الأقباط متحدون - فتاوى صنعت «داعش»
أخر تحديث ٠٠:٣٠ | الثلاثاء ٢٤ فبراير ٢٠١٥ | ١٧أمشير ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٨٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

فتاوى صنعت «داعش»

د.خالد منتصر
د.خالد منتصر

 الإرهاب لا يُخلق من عدم مثله مثل الطاقة والمادة فى القانون الفيزيائى القديم الذى كنا ندرسه، لكنه مختلف عنهما فى أنه من الممكن أن يفنى فى مجتمع مستنير عاقل، إرهاب «داعش» لم يخلق من فراغ أو عدم، بل هو نتاج فتاوى وأفكار تكفيرية، وتأويلات نصوص حنّطها الداعشيون وأخرجوها عن سياقها، وتفسيرات تجاوزها الزمن وتخطتها الظروف، وإذا كان الشباب المنضم إلى «داعش» كسولاً عازفاً عن قراءة كتب التراث القديمة، فهناك وكلاء السلفيين المحدثين المعاصرين يقومون بهذه المهمة خير قيام، هؤلاء الوكلاء ممن فتحنا لهم أبواب السياسة على البحرى لكى يصولوا ويجولوا فى العقول، وكأننا لم نتعلم من البارحة التى منحناهم الثقة فيها، وسلمناهم الشارع حينها، وكانت النتيجة داعشية بامتياز. صدر كتاب مهم للدكتور محمد الحلفاوى، وهو باحث متخصص فى تاريخ السلفية والوهابية بعنوان «فتاوى داعش وبوكو حرام»، يعرض فيه للفتاوى والأفكار التى أسهمت فى تشكيل العقل الداعشى عبر السنين الماضية التى كانت فرن التجهيز لوجبة الإرهاب التى سمّمت المنطقة بأكملها. قالوا عن الديمقراطية: «أما الديمقراطية فندوسها بالأقدام، لأنها ليست شعاراً مسلماً، بل شعار من شعارات الكفار» (مصطفى العدوى، بموقع «أنا السلفى» 31 أكتوبر 2010)،

وقال عبدالمنعم الشحات: «نحن لا نقول فقط إن الديمقراطية حرام، بل الديمقراطية كفر». وقال ياسر برهامى فى 16 يونيو 2006، بموقع «صوت السلف»: «نحن نرى استحالة الجمع بين هذا الدين الجديد الديمقراطية ودين الإسلام». قالوا عن إعلان حقوق الإنسان: «الحق أن إلغاء الرق من المصائب العظيمة التى مُنى بها المسلمون بسبب ابتعادهم عن شريعة ربهم وتقاعسهم عن نصرة دينه» (سيد أحمد مهدى، شبكة «أنا المسلم» بعنوان «ماذا خسر المسلمون بإلغاء الرق؟»). ويسخر الداعية السلفى محمود تركى من احتفال الأمم المتحدة بإلغاء الرق والإماء، ويقول إن «هناك حكمة إلهية من التسرى بالإماء، وهى منع الدعارة بالملاهى، ولأنها حل لمشكلة الضرائر!!»، أما «الحوينى» فى محاضرته الشهيرة فى شريط «الولاء والبراء»، فهى قد صارت حديث الركبان بما فيها من درر وبلاغة، اسمعوا أعلم أهل الأرض حين يقول «هو احنا الفقر اللى احنا فيه إلا بسبب ترك الجهاد، مش كنا لو كل سنة عمالين نغزو مرة ولّا اتنين ولّا تلاتة مش كان هيُسلم ناس كثيرون فى الأرض، واللى يرفض هذه الدعوة ويحول بيننا وبين دعوة الناس، مش بنقاتله ونغزوه، وناخد أموالهم وأولادهم ونسائهم، وكل دى عبارة عن حلول، كل واحد مُجاهد كان بيرجع من الجهاد وهو جيبه مليان، جايب معاه تلات أربع شحوطة، وتلات أربع نسوان، وتلات أربع ولاد، اضرب كل راس فى 600 درهم ولّا 600 دينار ولّا حاجة، هتلاقيه راجع بمالية كويسة..

لو هو راح علشان يعمل صفقة تُجارية فى بلاد الغرب، عمره ما يعمل الأموال دى، وكل ما يتعذر ياخد راس يبيعها ويفك أزمته ويبقاله الغلبة، مش كده وبس، ده هؤلاء من ساروا أسرى منهم من سيسلم»!!! قالوا عن العلاقات الدولية والبدء بالقتال، حتى لو لم يقاتلك الآخرون: «أما القول بأن الإسلام لم يعرف إلا الحرب الدفاعية. وأن الأصل فى معاملة الكفار هو السلم لا القتال، فقول محدث بدعة ضلالة ابتدعها المنهزمون روحياً وعقلياً أمام ضغط الواقع المعاصر.. ويلزم المسلمين عند المقدرة ابتداء الكفار بالقتال ولو لم يقاتلوا المسلمين»، وعلى المندهشين قراءة هذه الفتوى من كتاب فقه الجهاد لـ«برهامى» الذى منحوه تصريح الخطابة، ليعرفوا من أين تستمد «داعش» جرأتها وتبجّحها على غزو وقتال المسالمين العزل. قالوا عن الضرائب والجمارك: «الضرائب حرام وليست من هدى الرسول، ولا تجوز شرعاً» («الحوينى» من شريط «بدعة الاحتفال بالمولد»)، ويقول «برهامى» عن الجمارك والضرائب المعنى نفسه: «وليس فرض الضرائب بهذه الصورة دون جمع الزكاة الواجبة وتحكيم شرع الله أولاً، ودون فرض الجزية على الكفار، فهذا لا يصح ولا يجوز، وهذا من المكس». قالوا عن الأزهر والعقيدة الأشعرية ما يشيب له الولدان، والغريب أن كتاباً لـ«برهامى»، وهو «شرح منة الرحمن»، الذى سنقتبس منه ذلك الهجوم على مذهب الأزهر صادر بتصريح من الأزهر وموافق عليه من مجمع البحوث الإسلامية بتاريخ 22/6/2006.. ياللعجب!!، فى صـ37 «الأشاعرة أهل بدع وضلال»، وفى صـ38 «الأشاعرة يحرّفون تحريفاً معنوياً»،

وفى صـ41 «هى فرقة فيها انحراف لا شك». وإلى كل من تساءل لماذا الأقباط مستهدفون فى ليبيا من «داعش»؟، لنستكمل كتاب «برهامى» السابق، ولنتعرّف على مصدر الفتاوى الداعشية، يقول «برهامى» فى صفحة 174 «اتخاذ غير المسلمين أصدقاءً أو أخلاء معصية قد تصل إلى الكفر»، وفى صـ174 «كثير من الاتجاهات المنحرفة المنتسبة إلى العمل الإسلامى تبادر إلى مشاركة الكفار فى أعيادهم، وترسل وفوداً للتهنئة بأعياد الكفار وتشهد ما يسمونه قداساً، فلا شك أن كل من حضر قد تنجّس، فلا يجوز إرسال الوفود لتهنئة الكفار بهذا، ولا يجوز إلقاء السلام عليهم»، (ماذا سيقول «السيسى» بعد قراءة هذا الكلام عن زيارته للكاتدرائية؟؟)، فى صـ185 «من أهدى لهم زهرة فى عيدهم فقد كفر»، وفى صـ186 «ليس له أن يكون عزيزاً فى بلاد الإسلام».. إلخ. أراكم ما زلتم تتساءلون عن مصدر فكر «داعش» التكفيرى؟!

نقلا عن khaledmontaser.com


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع