الأقباط متحدون - تقرير حول زيارة الوفد القيادي لحزبنا إلى كوبانيالمحررة
أخر تحديث ٠٠:٤٨ | الأحد ١٥ فبراير ٢٠١٥ | ٨ أمشير ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٧٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

تقرير حول زيارة الوفد القيادي لحزبنا إلى "كوباني"المحررة

جانب من الزيارة
جانب من الزيارة

الاختصار:
(....بمبادرة من رفاق منظمة كوباني ، قام وفدٌ من الهيئة القيادية لحزبنا حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا ( يكيتي )، ضم كل من الرفاق ( رشيد شعبان – صلاح علمداري–قازقلي محمد) ،بزيارة إلى كوباني المحررة يومي 31-1/ و 1-2/2015 ، التقى الوفد خلالها السيد أنور مسلم رئيس الهيئة التنفيذية في  (مقاطعة كوباني)، ورؤساء الهيئات المتواجدين في المدينة ، ونقل إليهم رسالة الحزب والقيادة ومباركتهم بالنصر , كما وتجول الوفد في عدد من شوارع المدينة المنكوبة

وزار عدد من المقرات ، منها مقرّ رئاسة الكانتون ومقرّ قواتالـYPG ووزارة الدفاع وكذلك مقرّ الـYPJ والفرن الآلي في المدينة ومقبرة الشهداء ومقرّالبيشمركه ،والتقط الوفد مع مضيفيه صوراً تذكارية في الأماكن والمقرات التي زاروها ,كما التقى الوفد بشكل منفرد وجماعي  بالكثير من رفاق وقيادات منظمة كوبانيلحزبنا  في الشتات التركي ، ووضعوهم في صورة الحزب  ومواقفه السياسية ، وحثوهم على التعاون مع الإدارة القائمة في إعادة تأهيل مدينتهم بعد التحرير...).



التفاصيل:
المسافة بين معبر باب السلامة ومدينة كلس التركية لا تزيد عن خمسة كيلومترات، لكنها استغرقت بنا أكثر من عشر ساعات لشدة الازدحام , وكذلك لمزاجية موظفي الجانب التركي من الحدود ,الذين ملّوا– على ما يبدو-  من تدفق آلاف السوريين كل يوم. أمضينا يوم الثلاثين من كانون الأول منذ صباحه حتى المساء على الطريق ، لكننا لم نفقد العزيمة التي بدأنا بها ولم يفسدعلينا طول زمن الطريق وعناؤه ، ذاك الشعور الغريب الذي كان يغمرنا لمجرد كوننا سائرين باتجاه "كوباني"المحررة.
قضينا ليلتنا الأولى في مدينة "عنتاب"، وتمكنّا فيما سمح به الوقت من اللقاء ببعض الرفاق وبعض المهتمين وأخبرناهم بمشروع الزيارة وهدفها ، ليشاع الخبر سريعاً بين رفاق منظمة كوباني ، وتنهال علينا المكالمات التي تحفزنا على المضي قدماً وكذلك تطالبنا بإمكانية اللقاء بهم وامكانية إقامة ندوات للرفاق بعد تراجع العمل الحزبي .
في صبيحة يوم  السبت الواحد والثلاثين من كانون الثاني ، انطلقنا إلى مدينة Pêrsûs (سروج) التي تبعد عن "عنتاب" مسافة تزيد عن المائة كيلومتر، ودائماً بمساعدة ومشورة كل من الرفيقين المحامي شكري محمود والأستاذ مصطفى خليل من قيادة منظمة "كوباني"، و بالتواصل والتنسيق مع رفيقينا أعضاء الهيئة

القيادية هناك والمقيمين حتى تاريخه في تركيا "مسلم شيخ حسن"  و"موسى كنو"والذين التقينا بهما في مدينة سروج,وبعد اتصالات أجراها الرفاق مع كوباني ومع رئيس الهيئة التنفيذية السيد أنور مسلم,كان علينا مراجعة مركز الثقافة والفن التابع لبلدية "سروج" ،الذي كان قد تحول الى ممثلية غير رسمية (لإدارةكوباني)بمساعي بعض النواب الكرد في البرلمان التركي, وبالفعل توجهنا الى المكان حيث كان في استقبالنا مسؤولا المركز السيد"گيلو" والسيدة "فوزية" اللذين رحبا بنا كوفد حزبي وبفكرة الزيارة التي سبَقنا فيها الكثيرين – على حد قولهم - ووعدانا ببذل كل الجهود من أجل الحصول على إذن لنا من والي المدينة بالدخول إلى "كوباني"، رغم أن التاريخ كان يوم السبت وهو يوم عمل قصير يسبق العطلة الاسبوعية في تركيا , لكن الجهود أسفرت كخطوة أولىفي السماح لرفيقي الهيئة القيادية "مسلم" و"موسى" اللذين قررا دون تردد العودة الى مدينتهم من دون حق مغادرتها كشرط من قبل الجهة التركية لكل أبناء كوباني الذين يودون العودة الى ديارهم , فغادرانا  قبيل المغرب ليتصلا بعد دقائق ويؤكدان وصولهما. بعد اخفاقنا في الحصول على الإذن المطلوب يوم السبت رغم الجهود التي وُعدنا بها ، عدنا إلى الاجتماع بالرفاق الموجودين ، لنضع برنامج عمل لما تبقى من وقت, وبالفعل سافرنا الى "أورفا" وهناك التقينا ببعض رفاق دائرة كوباني في لقاءات مكثفة ، حيث استمعنا إليهم وإلى همومهم ، ومن ثم شرحنا لهم تصوراتنا للمرحلة وكذلك مواقف الحزب، إلى أن انتصف الليل ، فعدنا الى الفندق حيث بتنا ليلتنا.

في صباح اليوم التالي الأحد 1/ 2/ 2015 عدنا أدراجنا الى "سروج" ، حيث كان في انتظارنا ثلة أخرى من رفاق منظمة كوباني في المقهى المطل على ساحة المدينة "ساحةالرمان" التي ترسخت في ذاكرة الكوبانيين، حيث تجاذبنا معهم أطراف الحديث وشهدنا معاً عبر زجاج النافذة عشرات الشبان والرجال كيف يجتمعون في الساحة ، ثم يُنقلونفي حافلاتٍللعودة الى مدينتهم عبر الحدود - عرفنا ذلك عن طريق الاتصال ب (الممثلية).

قبل مغيب الشمس جاءنا خبر موافقة الوالي ، وكان علينا الانطلاق فوراً باتجاه كوباني، فودعنا الرفاق المحيطين بنا وغادرنا نحن الثلاثة بصحبة شخص من (الممثلية) وبسيارته ،لتبدأ الرحلة من قسم البوليس ، حيث تم تصويرنا والتحقق من هوياتنا الشخصية وأخذ صور عنها , ومن ثم ليصعد ثلاثة عناصر من المركز بزيّ مدني الى سيارة عسكرية ويأمروننا بالسير خلفهم في سيارتناالمدنية , في نقطة الحدود تم تصويرنا مرة أخرى وألقى علينا بعض العناصر أسئلة روتينية عن الزيارة وسببها ومقاصدها وعن طبيعة المُضيف ... ثم رافقونا بسيارتين عسكريتين إلى بوابة الخروج التي هي نفسها بوابة الدخول إلى "كوباني"، حيث استقبلنا شخص اسمه محمد (مَمَد) ، وبعد أن تأكد من هوياتنا وقام بتسجيل أسمائنا في سجلات الوفود الزائرة ، دعانا الرجل إلى الجلوس وإلى تناول كأس من الشاي ، وسألنا عن بعض معارفه القاطنين في "عفرين"، إلى أن جاءت سيارة جيب فيها شابان مسلحان أقدما لإلقاء السلام علينا ثم دعيانا إلى مرافقتهما ، حيث أقلينا السيارة التي لم تسر طويلاً لتتوقفبنا عند مدخل محاط بالحراسة


دعانا المرافقون إلى الدخول حيث كان في استقبالنا هناك السيد أنور مسلمرئيس الهيئة التنفيذية لمقاطعة كوباني-أي رئيس حكومتها-، فتعانقنا بحرارة ، مباركين له النصر والتحرير، كونه قاوم مع المدافعين إلى آخر لحظة ، وممثلاً رسمياً عن إدارة منطقة كوباني،وفور جلوسنا قدّم لنا السيد أنور مسلم رفاقه الموجودين  بصفاتهم الرسمية ، حيث كان رئيس الهيئة العليا للقضاء ووزير الشباب والرياضة ووزيرة شؤون المرأة ووزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل  وآخرين ... ثم وزير العدل الذي انضم الينا فيما بعد , وكان رفيقانا "مسلم وموسى" اللذين سبقانا بيوم واحد إلى كوباني قد انضماإلينا أيضاً ,ودارت بيننا بعض المجاملات التمهيدية للدخول فيما بعد إلى حديث رسمي استمر حتى منتصف الليل ، حيث بتنا ليلتنا في نفس المنزل الذي نزلنا فيه أي في ضيافة السيد أنور,  نقلنا اليهم كوفد حزبي تحيات وتبريكات رفاقنا في القيادة والقاعدة الحزبية وبلّغناهم برسالتنا في مداخلات مقتضبة مكمّلة ، مؤكدين فيها على توجهاتنا في ضرورة توحيد الصف الكردي والعمل المشترك وموقفنا الواضح والمساند لمقاومة كوباني والمدافعين عنها ، وتَنبُهِنا في أزمنة سابقة لخطر الإرهاب المتمثل بالجهاديين التكفيريين ، وكذلك تضامننا معوحدات حماية الشعب (YPG  وYPJ) باعتبار عناصرهاأبناءناوبناتنا,مثمنين دورهم البطولي في الدفاع عن كوباني التي هي في معانيها قضية الكرد أجمع وصورة مصغرة لقضية "كردستان"... ثم استمعنا إليهم ، حيث رحب الجميع بنا وبمبادرتنا في الزيارة دون تردد ، كما تشاركوا في سرد الوقائع والمواقف التي عاشوها منذ الحصار الذي سبق الحرب وخلال أربعة أشهر ونصف من المعارك والدفاع المستميت عن المدينة في وجه داعش ومرتزقته ، وإليكم ملخصا عما تفضلوا به:



" صورة تذكارية مع رئيس الهيئة التنفيذية فوق سطح مبنى مقرّ المقاطعة "

( .... لم نستطع الصمود في الريف ، فانسحبنا بسبب العراء وانبساط الطبيعة وتناثر البيوت في الريف الكوباني عموماً وقلة عددها في القرية الواحدة ، وكذلك لعدم التكافؤ في السلاح ، إذ هاجمونا بمختلف الأسلحة الثقيلة ، في الوقت الذي لم نكن نملك سوى البارودة وبعض القاذفات اليدوية ... تمركزنا في المدينة وأنشأنا فيها تحصيناتنا بإرادة قوية ، وقررنا أن ندافع حتى الرمق الأخير .... هاجمونا من ثلاثة محاور في آن واحد ، هي الشرق والغرب والجنوب ، أما المحور الشمالي للمدينة ملاصق للحدود التركية ، وتدفقوا الى شوارع المدينة بأعداد هائلة من كافة الأجناس والألوان يمثلون كل قذارة العالم ، يحملون في قلوبهم الكره الأعمى تجاه الكرد عموماً ، يتحدثون عن حرق المدينة وإبادتها وعن الذبحوينعتوننا بالردّة والكفر عبر أجهزة اللاسلكي " القبضة" ، حيث كنا نسمعهم بوضوح حتى وهم يتحدثون مع بعضهم .... القصف العنيف من الدبابات والمدافع الثقيلة والصواريخ قد انهكنا تماماً ، و بدأوا يضيقون علينا الخناق يوماً بعد آخر ، حتى تم حصارنا مع جميع المقاومين في مساحة ضيقة لا تتعدى بضعة شوارع ولا تزيد عن عشرات المنازل ، انتقلت المعارك إلى الشارع الواحد وإلى المنزل الواحد ، وأحيانا دارت في نفس المنزلوالغرفة الواحدة

طلبنا من المدنيين الذين كانوا برفقتنا ويقدمون الخدمات والمعنويات واللوجست مغادرة المدينة ، ومن يتبقى يكون قد اتخذ قرارهبالاستشهاد بمحض إرادته ، لأن الموت المحقق أصبح قاب قوسين أو أدنى ... تمكن بعض أفراد "الگريلا" بطرق مختلفة من الالتحاق بنا ، واستفدنا من خبراتهم القتالية كثيراً ، لكن وحدات المرأة أثبتت رباطة جأش وعزيمة تفوقت بهما على الرجل في ساحة المعركة ، يجب أن يسجل في التاريخ كحدث مميز باسم المرأة الكردية ... قرار التحالف الدولي في محاربة الإرهاب وبدء الغارات الجوية على مراكز وتجمعات المرتزقة أعادإلينا الأمل ودخول "البيشمركه" بأسلحتهم الثقيلة عزز في نفوسنا إرادة النصر ، وبدأنا على إثرها بالهجوم المعاكس من بيت الى آخر ، ومن شارع الى آخر ، حتى تمكن شبابنا وشابّاتنا من تحرير المدينة وتطهيرها من دنس "داعش" ... عشرات الغارات الجوية التي استهدفت تجمعاتهامن قبل طائرات التحالف وتفجير أكثر من أربعين سيارة مفخخة ضمن المدينة تسبب في هذا الدمار الهائل وهذا الحجم من الخراب ... عدد شهدائنا لا زال تحت سقف الخمسمائة ، لكن ثمة مفقودون أيضاً ومجهولو المصير ....... ) .

رغم الحديث المثير,وأثناءه, لم يفت أحد الوزراء أن يعد لنا القهوة ,وآخر أن يقدم الشاي ,ورئيس الوزراء أن يطلب لنا الحلوى من تركيا لنتناول معاً حلوى التحرير,ووزير آخر أعد لنا المكان للنوم حيث غرقنا فيه منهكين ، في حين بقي اثنين من الوزراء يتصفحون الانترنيت ومواقع الأخبار بعد منتصف الليل .
صبيحة الاثنين 2/ 2/ 2015فيالتاسعة, بدأ برنامجنا نحن أعضاء الوفد الثلاثة ورفيقينا "مسلم" و"موسى"ومرافقة السيد فرحان رئيس هيئة القضاء الأعلى بجولة في بعض شوارع المدينة التي تعرضت للدمار الهائل ، بدءاً من "ساحة السلام" باتجاه شارع "السراي" وساحة "البلدية" إلى ساحة "المقاومة" ثم ساحة ودوار "الحرية " ، حيث توقفت الكلمات في حلوقنا وعجزت في التعبير عن هول الفاجعة وحجم الدمار

وأكوام البقايا والأنقاض وعشرات الجثث والأشلاء المتفسخة على الأرض...التقطنا بعض الصور الحصرية لمشاهداتنا ولم نلتقي أثناء المسير سوى بمجموعتين أو ثلاث من الشبان يقفون في الزوايا البعيدة لحراسة الشوارع والمنازل ... الروائح النتنة أفسدت علينا متابعة السير ، كما أن الوقت كان قد حان لزيارة السيد "أنور مسلم" في مقرّه الرسمي .

الساعة الحادية عشرة توجهنا إلى إدارة المقاطعة ، حيث استقبلنا رسمياً السيد مسلم وبعض وزراء حكومته وأركان إدارته ممن لم نلتقي بهم في المساء الفائت ، وبعد جلسة رسمية تفقدنا معاًمبنى المقرّ لنشاهد بأعيننا آثار المعركة التي جرت فيها ، بين المرتزقةفيطابقهاالأرضيوالمقاومين في الطابق الأعلى، حيث سطروا ملحمة في المقاومة وبأدوات بسيطة وأفكار بسيطة ، حولوا المكان إلى قلعة عتيدة استعصى على الأعداء اقتحامها ، حيث أزالوا بلاط الأرضيات والسيراميك بالفؤوس ليحولوه في وقت عصيب إلى قطع صغيرة في أكياس استعملوها في دشمالحماية , ثم صعدنا الى سطح المبنى المحاط بالدشم والمغطى بالطلقات الفارغة ومن هنالك كحلنا أعيننا بتلة "مشتنور" شامخة حرّة ، حيث التقطنا بعض الصور التذكارية ، ثم تركنا السيد "مسلم" وطاقمه لاستقبال وفود أخرى وتابعنا برنامجنا المقرر.

حوالي الساعة الثانية عشر والنصف ظهراً ، توجهنا الى مقرّ الـYPGلمباركتهم بالتحرير والنصر ، لكن لم يكن في المقرّ إلا بعضالأشخاص ، لأن الآخرين موزعون على الجبهات التي تتّسع يوماً بعد آخر إثر عملية  تحرير القرى التي بلغ عددها حتى تاريخه حوالي الـ 25 قرية ، وفي اليوم التالي تتالت أنباء جديدة عن تحرير قرى أخرى من بينها قرية "شيران" التي تعتبر من القرى الكبيرة في ريف المدينة ، كما أنها مسقط رأس السيد "صالح مسلم" الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي ، إلى أن حضر وزير الدفاع الخال"عصمت" رغم وعكته الصحية ورحب بنا ، فقدمنا له التبريك والتقدير باسم الوفد ، ثم أبى إلا أن يتابع معنا ما تبقى من جولتنا.

حوالي الواحدة بعد الظهر ، كانت وجهتنا التالية هي المخبز الآلي للمدينة ، حيث بلغنا قيام طاقمهابالتحضيرات للعمل فيها ، فالتقينا بمدير المخبز وبعض الفنيين والإداريين ، من بينهم رفيق حزبنا الذي لم يغادر مدينته الأخ "محمد معروف" ، وسلّطنا الضوء على دورهم الهام والضروري كجنود مجهولين في المعارك والأزمات ، وثمنا دور القائمين على إدارة المخبز كونه يؤمّن الخبز اليومي الذي يعد إحدى الحاجيات الأساسية للحياة .



" صورة أمام مقرّ YPJ، مع الخال عصمت والمقاتلة عزيمة "

الواحدة والنصف بعد الظهر قمنا بزيارة مقرّ الـYPJ، وهناك استقبلتنا إحدى الآمرات في قيادة الجبهة الرفيقة "عزيمة" كانت يومها في المقر لتنال قسطاً من الراحة وتشرف على إعداد المقرّ وإجراء بعض التصليحات والترميم فيه ، فرحبت بنا السيدة عزيمة وتحدثت برغبة من ذاتها وبنبرة مرحة من واثق منتصر عن بطولات رفيقاتها في الجبهات ، وكيف تصدت خمس مقاتلات لعشرين مرتزقاً وقتلن منهم ثمانية عشر ولاذ الاثنين الآخرين بالفرار ، وكيف حملت إحداهن اسطوانة الغاز المنزلية بعد إشعال النار فيها ورمتها الى المنزل المجاور ، حيث كانت تتمركز مجموعة من الدواعش، فانفجر المنزل وقتل من فيها .
الساعة الثانية بعد الظهر توجهنا إلى مقبرة الشهداء الكبيرة " قرية ترميك " الواقعة في الجنوب على طريق حلب ،وثمة مقبرتان أخريتان كما قيل لنا ، حيث قرأنا الفاتحة على أرواح الشهداء وتجولنا بين شواهد الأضرحة ، نمعن النظر في الأسماء وأماكن الولادة ، وقد اجتمع في المكان أسماء الشهداء من كل المدن الكردية ومن الأجزاء الأربعة ، وشواهد القبور ستبقى شهوداً على بطولاتهم أمام محاكم الزمن .



" دقيقة صمت على أرواح الشهداء "

الساعة الثالثة بعد الظهر قمنا وبرفقة الخال"عصمت" وزير الدفاع وبعض أفراد الـYPG المرافقين لنا بزيارة مقرّ قوات "البيشمركه"، حيث استقبلنا الدكتور المقدم "عزالدين" ، إذ كانالعميد  خارج المدينة يومها ، فبلغناهم تحية الرفاق والحزب ، وباركنا لهم النصر ، وقدرنا عالياً قدومهم الى "كوباني" لمساندة أهلها والمدافعين عنها من قوات الحماية الشعبية ، كما رحبوا بنا من جهتهم ، وقمنا بالتقاط صور جماعية تضم الوفد والبيشمركه والـYPG ...



"  صورة مع المقدم عز الدين وبعض ضباط البيشمركه أمام مقرّهم "

في الرابعة عصراً انتهى برنامجنا وكان علينا أن نذهب إلى ساحة "آزادي"، لنودع السيد أنور مسلم الذي كان يتحدث إلى إحدى القنوات التلفزيونية هناك ونشكره على حسن الضيافة ونبارك له النصر مرة ثانية, فتعانقنا من جديد على أمل اللقاء في الأفراح والمناسبات السعيدة ، لكنه أصرّعلىالقيامبالواجب تجاهنا – كماقال-  وأبىإلاأننتناولالغداءفيضيافتهمعاعتذارهمشاركتنالشدةالمشاغلوغزارةالوفودالزائرة، أما السيد "فرحان" فبقيمعناحتىآخرلحظة... تركنا في المدينة رفيقينا "مسلم وموسى" عضوي الهيئة القيادية للمساهمة بما أمكن مع الإدارة القائمة في تدارك مهمات ما بعد التحرير، من مخاطبة المختصين والمنظمات الإنسانية  ودول العالم المتحضر لإزالة الألغام والجثث والأنقاض وإعادة تأهيل البنية التحتية وتفعيل الخدمات وتحقيق الأمن اللازم لعودة أبناء المدينة إليها ... ثم غادرنا "كوباني" إلى بوابة المغادرة برفقة شابين مسلحين حيث أوصلانا إلى نقطة الحدود وعادوا أدراجهم ، ليتمكن الشاب محمد(ممد) من تأمين خروجنا إلى تركيا ، مثلما استقبلنا على الحدود قادمين منها. 
كان رفاق منظمة "كوباني" ينتظروننا بشغف في الجانب التركي لنحمل إليهم أخبار مدينتهم ، ونروي لهم عن مشاهداتنا هناك , لكننا كنا مرهقين نبحث عن مكان نخلد فيه للراحة .

الثلاثاء ، في الثالث من شباط اجتمعنا بالرفاق المتواجدين في المدينة ، حيث كانوا قد دعوا حوالي 50 عضواً من الرفاق لحضور ندوتين إحداهما في "سروج" نفسها ، والأخرى في ضاحية من ضواحي "أورفة" ، فانقسمنا الى فريقين لأداء المهمتين بنفس التوقيت ونلتقي ثانية قبيل المغيب لكي نعرّج معاً على مركز الثقافة والفن لتوديع السيدة الفاضلة "فوزية" و السيد "گيلو" اللذان لم يوفرا جهداً لتحقيق زيارتنا وانجاحها ، وتقديم الشكر والامتنان لهما باسم حزبنا ورفاقه واللذين رحبوا بنا ثانية وبعودتنا سالمين .



" صورة مع بعض الرفاق على ضفاف الفرات أمام جسر بيرجك "

في مساء نفس اليوم عدنا إلى مدينة "عنتاب"، مروراً بمدينة " بيرجك " ، حيث التقينا فيها ببعض الرفاق المقيمين فيها ، من بينهم الدكتور محمد شاهين محمود مدير مركز شيرزاد الصحي في كوباني ، كما التقينا ببعض الرفاق في عنتاب لنبيت ليلتنا فيها ونغادرها صبيحة يوم الأربعاء 4/ 2/ 2015 باتجاه "عفرين" ونصل إليها مساءً سالمين.
..... انــتهى .....
14 شباط 2015
* صلاح علمداري- عضو وفد الهيئة القيادية لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا "يكيتي" الذي زار مدينة "كوباني" المحررة.
   
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter