مشهد إعدام الواحد وعشرين مصريا في ليبيا يؤكد أن مصر بحاجة إلى أن تؤهل نفسها للتدخل في ليبيا على رأس تحالف عربي، وإبادة عصابة داعش المجرمة، بالتزامن مع حرب صعبة وذات تكلفة عالية قد يطول أمدها مع الإرهاب في الداخل.
الولايات المتحدة التي صنعت تنظيم داعش تبيع الوهم للعالم بالزعم أنها تحارب التنظيم في سوريا والعراق، والحقيقة أنها لا تحارب تنظيم صنعته بإيديها بل تدمر محطات كهرباء ومياه ومخازن أسلحة ومصانع في سوريا، وتستهدف مواقع إستراتيجية في العراق، ويردد الرئيس الأميركي باراك أوباما دائما أن الحرب ستستمر فترة طويلة ربما أكثر من ثلاث سنوات، في حين أن أمريكا أسقطت نظام الرئيس العراقي صدام حسين في ثلاثة اسابيع، ومعه الآف العراقيين الأبرياء، وتركت هذا البلد العريق يئن تحت وطئة طائفية بغيضة لم يكن يعرفها من قبل، والأمم المتحدة تكذب على العالم بالادعاء أنها قررت وقف مصادر تمويل هذا التنظيم الإرهابي في سلسلة أكاذيب لا تنطوى إلا على الجهلة والسفهاء.
ولا يخفى على أحد نظرية الفوضى الخلاقة في الشرق الاوسط التي روجت لها وزيرة الخارجية الاميركية السابقة “كوندليزا رايس” والتي بدأ تنفيذها بضرب العراق ثم اندلاع ما عرف بثورات الربيع العربي لتقسيم منطقة الشرق الأوسط حسب المصالح الاميركية وخلق ما يسمى الطوق الآمن حول إسرائيل، ولولا ثورة 30/يونيو في مصر التي أطاحت الإخوان أحد ادوات تنفيذ هذا المخطط لكان الوضع في مصر الآن يشبه ما يحدث في سوريا وليبيا، لقد تغير كل شيء بسبب إجهاض هذا المخطط.
جيش مصر الذي وصفه الرسول بأنهم "خير اجناد الارض" التف حوله شعب مصر لهذا هو هدف الجماعات التكفيرية الآن لإسقاط الدولة، لكن الضربات التي يتلقاها تزيد من التفاف الشعب المصري مع جيشه.
دحر تنظيم داعش والتنظيمات المرتبطة به في ليبيا مسألة هينة للغاية، وحسم الحرب لا يستغرق سوى أيام، وحسنا فعلت مصر حين بدأت طائرات أف 16 ضربات جوية ضد معاقل التنظيم في درنه، وتمت الضربات بالتعاون مع القوات الجوية الليبية، ولابد أن تشارك دول المغرب العربي والمشرق في هذه الضربات، فى مثل هذا النوع من الحروب فإن الضربات المتتالية من قبل تحالف عربي ستقضي على التنظيم، وأى تصور آخر مثل الاعتماد على تحالف الخيبة والعار التي تقوده الولايات المتحدة هو الوهم مجسدا.
المسؤولية يتحملها العالم العربي الذي يبدو أنه لا يدرك الحقائق والتحديات التى تحاصره، ويرتكب أخطاء بالجملة فى السياسة والأمن.
أمامنا إرهابيون وسفلة، أما الارهابيون فهم داعش والجماعات التكفيرية ومن يمولونهم خدمة لمشروع صهيو أميركي، والهدف تدمير مصر رمانة الميزان بعد سوريا والعراق وليبيا واليمن، وأما السفلة فهم أعضاء إدارات غربية ومن يدور في فلكهم في الغرب وفي الشرق الاوسط، والعاقل يدرك ذلك جيدا، والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف تسنى لتنظيم داعش الإرهابي والجماعات التكفيرية التي تخضع للقصف من جانب ما يسمى قوات التحالف أن تتمدد وتستولي على الأراضي والبنوك، وتبيع النفط، وتبسط سيطرتها على المدن، وتطور عملياتها نوعيا من وقت لآخر؟
الافتراض الرئيسى أن الغطاء الأميركي يحمي داعش، وأن السلاح يتدفق عبر الحدود مع تركيا، وأن الشباب المغرر بهم يتدفقون من كل الدول بصحبة مقاتلين
على درجة عالية من التدريب والقدرة القتالية وكل هذا لا يتم بالمصادفة، ألم أقل لكم أننا أمام إرهابيين وسفلة.
نقلا عن إيلاف