مدحت قلادة
بحكم دراستنا عرفنا أنواع من التراث لإخوتنا فى الوطن مثل أركان الإسلام والأحاديث والسنة وكتب الفقة والتراث والتفاسير الإسلامية .. وبحكم الأنظمة السابقة والتعتيم الإعلامى الممنهج لايعرف العديد سوى بضعة كلمات لشيوخ التكفير أهمها ،أننا مشركين وأننا من المغضوب علينا أو الضالين .. وبحكم النعرة الدينية لأهل الشرق يعتقد الكل أنه على حق والآخر على باطل ، على الرغم من أن لاأحد ذهب وأخبرنا ماذا فعل بإيمانه ...لأن الكل سيقف أمام الديان العادل يقدم أعماله وليس مخزونه الفكري !
وانطلاقا من حبنا لشركائنا فى الوطن نوضح لهم أننا نؤمن بالواحد الأحد بل حتى علامة الصليب تحمل فى طياتها وحدانية الله وفى توضيح باسم الله الواحد الكائن بذاته الناطق بكلمته الحى بروحة الإله الواحد آمين ولمزيد من الايضاح عن كتبنا المقدسة وقرائتنا فى الكنائس البولس والكاثوليكون والابركسيس والسنكسار ثم الأنجيل المقدس .
"البولس" رسائل القديس بولس الرسول والكاثوليكون رسائل باقي الرسل والابركسيس أعمال الرسل والكنيسة المعاشة للآن ، والسنكسار هو تاريخ الكنيسة ويبدأ فى مثل هذا اليوم شهادة القديسة دميانة أو الشهيد العظيم مارجرجس ....
وكلمتى ستركز على السنكسار . السنكسار هو تاريخ القديسين فى كنيستنا القبطية يقص قصص أبطال الإيمان وانتصاراتهم العظيمة وحروبهم الدائمة ، ولربما تعتقد أن حروبهم قامت بالسيف والحربة أو لهزيمة الناس وربما تعتقد أن انتصاراتهم قى سحق أو ذبح أو حرق البشر وربما تعتقد أن حروبهم هى هجوم وسرقة وحرق ونهب لبيوت العدو أو اغتصاب للفتيات الصغيرات او بيع فتيات وسيدات العدو فى أسواق نخاسة .....لا لا بالطبع هيهات، أن حروبهم وانتصاراتهم هى ضد مكايد الشيطان وانتصارهم هى الثبات فى الإيمان المسيحى للنفس الأخير وحروبهم ضد أتباع الشياطين ملوك ورؤساء وأباطرة وأحيانا كثيرة خلفاء سعوا بكل ما يملكون من سطوة وجاة للنيل من إيمانهم تارة بالاغراءات وتارة بالتعذيب وأخرى بقطع الرقاب ولأنهم ابوا ورفضوا وصمدوا وأخيرا انتصروا وقدموا حياتهم فداء لإلههم الذى وهبهم الحياة .
منذ أن وجدت على الأرض وفى كل قداس نسمع السنكسار ...لن أحدثكم عن العذابات والتى مر بها القديس مارجرجس الى أن قطعت رأسه ولن أحدثكم عن آلامات القديسة دميانة التى أخيرا قطعت رأسها مع 40 عذراء .. ولكن أحدثكم على القديس يعقوب المقطع الذى قطع كل يوم جزء من جسده لانكار الايمان ورفض .. وأحدثكم عن القديس بوليكاربوس المسن الطاعن فى العمر ذا ال 86 عاما وفى أثناء تعذيبه قيل له من الجميع أنت رجل كبير انكر إيمانك لتخلص فكانت كلماته الخالدة وشهادته الحية " 86 سنة وأنا أخدم المسيح ولم يسئ إلى قط فكيف أجدف على ملكى الذي خلصنى؟ دعونى حرًا لأن الذي أعطانى القوة لملاقاة النار دون اضطراب سوف يعطينى القوة لأظل فيها دون أن أتحرك وبدون أن تشدنى المسامير ".
عن إيمانهم سمعنا و بقوتهم آمنا وعن عذاباتهم صدقنا ولكننا لم نري بل سمعنا وآمنا وهل تتذكرون البارحة حينما قدم 21 قبطيا ليذبح من جماعات ارهابية اعتقدت انها تؤمن بالله الواحد الأحد ولكن إلهها هو شيطان رجيم كيف قدم أبناء مصر وأبناء الكنيسة بفرح حياتهم فداء لإيمانهم ولبلادهم هل تتذكرون لوقا الشاب ونظراته القوية وقيل انه أسد مرقسي قدم ذاته مع الآخرين للذبح على يد أتباع الشياطين لم يقاوم لم يبك لم يتوسل بل ال21 شهيدا جميعا صرخوا بنفس واحدة بإيمانهم القوى وسط مجموعة مسلحة بأسلحة وسيوف رغم أنهم مقيدين كان القتلة مرعوبين متخفيين تحت أسماء وأقنعة مختلفة ولكن شكرا لداعش لقد أدركنا كيف كان أجدادنا العظماء الذين قدموا ذواتهم للذبح للنحر ولم يتركوا إيمانهم .
أخى المسلم أختى المسلمة هذا هو إيماننا وإيمان أجدادنا العظماء لعلك الآن تدرك قراءات كنيستنا الوطنية وماذا قدمت لأن الله سيحاسب الجميع على أعماله وليس على اقواله ...نطلب لبلادنا مصر استقرارا وسلاما ونطلب من شهدائنا أن يصلوا لأجل بلادنا أمام عرش النعمة ولنا جميعا لنكمل بقية أيام غربتنا على الأرض لنذهب للواحد الأحد الذي يدين الجميع .
وأخيرا كلمات عن كنيستى القبطية أم الشهداء لقد أعاد شبابنا الشهداء أمجاد سمعنا عنها وآمنا بها ولكن الآن عشناها ورأيناها بعيوننا وآمنا بقلوبنا ..........شكرا كنيستى الغالية .