بقلم: غادة ملك
في زمن العار ظهر الظلم للجهلاء عدلاً
وبدت الرحمة خطيئةً والحق بطلاناً وكفراً
هبت رياح الخبر منذرةً بأن زمن العار باقٍ لن يزول
وامتدت يداه تنشران خراباً في الديار وفي النفوس وفي العقول
فتبدلت أرض الكنانة في عهده حتى صارت مقبرةً للأبرياء
ولم يحصد ثمار الشر تحت جناحه غير جمع المساكين البسطاء
فلما بان أن الحق غائبٌ.. وأن حد الظلم قد جاوز مداه
وأن صوت العقل لن يرتفع أبداً حتى يعلو فوق أصوات الجناه
هب الإخوة المتفرقون في الشتات، كلٌ يبحث عن طريق
ليمد يد العون للمسكين، ليرفع الظلم عن القريب والصديق والشقيق
ذهب كل واحدٍ في طريقه، فطرق البعض منهم باب الغرباء
باحثاً عمن يجل العدل في دستوره ليرد بعض الحق إلى أولئك الأشقاء
والبعض حاول جاهداً أن يوقظ شعباً مغيب داخل الأسوار
وأن يفيق ضمائراً مترهلة سقطت فريسة أكذوبات زمن العار
كان كل ألمٍ يبدو محتمل .. إلا جرح طعنات الصديق
فكيف يتحد الإثنان في الهدف، ويتباريا كي يزيدا من وعورة الطريق
ألم يحن الوقت لندرك اننا جميعاً نغمات في سيمفونية واحدة
تجوب الأرض تحكي قصة ظلمنا، ثم سرعان ما تلبث أن ترتد عائدة
تحاول نجدة وطن محتضر .. قبل أن يلفظ النفس الأخير
تخاطب من كانوا يوماً إخوة في الوطن علها تجد بداخلهم بقايا من ضمير