خاص – الأقباط متحدون
الشهيد العظيم مارجرجس، يعتبر أشهر شهداء المسيحية، واتخذته العديد من البلاد شفيعا وحاميا لها، ورمزا للفروسية والنبل، وهو ولد من أسرة مسيحية في أواسط النصف الثاني من القرن الثالث الميلادي، في بلدة اللد بفلسطين، وأبيه كان يدعى الأمير أنسطاسيوس حاكم مدينة ملاطية، وأمه "ثاؤبستي" وهي ابنة حاكم اللد، إلا أن والده استشهد بعد اعتناقه للمسيحية، كان مارجرجس يبلغ من العمر 14 عاما، فقررت والدته أن تأخذه مع أختيه ورحلت من إقليم الكبادوك إلى مدينة ديوسبوليس أحد أقاليم فلسطين حيث كان موطنها الأصلي وحيث كانت لها فيه أملاك كثيرة.
 
التحق القديس بالجيش في سن صغير، وأرسله الوالي إلى الإمبراطور بصحبة مائة جندي فعينه الإمبراطور حاكما لعدة بلاد، ومنحه لقب أمير، وعندما عاد القديس إلى فلسطين استقبله أميرها بحفاوة كبيرة، وتنيحت والدته وهو في سن العشرين وقرر الأمير يسطس تزويجه من ابنته الأميرة، غير أنه قبل أن تتم مراسيم الزواج توفى الأمير ففكر القديس في أن يتمم زواجه من الأميرة، ليصبح أميرا على فلسطين بعد أبيها، ولكن في هذا الوقت بدأت فترة اضطهاد المسيحيين بمرسوم من الملك دقلديانوس مع تسعة وستون من الملوك والرؤساء في دولته بمناسبة عيد أبولون، فقام القديس بتمزيق المنشور الصادر عن الإمبراطور الذي عرضه للتعذيب لمدة سبع سنوات كاملة. 
 
تعرض القديس طوال سبع سنوات كاملة للجلد والضرب بالدبابيس وتقطيع الأعضاء ووضع داخل جير حي غير مطفأ وتم نشره بالمنشار وحاولوا إغراءه بفتاة خلال فترة سجنه إلا أنه جعل الفتاة تتوب، وتم تعذيبه بالهنبازين، واتهموه بالسحر إلا أنه شرب السم دون أن يموت، ومددوه على شفرات حادة مثل السكاكين لتقطيع أعضاء جسمه، ووضعوا حذاء المسامير في رجليه، ووضعوه داخل نورج بعجلة كبيرة ذات أطواق ومناجل وسيوف حادة وعندما أداروا العجلة والقديس بداخل النورج، ثم خرج حيا بقوة الله، وعذابات أخرى كثيرة واستشهد القديس في اليوم الثالث والعشرين من شهر برمودة الموافق أول مايو في حوالي 263م. 
 
"مار جرجس" هي كلمة سريانية حيث أن "مار" تعني "سيد" و"جرجس" تعني "فلاح الأرض"، ولقبته الكنائس بالعديد من الألقاب وأهمها "الملطي، وجورجيوس، ومارجرجس الفلسطيني، ومارجرجس الروماني، وسان جورج، وأمير الشهداء، وسريع الندهة، وكوكب الصبح المنير". 
 
يٌكرم القديس في العديد من البلدان، ففي بريطانيا هناك 152 قرية باسمه وتنقش صورته على الجنية الانجليزي (الجنيه الذهب)، وتحتفل بريطانيا بذكرى استشهاده في 23 أبريل من كل عام ويعتبر البريطانيون هذا اليوم عيدا قوميا لهم تعطل فيه الأعمال الحكومية، كما يطلق اسمه على المؤسسات التجارية والمحلات العامة والمدارس والملاجئ، وفي النمسا تم إنشاء رتبة من الفروسية على اسمه، وفي روسيا رسموا صورته على الحصون.