الأقباط متحدون - شـــموع في وادي الـــبكاء
أخر تحديث ٠٠:٤١ | الجمعة ٢٠ فبراير ٢٠١٥ | ١٣ أمشير ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٧٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

شـــموع في وادي الـــبكاء

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

كتب: هــاني شــهدي
بعد ما كلنا استقبلنا حادثة ذبح الاقباط في ليبيا بعواطفنا الجياشة وبعد حزن علي الموت وفخر بالشهادة لاسم المسيح، ما تيجو نــعيد استقبال وفهم الحدث بعــقولنا يمكن نستفاد حاجة...طب بغض النظر عن الحادثة، خليها علي جنب دلوقتي..

ـ كلنا زعلنا علي اهلهم الناس الغلابة المعدومة دول، كلنا زعلانين انهم فقدوا ولادهم طب كام واحد مننا كان بيزور اهاليهم في بيوتهم في غيابهم اصلاً! طب دول في بلد وانا في بلد هعرفهم منين؟ مصر كلها الناس المكافحة دي مش قري المنيا بس، حضرتك وحضرتي لو فكرنا نساعد حـد او نكون ســند لحد ممكن يكون البيت اللي جنبك هو اللي مـحتاج، هما مش محتاجين فلوسك ولا فلوسي الدولة ورجال الاعمال دفعوا خلاص هما محتاجين محــبتي ومــحبتك واحــساسنا بيهم انهم بني ادمين، ليه الناس دي مجرد كائنات افتراضية علي صفحاتنا الالكترونية، اقصي مجهود نعمله ناحيتهم صوابعنا تدوس لايك او شير،كلامنا الكتير عليهم حسّسنا اننا ابطال بس علي ورق هما عايزين رجلينا تجري عليهم وادينا الحقيقة ترفعهم.

ـ الاساقفة ورجال الكنيسة وخصوصا بتوع القاهرة مع احترامي للكل اسرعوا وقالوا ثباتهم في الايمان دا ناتج من تربيتهم الكنسية، طب الحقيقة كام اسقف زار قرية العور دي؟ ، كام اسقف او قسيس  أو خادم من الطوايف الأخري  يعرف العور دي فين اصلاً علي الخريطة؟ كام اسقف ركن عربيته الفخمة اللي مينفعش تدخل الحواري الضيقة دي، ونزل مشي وسلم علي الام والاخت والزوجة اللي جوزها واخوها مسافر في غربة ومحتاجة محبة الناس حواليها،هما بيدخلوا البيت بس عن طريق التلفزيون، فبلاش نلمع نفسنا علي حساب دمهم، هما نسيوا اصلا ان الشهدا كانوا كادحين ورا لقمة العيش ومش عندهم وقت لتعليم كنسي ولا الحان ولا كل دا، بس هي نعمة الله الغنية هي اللي سندت ضعفهم،مكانش عندهم وقت زيكم وزينا لصراعات بين الطوايف، هما جابوا من الاخر وراحوا لصاحب الوليمة " يا رب يســــوع".

ـ رجال الاعمال اللي تعاطفوا مع ذويهم ودفعوا تعويضات اظهرت انهم من اهل الخير، معملوش ليه الخير دا من زمان وخلقوا فرص عمل للشباب دول ورحموهم من الغربة والدم، الشباب دول ماكنوش بيدورا يعملوا ملايين من ليبيا، دول كانوا عايزين بس يعدوا خط العَدم بشبرين زي ما شفنا من صور بيوتهم.
ـ احنا فرحانين بشجاعتهم فعلاً ولا مكسوفين من ضعفنا وخايفين نصارح نفسنا، يعني ادينا فخورين بشهادتهم واكاليلهم طب لو مطلوب ٢١ شهيد تانيين مستعد انا او انت نكتب اسمنا لرحلة ليبيا دي؟ نسهلها شوية بلاش شهدا لان مش كل مسيحي هيكون شهيد وإلا المسيحية كانت خلصت من زمان، طب احنا مستعدين نعيش بلاش نموت ونشهد باعمالنا عنه، نسهلها كمان بلاش نشهد باعمالنا ، احنا نعرفه هو شخصيا علشان نشهد عنه حتي بالكلام بـــس بفهم وشجاعة...

يعني لو داعشي ايديه تعبت من القتل والدم وحب يرتاح شوية ، ونزل سيفه علي الارض وفك ايديا انا وقاللي كلمني واقنعني بيســوع بتاعك دا هعرف؟.. ممكن معرفش لاني اكتشفت اني زيي زيه ممكن اكون اعرف عن يسوع لكن معرفوش شخصيا، لذلك احيانا الدم بيكون اصدق واسهل دليل للاقناع.

ـ كلنا جرينا علي قنوات الاخبار والنشرات والمحللين والكدابين نفهم ايه اللي حصل وازاي وامتي وندور علي تفاسير سياسية، وفي كتير فيهم فسر صح ، لكنهم عجزوا عن تفسير اب او ام ابنه يدبح ومبسوط بيزغرت،مفيش كتاب درسلهم التناقض دا، طب كام واحد فينا جري فتش الكتب وفتح الانجيل المقدس ليرتاح ويفهم ويعرف ويصدق من اين جاءت التعزية والفرح، مازلنا نستقي راحتنا من آبار مشققة ليس فيها ماء حي.

ـ كلنا زعلنا علي الشباب اللي دفعوا حياتهم والاهل اللي فقدوا اولادهم، واستغربنا اكتر لمسامحتهم للقتلة بارادة الهية، كلنا خفنا نتحط في نفس الموقف، اطمن ابني وابنك مش لازم وضروري وحتما يكونوا شهدا ،ربنا شايف دا إختبار صعب علينا، نسهلها شوية كام واحد فينا مش امله التقليدي ابنه يطلع دكتور او مهندس ويبذل اقصي مجهود للوصول لهذا الهدف، لكن امله ينذر ابنه للرب، يكون خادم او مكرس زي العدرا مريم ابواها نذراها للمذبح، او حنة ام صمويل...؟ كام واحد اعد ابنه ليتغير به شعــب. مش لازم نهدي موتهم وشهادتهم للرب، لكـــن ممكن نهدي حياتهم.ربنا يرحمنا ويعزي قلوبنا.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع