مينا ملاك عازر
هل فكرت حضرتك للحظة، فيما سيحدث لو إتحكم فيك عبيط، أكيد ما فكرتِش لسببين، لإنه إما فعلاً فيه شخص عبيط بيتحكم فيك أو إتحكم فيك في وقت ما أو لأنك من هؤلاء الذي أعطاهم القدر نعمة ألا يتحكم فيهم أحد، ولو كنت من النوع الثاني فأنت غالباً لن تكن من قراء هذا المقال، فهذا النوع قليلون جداً وغالباً لا يشغلون أنفسهم بهموم الآخر.
أما لو كنت من النوع الأول الذي غالباً تحكم أو يتحكم فيه شخص عبيط فاهنأ، فأنت من الغالبية الساحقة التي تعيش في هذا العالم الذين يندهشون من قرارات بعض المتحكمين فيه بطريقة غير طبيعية يعني تجدهم يتخذون قرار على مذاقهم للأمور، لو كان القرار في مصلحة من يحبون أو مصلحتهم يتخذونه، ثم نفس القرار في نفس الموقف لكنه في غير مصلحتهم أو في مصلحة أعدائهم فيرفضونه.
وهنا عليك أن تتذكر مباشرةً ذلك العبيط الذي أعلن الحرب على داعش في سوريا والعراق لكنه لا يراها مطلقاً في ليبياً –يا سبحان الله- وهنا أنا أدعوك لتسأل نفسك لماذا هذا العبيط يعلن الحرب على الإرهاب في كل بقاع الدنيا على مذاقه هو شخصياً يعني يقبل أن يبعث قواته الخاصة لخطف أبو أنس الليبي انتقاماً لعملية الهجوم على سفارة بلاده، ويتغاضى تماماً عن غارة جوية لمصر انتقامية لاستشهاد 21 قبطي!! لن تجد سؤال لإجابتك إلا احد أمرين، فهو إما عبيط أو أنه مخطط لأمر ما يبحث عنه حتى ولو بدى للناس عبيط وبجح وظالم، وووشه مكشوف، المهم مصلحته، ومصلحة من ورائه.
نسوا أولائك المختلون، أن إسرائيل قامت بغارة جوية على مطار عنتيبي بأوغندا لتحرر رهائن إسرائيليين ولم يحرك العالم ساكناً يومها لأنها نسقت مع الدولة الأوغندية في ذلك لكن لما مصر فعلتها ونسقت مع الحكومة الليبيه الشرعية المنتخبة - يا بتوع الديمقراطية- يبقى مش حلو على قلبهم، صفاقة العبيط ومن على شاكلته من معظم عبطاء العالم الذين اجتمعوا في الأمم المتحدة لمحاربة الإرهاب، لا أعرف أي إرهاب يقصدونه في الحقيقة!؟
العبيط لما يتحكم يتحدث عن الإرهاب في كل بقاع العالم عدا ليبيا، وكأنها أرض الأمان والسلام والأمن وكأنه لا يرى بها داعش ولا فجر ليبيا ولا أنصار الشريعة ولا أي تنظيم إرهابي، العبيط لما يتحكم يتحدث عن حرب الإرهاب في كل بقاع العالم لكنه لا يرى ضرورة من حربه في ليبيا، العبيط لما يتحكم يرى أنه يجب التفاهم بين الحكومة والأطراف الأخرى، مع أنه لا يرى ضرورة للتفاهم بين حكومة سوريا مثلاً والمعارضين، كذلك بين الحكومة العراقية وداعش، بل الضروري حينها هو حربها، وتدريب ألف ومئتين فرد من المعارضة السورية لقتال داعش في سوريا!!!!.
المختصر المفيد ما تخافشي من الهبلة خاف من أوباما.