القس فيلوباتير جميل
أخوتي الأحباء وكل من يتعاملون معي يدركون ويعلمون تماماً أني لا انحاز إلا إلى الحق ولا أقول إلا كلمة الحق ،ولم يحدث في اي فترة من فترات حياتي ان حدت عن هذا الطريق ،وهذا المنهج رغم كل ما عانيته وكابدته من مواقف اثرت كثيرا على حياتي وحياة أسرتي الأمر الذي جعلني أعيش وكأني منفيا بعيدا عن وطني وكنيستي وخدمتي.

عذرا أخوتي الأحباء فقد كان لابد لي من هذه المقدمة حتى أذكركم جميعا بأن كاتب هذه الكلمات لم يجامل مسئولا أو رئيسا على حساب الحق ولم يفرط يوما في دماء شهداؤنا الأبرار منذ أن بدأ قلبي يشعر بمسئوليته من جهة الشهادة بالحق والدفاع عن الكنيسة وكشف الاضطهاد الواقع عليها،هي شهادة حق وجدت انه من الواجب علي أن أقولها بعد ما رأته عيناي من ذبح لأخوتي شهداء ليبيا الأبرار وما رايته من رد فعل رائع وغير مسبوق من القيادة المصرية.

لذا كان لابد لي بان أقول هذه الكلمات الواضحة وأعلن موقفي الواضح المساند والمعضد لبلدي  في حربها ضد الإرهاب وكذا اطلب من كل أحبائي الشباب في كل الحركات القبطية التوقف عن اي فعاليات لا تخدم الهدف الوطني لبلادنا وإعلان كامل المساندة والتعضيد لقواتنا المسلحة، الأمر الواضح والجلي أن بلادنا الغالية تحتاج توحدنا لتحقيق نصرة ورفعة بلادنا في معركتها ضد هذا الإرهاب.

 لذا التمس وارجو لكل الشباب في كل الحركات القبطية إدراك اللحظة وإدراك حساسية موقف بلادنا واحتياجها الكامل لتوحدنا خلف قيادتنا وقواتنا المسلحة من اجل تحقيق نصر منتظر لهذه البلاد التي باركها رب المجد بزيارته ... ارجو عدم السعي للخروج في اي مسيرات أو مواكب جنائزية للتعبير عن الغضب المقدس في قلوبكم حتى لا يستخدم هذا الأمر من قبل أعداء الوطن ... ارجو ايضا ان يغلب الشعور الوطني على أي مشاعر أخرى في هذه اللحظة الفارقة من التاريخ، ولا يجب أن ننسى جميعا وقفتكم الرائعة للدفاع عن كنيستكم والمطالبة بحقوق طال بكم الزمن حتى نلتم بعضها.

 ولكن الآن وقت الاصطفاف والتوحد من اجل وطن خال من التعصب والإرهاب والفكر المتطرف، الآن مصر بلدنا تخوض معركة فاصلة ضد الإرهاب،وكم أتمنى أن تستثمروا حماسكم وغيرتكم في مساندة بلدكم وقواتهم المسلحة في حربها العادلة ضد الإرهاب،هي شهادة حق أردت توصيلها لكم من اجل بلادنا وكنيستنا التي طالما قدمت المثل والقدوة في الوطنية ومساندة الوطن وقت الشدة والاحتياج ... بلادنا تحتاج طاقتكم وتوحدكم وعلينا تأجيل اي مطالبات الان بحق دماء شهداؤنا الأبرار فحينما تنتصر بلادنا وتنجح في اقتلاع هذا الاٍرهاب والتطرف من جذوره اعلموا ان هذا هو حق دماء الشهداء الحقيقي وهو ان يتحقق العدل والمساواة بين المصريين جميعا ولا وجود أبدا لأي مشاعر انتقام او كراهية لقاتليهم او لمن تسبب في استشهادهم،أما عن عقوبة المتسبب في استشهادهم فهذا حق أصيل لا يمكن التخلي عنه ولكن المؤكد انه سيتحقق على الأرض هنا أو في السماء وهذا هو إيماننا وعقيدتنا، بلادنا تحتاج غيرتكم ومشاعر الثورية التي تملا قلوبكم، وجدت لزامًا أن اشهد هذه الشهادة واثق تماماً في وعيكم وإدراكهم للحظة التي تمر بها بلادنا.