ي زمن نقص الطاقة والمحروقات ينبغي أن تكون الأولوية في مشروعات الاستثمار المقدمة للمؤتمر الاقتصادي والذي سيعقد الشهر القادم في شرم الشيخ لمشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة وكل مقومات الاقتصاد الأخضر الذي يعني بالأنشطة منخفضة الانبعاثات الكربونية للحفاظ علي البيئة أثناء تقدم الاقتصاد المصري. مشروعات الطاقة تنقسم إلي قسمين رئيسيين وهما انتاج الكهرباء وانتاج الوقود والمحروقات. الكهرباء في العصر الجديد وكما حددته دول الاتحاد الأوروبي يكون من خلال الطاقات الشمسية والرياح والمياه وجوف الأرض وموجات المد والجزر للأمواج ومساقط وسدود المياه العذبة للأنهار والذي تؤهلنا شمسنا وصحارينا إلي الخوض فيها بقوة سواء للطاقة الشمسية الحرارية أو للرياح. الوقود الحيوي هو أمل مصر الجديد في توفير احتياجاتنا من الوقود السائل سواء البنزين أو السولار عبر الزراعات الاقتصادية للأراضي القاحلة وبالمياه الهامشية في الصحاري المصرية أو الأراضي المصرية المغمورة بالمياه مثل واحة سيوة والعديد من مناطق الأحراش والمستنقعات في اليوم والساحل المتوسطي بالإضافة إلي زراعات حواف الترع والمصارف بأشجار الوقود الحيوي مثل الخروع والجاتروفا والبونجاميا ومعها زيوت بذرة القطن التي تستعلي مصانعنا للزيوت علي استلامها لنجعلها تندم علي هذا الأمر بعد تحويلها إلي سولار حيوي يصل سعر اللتر منه إلي دولارا ونصف بخلاف بعض المنتجات الأخري والتي أهمها الجلسرين كمنتج اضافي يبلغ سعره أسعار السولار الحيوي. يضاف إلي ذلك بذور اللفت الذي نستخدمه في مصر في عمل المقبلات وبأسعار زهيدة بينما تستخدمه جميع دول الاتحاد الأوروبي في انتاج كامل احتياجاتها من السولار الحيوي عبر مصانع نقل تكاليف المصنع فيها عن مليون دولار بما يجعلها مناسبة للمستثمرين سواء الصغار والكبار لإنشاء ألف مصنع صغير يجعل مصر تتربع علي عرش هذا الانتاج بعد أن سبقتنا إليه جميع الدول الافريقية ودول منابع النيل مثل رواندا وبوروندي وكينيا واثيوبيا وتنزانيا التي أصبحت أكبر دولة منتجة للوقود الحيوي في القارة وحتي السودان التي افتتحت أكبر مصنع لإنتاج الايثانول في افريقيا منذ أربع سنوات. الأمر ببساطة وفي مشروع متكامل عرضته في كتابنا عن الوقود الحيوي ومستقبل انتاجه في مصر ويعتمد علي زراعة من مليون إلي مليوني فدان من أراضي محافظة الوادي الجديد وهي أراض مالحة غير صالحة لإنتاج الغذاء. كما ان آبارها مالحة لا تصلح لري الخضراوات والفاكهة وبالتالي فإن زراعتها بأشجار الوقود الحيوي المتحملة لمثل هذه الظروف وريها بمثل هذه الآبار الملحة ومعها مياه الصرف الصحي لمحافظة الوادي الجديد كاملة سواء المعالجة وغير المعالجة ثم ينضم إليها مساحات كبيرة من أراضي مشروع توشكي التي فشلت فيها تجارب المحاصيل التقليدية وأيضاً أراضي واحة سيوة والتي غمرت المياه الجوفية أكثر من نصف أراضيها وستعمل عليها حاصلات الوقود الحيوي التي تتحمل ظروف الغمر بالمياه وتحول أراضي المستنقعات بعد فترة من زراعتها إلي أراضي استصلاح غير مغمورة بالمياه وهو الأمر الذي استغلته أوغندا لزراعة جميع أراضي المستنقعات حول بحيراتها الكبري خاصة كيوجا وألبرت وفيكتوريا وجورج وأدوارد لزراعات الوقود الحيوي كعلاج مؤكد لأراضي المستنقعات. تستطيع مصر عبر نحو 40 ألف كيلو متر لشبكة الترع والمصارف عند زراعتها بأشجار الخروع أو الجاتروفا والتي لا تمثل ثمارها مطمعا للعامة ولا تصلح للأكل بما يضمن عدم ضياع محصولها لنعيد تجربة دول غرب افريقيا لإنتاج السولار الحيوي من ثمار الخروع والمنتشرة في مصر وتناسب مناخنا. أما في الأراضي المصرية حول البحيرات الشمالية الخمس وما حولها من أراضي يمثل النشع الملحي لهذه البحيرات عليها عائقاً لزراعتها فإنها تناسب اللفت المتحمل للملوحة ومعه الخروع والجاتروفا بما يمثل تنوعا في مصادر انتاج المادة الخام للمصانع سواء من الأشجار المستديمة مثل الجاتروفا والخروع أو من النباتات سريعة النمو في أربعة أشهر مثل اللفت ومعه القطن ثم الزيوت المستعملة في القلي للفنادق والمطاعم والمنازل ومحطات تموين السيارات بما يضمن إمدادها دائما بالسولار الحيوي والذي تفوق طاقته للسيارة مرة ونصف مثل طاقة السولار البترولي بما يعني ان استخدام السولار الحيوي في سيارات النقل يقطع مسافات مرة ونصف مثل نفس الكمية من الوقود البترولي بما يشعر السائقين بأنه يعيش معهم لفترة أطول.
وفيما يخص انتاج بديل البنزين من البيوإيثانول في مصر. فالمصدر متنوع وتعود بالنفع علي الفلاحين من حاصلات لا يحصلون منها علي سعر مربح مثل البطاطا وبواقي محصول البطاطس المرفوض تصديريا ومحلياً لإصابته بالعفن البني ثم الذرة المحورة وراثياً الخطرة علي الإنسان والحشرات الاقتصادية والحيوانات اللاحمة وجميع مخلفات المحاصيل النشوية أو السكرية مثل بواقي محصول بنجر السكر وكل ما لا يصلح لغذاء الإنسان حتي ان أمريكا وجهت فائض محصولها من البطيخ لإنتاج الايثانول كما وجهت ألمانيا باقي استهلاك البشر من بقايا فطائر البيتزا والخبز والحلويات وكل النشويات المتبقي في الطعام لهذا الغرض.
مشروع انتاج الوقود الحيوي بشقيه البيوديزل والبيوإيثانول لتحويل مصر إلي دولة مكتفية ذاتيا ومصدره منهما وتخفف العبء علي الخزانة العامة للدولة لاستيراد عدة ملايين من براميل البترول شهرياً لهو مشروع يأخذ مصر إلي المستقبل والخبرات جاهزة والربح مضمون ونقدمه للمؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ.
نقلا عن الجمهورية