وجه ياسر برهامي، نائب الدعوة السلفية رسالة إلى المتطرفين بعنوان رسالة إلى أصحاب "القنابل"، دافع خلالها عن الأزهر ضد المهاجمين له عبر الفضائيات وانتقد فكر المتطرفين والمتشددين الذي يتهم المجتمع بـ"الجاهلية"، والجيش والشرطة بـ"الردة".
وقال في رسالته اليوم الإثنين، إن "الإسكندرية خصوصًا ومصر عمومًا شهدت موجة عارمة مِن التفجيرات في الشوارع، وأمام المستشفيات والمدارس، بل والمساجد! وبالتأكيد أمام أقسام الشرطة، ومعسكرات الأمن المركزي؛ فضلًا عن العمليات الإجرامية المستهدفة لقوات الجيش في سيناء.
واستطرد: أن كل هذا لم تشهده مصر بهذا القدر مِن قبْل، وبالتأكيد رغم ما تسببه القنابل مِن فزع وإرهاب للناس -وكفى بها جريمة-، ورغم ما تسببه مِن قتل وجرح لأبرياء من مسلمين وغير مسلمين لم يرتكبوا جرمًا يستحقون به القتل وتمزيق الأشلاء، ورغم ما ينسبه بعض أهل الضلال المؤيدين لهذه الأفعال وهذه العمليات لدين الإسلام وللجهاد في سبيل الله كما كان الخوارج يفعلون، فيقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، ويبتغون عند الله من قتل المسلمين الرضوان، وهم لا يزدادون إلا بعدًا من الرحمن، رغم كل هذا فإن هذه الطريق لن تؤدي إلى رفع الظلم- كما يزعمون!-، ولا إلى هدم الدولة والمجتمع كما يحلمون، بل إنما تزيد الناس بغضًا وكراهية لطريقهم.. نسأل الله أن يكف شرهم عن بلادنا، وبلاد المسلمين كلها.
وقال برهامي: هؤلاء نرسل لهم رسالة هي قول الله -عز وجل- عن مشركي قريش (هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا).
أوضح أن هؤلاء قوم مشركون بالله، يعبدون الأوثان والأصنام، عادوا رسول الله والمؤمنين، وآذوا الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وفتنوا المؤمنين والمؤمنات عن دينهم، وقتلوا مَن قتلوا، وعذبوا مَن عذبوا مِن المسلمين، وصدوا عن المسجد الحرام ومنعوا أولياءه مِن الوصول إليه - رفع الله عنهم عذاب الاستئصال الذي يستحقونه؛ لوجود طائفة مِن المؤمنين والمؤمنات مستضعفين لا يعلم المسلمون أعيانهم، مع إمكان أن يخبر الله نبيهم بهم، ولكن لكي يعلمنا عظمة حرمة دماء المؤمنين والمؤمنات؛ ولو كانوا في بلاد كفر وشرك عامة أهلها مشركون.
وقال لمن يقومون بالتفجيرات "ألا ترون في طرقات المسلمين، ومدارس أطفالهم، ومساجدهم مَن يستحق أن يُمنع عنه القتل والجرح العشوائي الإجرامي من هذا الباب إذا أصررتم على أن المجتمع "جاهلي!"، والشعب "سيساوي!"، والجيش والشرطة مرتدون، و"حزب النور" و"الدعوة السلفية" منافقون عملاء -والله يعلم كذب هذه الادعاءات وبطلانها!-؟!"
واستطرد قائلا "لولا أني أعلم مما يخبرني به إخواني عمن قتل أو جرح مِن هؤلاء المجرمين أثناء زرعهم العبوات المتفجرة ممن يعرفونهم بأعيانهم واتجاههم وانتسابهم إلى الجماعات المنحرفة الضالة؛ لظننت أنه لا يفعل ذلك إلا "مخابرات الأعداء وعملاؤهم" في داخل البلاد ممن لا ينتسب إلى هذا الدين، ولا إلى هذا الوطن، ولا هذا الشعب، وهذه الأمة.. ولا أتصور كيف تقبل عقول سوية وقلوب مستقيمة هذه الأفعال، ثم لولا تحريض قنوات التخريب والضلال والانحراف والبدعة، وتبرير هذه الأفعال باسم الدين والجهاد والشرعية!".
كما وجه برهامى رسالة أخرى إلى المهاجمين لثوابت الإسلام على "قنوات الفتنة" مِن الناحية الأخرى "حتى لم يسلم الأزهر من هجومهم!": أنتم الذين توجدون البيئة المناسبة لتخريب المجتمع، وأنتم الذين توجدون المبرر عند المغيبة عقولهم لاستحقاق المجتمع للعقاب الجماعي!
وقال: "اتقوا الله في وطنكم وشعبكم إن لم تخافوا عقابه على محاولتكم تدمير دينه؛ فحلقاتكم وبرامجكم لا تقل إجرامًا عن هذه القنابل والمتفجرات".