الأقباط متحدون - حقيقة ثبات شهداء ليبيا
أخر تحديث ١٩:٠٨ | الاربعاء ١٨ فبراير ٢٠١٥ | ١١ أمشير ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٧٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

حقيقة ثبات شهداء ليبيا

حقيقة ثبات شهداء ليبيا
حقيقة ثبات شهداء ليبيا

مينا اسعد كامل
أثار ثبات شهداء الأقباط المصريين بليبيا على يد داعش دهشة العالم كله ، مما جعل الكثيرين يخرجون علينا بتفاسير وتحليلات لسبب هذا الثبات ، ورغم وضوح سبب الثبات للجميع إلا أنهم ابتعدوا تماما عن السبب الحقيقي لثباتهم ..

ودعونا نقرأ ما تداولته وسائل الإعلام والتصريحات ونضعها في ميزان العقل والعلم ... والإيمان أيضا

أكد الدكتور صبرة القاسمي، الخبير في شئون الحركات المتطرفة، أن "ضحايا "داعش" الذين وقعوا كرهائن، يظهرون في مشاهد الإعدام متمتعين بقدر عالٍ من الهدوء والسيطرة على الأعصاب نظرا لما يخضعون له من "بروفات" متكررة قبل تنفيذ العملية".

غريب أمر ها التفسير الذي يعتمد على فرضية " البروفات" فلا يوجد لدينا أي إثبات لقيام تلك البروفات . وناتي الي نقطة منطقية هامة جدا أن داعش كما يدرك الجميع تريد " بث الرعب" وهو ما اطلقته في تصريحات عده ، لذا من المنطقي ان نجد التوسلات والبكاء من الضحايا هي اقوي تأثير نفسي يمكن ان يحقق من خلال الفيديوهات التي يبثونها ، لذا فانه مهما كانت البروفات " ان وجدت" ومهما زاد عددها ستكون داعش حريصة جدا على بث الرعب من خلال "سحق الضحايا".

كما انه لتحقيق تلك النظرية لابد ان تكون البروفات تمت أكثر من مرة وهو أمر مستبعد الحدوث منطقيا ونستدل على هذا بما يقوم به المرشحين في الانتخابات والذين يحرصون على تكرار صورهم في أماكن مختلفة مئات المرات حتى يكون المرشح مؤهلا نفسيا وعقليا لقبول المترشح ممثلا عنه ، فان كان في الانتخابات العادية يحتاج الأمر مئات وربما ألاف المرات فما بالكم في أحداثنا التي نتحدث عنها ، وكيف يتحقق هذا !!

ويتحدث  د. أحمد فخري، استشاري علم النفس بجامعة عين شمس بتصريح لأحد القنوات الفضائية حول الثبات الانفعالي القوي لشهداء ليبيا من الأقباط  أثناء استشهادهم قائلا "إن ضحايا داعش تسيطر عليهم في اللحظات الأخيرة قبل الإعدام حالة نفسية تسمى «إنكار الموقف»، خاصة في اللحظات الأخيرة قبل مواجهة الموت"

وأضاف "أن الدراسات النفسية تقول إن المحكوم عليهم بالإعدام يعيشون حالة توتر عالية تصل بهم للاكتئاب، وقلة النوم، واضطراب غذائي، تجعله يفقد وظائف جسمه، ويكون غير قادر على الإدراك، ويظهر أمام الموت بأنه مُسلّم وغير مهتم، وفاقد لما يدور حوله."

إذا ما طبقنا تلك النظرية في العموم فكيف يفسر لنا الدكتور حالة الانهيار التي تصيب المحكوم عليه بالإعدام حيث يشرحها في احد المواضع وفي سياق مختلف عما نحلله  الأستاذ الدكتور على إسماعيل عبد الرحمن، أستاذ الطب النفسى،والذي  أكد أن المحكوم عليه بالإعدام، قد يصاب باليأس الشديد، ويزداد فى مراحله التي تصل به إلى الإحباط الشديد، مما يؤدى إلى العجز والتفكير فى الانتحار أو أن يكون له تأثير معاكس، فيلجأ المحكوم عليه بالإعدام إلى استغلال كل لحظة فى حياته، للحصول على المتعة قبل فراق الحياة واستغلال كل وسائل المتعة المتوفرة لديه فى السجن، كالأكل بكثرة أو مشاهدة التليفزيون. وهناك اتجاه ثالث قد يسلكه المحكوم عليه، وهو الاتجاه الروحاني، حيث يعلم المتهم أن حياته أوشكت على الانتهاء وبالتالى يعمل على التقرب من الله بالصلاة وقراءة القرآن أو الإنجيل. ويتوقف التأثير النفسي للمحكوم عليه بالإعدام على "طبيعة الشخصية ذاتها"، هل هذه الشخصية لديها القدرة على تحمل الأمور أم هى شخصية ضعيفة ومهزوزة، فهنا يتراوح التأثير مابين الأمل والرجاء، فلو فقد الأمل من الممكن أن يلجأ إلى الانتحار.

إذن حسب تعليق الدكتور علي إسماعيل في شرحه للحالة النفسية للمحكوم عليهم بالإعدام قد ناقض ما قاله الدكتور احمد فخري ، ويؤكد ما يذهب إليه الأول حالات التبول اللا إرادي التي قد تصيب المحكوم عليه أثناء انقياده كما يؤكدها اضطرار السجان لحمل المحكوم عليه بالإعدام حملا من الأرض لاقتياده لتنفيذ الحكم.

ويطرح الدكتور نظرية ثانية إلا وهي نظرية إنكار الواقع وللتوضيح نأتي بتعريف تلك الحيلة النفسية  فتقول كتب علم النفس : "هي آلية الدفاع النفسي القائمة على الرفض وعدم القبول أو الامتثال أو تلبية الطلب، يستخدمها الشخص ليواجه حقيقة غير مريحة أو مؤلمة، أو لتحقيق هدف ما، على الرغم من توفر أدلة دامغة، وقد تكون حالة إنكار بسيطة، مثل الإنكار لواقعة أو لمعتقد أو لحقيقة معينة، وقد يكون إنكار تَصْغِيْري عندما يعترف بالحقيقة وينكر خطورتها، أو قد يكون إِنتْقالي حين يعترف بالحقيقة والخطورة ولكن ينفي المسؤولية"

إذن حسب نظرية الإنكار وتعريفاتها والأمثلة الخاصة بها لا تنطبق على حالتنا ، وحتى وان انطبقت فكيف نفسر إصابة 21 فردا بنفس الحالة النفسية الدفاعية ؟!!

إن كل من شاهد فيديو الاستشهاد لابد وان يكون قد لاحظ اختلاف ردود الأفعال في شهدائنا ، فمنهم من اطرق برأسه واخذ يصلي ، ومنهم من رفع راسه للسماء ليخاطب المسيح ، منهم من أغمض عينية بقوة ومنهم من تحركت شفتيه في حواره مع إلهه .

رغم اختلاف المظهر العام لكل منهم إلا أن نداء "يا ربي يسوع" آخر كلماتهم التي سحقت داعش حسم الموقف ..

فأي متناول عقاقير ايا كانت يتذكر اسم إلهه في تلك اللحظة ..

هل الدفاعات النفسية تؤدي الي الصلاة ؟؟ !!

لقد حسمت تلك الكلمات الموقف وتذهب بنا إلي التفسير الصحيح والوحيد ..

الإيمان برب المجد يسوع

فقط هذا ما جعلهم بهذا الصمود ..

نتمنى أن يذكرونا أمام عرش النعمة


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع