ متاجرين بها، هادرين لدماءنا، ونبقى نحن صامتين، لألا نتساوى مع العدو في قمعهم وقتلهم، لا أظن، فدم جندي مصاب مثل خمس وعشرين جندي مقتولين، وقبلهم 16 جندي، وغيرهم كثيرين في كرم القواديس وغيرها، وتبقى حماس في أمان، ونبقى نحن مغتاظين مقهورين من فرط ما يحدث من سيل للدماء.
الحق الحق أقول لكم، أنه سيأتي على هذا الجيل الإرهابي الحمساوي كل الدماء المصرية المسفوكة من دماء شهداء ومصابي نكسة يونيو إلى دماء هذا الجندي المصاب في صدره، الذي أتمناه يكون الأخير، وإن لم يحدث فنكون مفرقين في الدماء وغلاوتها ،ولا نعتبر الدم واحد، مصري طاهر بريء يحب الوطن، يستحق القصاص والاستنفار والحشد والانتقام والثأر، وإن لم نفعل نكون مقصرين في حق الجميع.
أنا لا أتهم حماس ظلماً وبهتاناً، وإنما هي الحقيقة، فمنذ أن اعتبر قضاؤنا كتائب القسام فصيل إرهابي، وهم يتوعدون، ومنذ أن قتلنا مجاهدهم في أنفاق تتجه لمصر، ومنذ أن ضيقنا وأغلقنا الأنفاق عليهم وأمامهم، لأنهم يهربون السلاح والمخدرات، ويقتلون زهرة شبابنا، ويدمرون بلادنا، وهم يتوعدوننا ويهددوننا، فهل نصمت عليهم؟ هل هناك غيرهم من يضع القنابل في طريق جنودنا؟ هل هناك غيرهم من يقتل ويفر؟ هل هناك غيرهم من يعادينا لأننا قطعنا رأسهم الإخواني في بلادنا!؟.
يا أيها السادة الكرام، لعل مصر لم تمر منذ وقت بعيد بظروف أمنية أسوء من تلك التي نمر بها أبداً، فالكل في موقف خطر تحدق بنا التنظيمات الإرهابية من الغرب والشرق والجنوب، ناهيك عن عدو عاهدناه على السلام فلم يحاربنا حرب تقليدية، وإنما يستثمر أفكاراً إرهابية لتفتيت أمتنا وبلادنا؟ فهل نفرق بين الدماء؟ ولا نقتص لها؟ أم نصمت فيظننا الكل مترددين نفرط في حقوق البعض فيستمرأوها.
أفهم جيداً، أن حماس تتخذ من قضية بلادها درعاً وأحياناً سيفاً للاحتماء من بطشنا وانتقامنا لكن هذا لا يعني أبداً صمتنا فإن كان لا يليق القيام بضربة جوية كتلك التي قمنا بها في ليبيا، فلا أقل من عملية نوعية تقتص منهم، وتأسر منهم وتزلزلهم بقوات التدخل السريع أو الصاعقة أو مخابراتية خالصة، تغتال أحد قياداتهم ليتألموا ويتربوا.