السيسي عن الصفقة: نحتاج معدات متطورة ونثق في التكنولوجيا الفرنسية
الولايات المتحدة: لا نقلق من التقارب الفرنسي – المصري
كتب – نعيم يوسف
أثارت صفقة طائرات الـ"رافال" الفرنسية، التي عقدتها القاهرة مع باريس، العديد من التساؤلات حول توجهات نظام الرئيس المصري في بناء قدرات الجيش المصري، وتسليحه وكسر الاحتكار الأمريكي وهيمنتها، كحليف استراتيجي عسكري للقاهرة، وذلك على الرغم من التصريحات الأمريكية بعدم الممانعة من إتمام الصفقة.
تنوع تسليح الجيش المصري
على الرغم من تنوع تسليح الجيش المصري، على مدى عشرات السنين السابقة، بين الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وإيطاليا وأوكرانيا والصين وبريطانيا وإيطاليا، بالإضافة إلى تصنيع العديد من المعدات محليا بالمصانع الحربية المصرية، إلا أن السلاح الأمريكي يهيمن على واردات الجيش المصري من الخارج، ولكن سعى الرئيس السيسي عقب ثورة الثلاثين من يونيو إلى قلب هذه المعادلة والاتجاه إلى كل من روسيا وفرنسا، وهو ما يعني تغيير الحليف الاستراتيجي العسكري.
تفاصيل الصفقة
الصفقة الفرنسية – المصرية تم توقيعها أمس، الاثنين، بعد مفاوضات استمرت خمسة أشهر فقط، ما يعتبر تاريخيا في تاريخ الصفقات التسليحية التي يعقدها الجيش المصري، بالإضافة إلى قيمتها التي تقدر بـ5.2 مليار يورو، كما أنها كسرت "لعنة طائرات الرافال" التي فشلت فرنسا في ستويقها عالميا خلال السنوات الماضية، وكانت صفقة القاهرة هي الأولى منها.
أسلحة الصفقة
تتضمن الصفقة حسبما أعلن الجانبان المصري – الفرنسي بيع 24 طائرة "رافال" وفرقاطة متعددة المهام من طراز "فريم"، وصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى من طراز "إم بي دي إيه"، في صفقة قيمتها 5.2 مليار يورو، بتمويل خليجي كما أفادت بعض التقارير الإعلامية.
السيسي يشرح أسباب الصفقة
وعن توقيع الصفقة وأسبابها يقول الرئيس عبدالفتاح السيسي في تصريحات صحفية، إن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند منذ أول لقاء لهما أظهر تفهما حقيقيا للمخاطر التي تحدق بالمنطقة والتي تواجهها مصر، لافتا إلى أن لمواجهة التحديات الأمنية في المنطقة هناك حاجة إلى معدات متقدمة قادرة على الوصول لمناطق لا نصل إليها بمعداتنا الحالية، مضيفا أنه لذلك فضل التسليح الفرنسي المتطور جدا والذي يمكن الاعتماد عليه.
وأكد السيسي أن التكنولوجيا الفرنسية ممتازة فلدينا طائرات ''ميراچ ٥'' و''ميراچ ٢٠٠٠'' و استخدمناهم لسنوات طويلة ، كما لدينا صواريخ ''كروتال'' العاملة في الدفاع الجوي، فالمعدات الدفاعية الفرنسية متقدمة ومتطورة جدا ويمكن الاعتماد عليها.
حاجة مصر للصفقة
تقول إذاعة "مونت كارلو الفرنسية" عن الصفقة إن "مصر في حاجة اليوم إلى تجديد أسطولها الجوي لتأمين حدودها خاصة مع الاضطرابات الواسعة التي تشهدها منطقة الشرط الأوسط. فعلى الحدود الغربية هناك ليبيا الغارقة في الفوضى والانقسام الداخلي، الذي ينعكس سلباً على الاستقرار في مصر. على الحدود الشرقية، يظل الانفلات الأمني في سيناء والضربات التي توجهها بانتظام جماعات إسلامية مسلحة شغلاً شاغلاً للجيش المصري".
رسالة ضمنية
ويرى مراقبون إن هذه الصفقة تحمل رسالة ضمنية للولايات المتحدة بأن مصر لن تعتمد على واشنطن ولن تخضع لها وحدها في التسليح، فيما أشارت بعض الصحف الأميركية إلى أن القاهرة خرجت عن طوع الولايات المتحدة في هذه الصفقة.
انتقادات حقوقية
يأتي هذا في الوقت الذي انتقدت بعض المنظمات الحقوقية هذه الصفقة، وأشارت إلى أن القاهرة لا تتردد في استخدام القوة وإطلاق الرصاص، وأعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها من الصفقة قائلين إنها من الممكن استخدامها في التعدي على حقوق الإنسان.
اتفاقيات روسية - مصرية
كما اتجهت مصر خلال الفترة الماضية إلى روسيا حيث تواردت بعض التقارير أن القاهرة وقعت مع موسكو على صفقة أسلحة قيمتها 3.5 مليار دولار تدفعها مصر مقابل استيراد مقاتلات حربية وتطوير منظومات الدفاع الجوى، بهدف رفع مستوى الأداء العسكري في الحماية وتحديث الجيش المصري بالأسلحة العالمية، بالإضافة إلى التعاون في المجال النووي.
موقف الولايات المتحدة
الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية، كانت قد أكدت في وقت سابق أنها لا تشعر بأي قلق بشأن الصفقات العسكرية بين القاهرة وموسكو أو باريس.