الوطن | الأحد ٢٢ فبراير ٢٠١٥ -
١٧:
٠٩ ص +03:00 EEST
الفئران البلاستيكية على فرشة «سميرة» بالأزهر
ليست كغيرها من باعة «الأزهر» شكلاً ومضموناً، فهيئتها وملامحها تدلان على جنسيتها اللبنانية، وإذا تحدثت معها تفاجأ برحلة كفاحها التى بدأتها مبكراً، منذ أن غادرت جنوب لبنان، لتبيع فى الأزهر قططاً وفئران بلاستيكية.
سميرة حسن أو «أم محمد اللبنانية»، كما يلقبها جيرانها من الباعة، فى الأربعينات من عمرها، قررت ترك لبنان بلا عودة مع زوجها وأبنائها الثلاثة «حنان وعزة ومحمد»، لتبيع فى أسواق «الأزهر» هرباً من الجوع والفقر، حيث يكبرها زوجها بنحو 20 عاماً، وحال مرضه دون التكفّل بالالتزامات المعيشية.
«كنت باخاف من شكل الفار، حتى لو كان بلاستيك، لكن دلوقتى بقيت بابيعه»، قالتها «سميرة»، وهى ترد على سؤال لأحد المارة حول سعر الفئران البلاستيكية، حيث تبيع اللعبة الواحدة بـ25 جنيهاً، وعلى الرغم من ظروف العمل القاسية فإن «أم محمد» لم تتخل عن مظهرها المهندم، الذى كثيراً ما يتسبب فى جدل ونقاش بين الباعة حولها.
بالرغم من تخلى «سميرة» عن أحلامها الوردية منذ أن هجرت موطنها الأصلى، فإنها لا تقوى على فراق قطتها الصغيرة، فدائماً تجدها معها وكأنها الحارس الأمين لها فى رحلتها اليومية من «دار السلام»، مكان إقامتها، حتى تصل إلى منطقة الأزهر حيث تعمل.
معظم زبائن «سميرة» من الشباب، وفى أوقات فراغها لا تفعل شيئاً سوى أن تمد يدها إلى حقيبتها السوداء، لتخرج مجموعة من الصور لعائلتها لتعيش بضع لحظات معهم، حيث تعتبر تلك الصور كل ما تبقى لها من وطنها الذى هجرته إلى الأبد.
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.