الوطن | الأحد ١٥ فبراير ٢٠١٥ -
٠٢:
٠١ م +02:00 EET
«شلتوت» على رصيف السيدة زينب مع قطته «فلة»
القدر جمع بينهما، ليجلسا معاً طوال الوقت، يتقاسمان اللقمة، ويتبادلان المداعبات حين تقفز على قدمه وكتفه، ليتناسيا معاً برد الشارع وقسوة الزمان.
القطة «فلة»، وصديقها الخمسينى «شلتوت» اتخذا من أحد شوارع السيدة شاهداً على حبهما، فلا يفترقان حتى أثناء النوم، يسند «شلتوت» رأسه على الشجرة القابعة خلفه، وتجلس «فلة» بجانبه فى صمت.
«القطة حنينة لا بتقول عايزة آكل ولا أشرب، وبتحس بأى حاجة، فلو أنا زعلان، فرحان، جعان، عطشان، بتحس بيا وماتسبنيش، عشان أنا براعيها فى اللقمة، ومش بزعق لها خالص»، قالها إبراهيم شلتوت، الذى كان يعمل خبازاً منذ 12 عاماً، ولظروف خاصة مر بها قرر الاعتكاف مع نفسه، واعتزال البشر.
خلال الـ12 عاماً كان شلتوت «سواحاً» فى الشوارع، يعيش لنفسه، ولا يعبأ بأحد من حوله، ومنذ 18 شهراً تحديداً، استقر فى منطقة السيدة زينب، وهناك كان اللقاء الأول بينه وبين فلة: «ماعرفش جاتلى منين، لكن اللى متأكد منه، إنها عانت زيى، وقررت الهروب زى حالاتى، وعشان لعبت معاها قربت منى وماخافتش، واخترت أسميها فلة عشان هى فلة».